قلمي اليوم يستمد إلهامه من وحي قلم ملك الكاميرا "الأستاذ إبراهيم التميمي" .. فسال حبره ليعبر عن فكرة ولدت في خاطري عند قراءة المقال المميز والهادف "المدن الذكية.. واحترامها لمواطنيها". القيادة الذكية تحاكي في أفكارها المدن الذكية.. إنها القيادة التي تكسر كل الحواجز التي تمنعك من الإحساس بالآخر, أو مشاركته.. "القيادة الذكية" كغيرها من القيادات التي تسعد بتوليها المنصب, وتتمتع بالمزايا التي يمنحها ذلك المنصب, إلا أنَها تمتلك ضميراً يقضاً يضع أمام عينيه عظم المسئولية التي أنيطت به دون غيره, فلا تضع نفسها في برج عاجي ثم تصدر قراراتها من ذلك البرج. إن التطوير والتحسين الحقيقي ينطلق من الواقع, والقائد الذكي لا يكتفي بمجرد السماع؛ لذا كان لزاما عليه تلمس احتياجات الآخرين من خلال لبس ثيابهم وتقمص شخصياتهم وممارسة أنشطتهم؛ للوصول إلى درجة فعلية وعميقة من الإحساس بالآخرين واحتياجاتهم, مما يأجج مشاعر الإصلاح والتطوير, فلا يهدئ له بال حتى يتمكن من القيام بواجبه على أكمل وجه. إنّ صفحات التاريخ الإسلامي المشرقة تحوي الكثير من الدروس التي نأخذ منها العبر في هذا المجال, وليس هناك درس نستعرضه في هذا المجال أروع من قصة عمر بن الخطاب المشهورة مع أم الأيتام : http://anoir.ahlamontada.com/t1363-topic إخوتي القادة إن أجمل اللحظات في حياتك هي تلك التي تُخَلِد في ذهنك منفعة للآخر وخدمة لأمتك ومجتمعك.. فتواضع وتعلم فن النزول إلى الآخر.. وجرب حياة العامة وابتعد عن مظاهر البذخ.. لتشعل فتيل الإصلاح في نفسك .. وتُخَلِد لنفسك ذكرى جميله في الدنيا وعملا صالحا يقودك إلى جنات النعيم.