إن العنف بكافة أنواعه وأشكاله وأسبابه ومسبباته وأماكنه خروج على النظام والقيم والأخلاق وتعاليم الدين، ويجب أن يردع أصحابه وينزل في حقهم أقصى العقوبات الرادعة حفاظا على النظام والأمن والقيم والأخلاق النبيلة في المجتمع. وإن ما حدث نهاية الأسبوع الماضي في محافظة الخرج أثناء مباراة الهلال والشعلة حدث مخجل ومؤلم حيث أساء لسمعة كل الخرجاويين والهلاليين بل وللرياضة وكل الرياضيين في بلادنا، وهو سلوك منحرف وغير مقبول على الإطلاق، والواجب على المسؤولين عدم التهاون مع أصحابه، وعدم السماح بتهوينه وتبسيطه وخلق مبررات له أو لمثيريه، لأن من أمن العقوبة أساء الأدب، ولأن الراضي كما الفاعل. وبصفتي أحد أبناء هذه المحافظة الكريمة وأحد رياضييها ورؤساء أنديتها السابقين أستنكر وأدين ما حصل من أحداث مؤسفة، وأتبرأ من أصحابها، وأطالب إنزال أشد العقوبات في حق مرتكبيها كائنا من كانوا، وكشف هويتهم ومن يقف وراءهم والتشهير بهم وحرمانهم من دخول الملاعب، وأعتذر لنادي الهلال إدارة ولاعبين ومشجعين عن ما حصل، متأكدا أن نادي الشعلة ومشجعيه ليسوا طرفا في ما حدث، فالهلال نادي عريق وضيف يستحق التكريم والشعلة نادي يحترم ضيوفه ومسؤولياته ، وإن ما حدث قام به فئة من مراهقي جمهور الملاعب وبعض الغوغائية المندسين الذين لا يشرف المحافظة انتماءهم إن كانوا بالفعل من أبنائها. على أية حال الحدث وقع والندم على ما فات لا قيمة له، ولكن الأمل يحدونا أن نستلهم منه الدروس المستفادة بحيث يقوم المسؤولون وبكل حياد وموضوعية بدراسته وكشف أسبابه ومسبباته ومعالجة المشكلة من جذورها حتى لا تصبح مثل هذه الممارسات الصبيانية ظاهرة في ملاعبنا تنغص علينا أمننا ومتعتنا الرياضية، وحتى لا يظن هؤلاء المنحرفون أنهم قادرون على تشويه سمعة وصورة أبناء الخرج ونادي الشعلة وصورة النظام وسمعة الرياضة في بلادنا. ولو يتخلى جمهورنا الرياضي العزيز في طول البلاد وعرضها عن: • التشجيع الغوغائي. • شتم وسب الحكام. • شتم وسب اللاعبين. • شتم وسب جمهور الفريق المنافس. • إطلاق الهتافات المبطنة. • النزول إلى أرض الملعب والتدخل في سير المباراة. • قذف الزجاجات الفارغة أو الحجارة. • شتم شخصيات ورموز وطنية ورياضية. • إطلاق صفارات الاستهجان للاعب أو للفريق المنافس أو ضد الحكام. • التهكم والسخرية من المنافس. • تدافع الجماهير قبل أو أثناء أو بعد المباراة. • كتابة العبارات المسيئة لكل من المنافس ولاعبيه والحكام كذلك. • التعرض لرجال الأمن والإعلام بالسب والشتم والاعتداء البدني. • حرق الأعلام والرايات والشعارات الخاصة بالفرق المنافسة. • الاستعراض المشين والمسيء في الشوارع قبل وبعد المباريات. • تحطيم المقاعد والمرافق العامة الموجودة في الملعب. • الاعتداء على ممتلكات الناس الآمنين خارج الملعب. • الشحن الإعلامي للجماهير من قبل بعض مسؤولي الأندية ورابطة المشجعين وبعض وسال الإعلام. لابتعد جمهور الملاعب من شبابنا _وإلى الأبد_ عن كل مظاهر العنف والشغب في ملاعبنا، ولأصبح يتمتّع بالرّوح الرّياضية العالية المعهودة، ولعل ما حدث يملي علينا جميعا أن نبدأ في بيوتنا ومساجدنا ومدارسنا وقنوات إعلامنا وصحفنا ومنتدياتنا بتوعية جمهور الملاعب من أبنائنا الشباب وتعليمهم بآداب الرياضة وأخلاقياتها، وغرس ثقافة " ابتسم عند الهزيمة وتواضع عند النصر" التي ماتت في بعض النفوس. ونشجع المنافسات الشريفة ونكافئ أصحاب الأخلاق الرفيعة ونمنع ضعاف النفوس من الإساءة لأنفسهم ولنا ولسمعة الرياضة في مملكتنا. حفظ الله بلادنا وشبابنا، وكفانا شر الشياطين أينما كانوا. ويقول الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقت ... فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا !!. د. هلال محمد العسكر (رئيس نادي الشرق سابقا)