هناك العديد من التفسيرات لشغب الملاعب وعنفها.. منها أن يكون الشغب غريزة وراثية في جينات المشاغبين وخير موقع للتنفيس عنها هي الملاعب الرياضية.. أو يكون ردة فعل إزاء إحباط قهري متواصل وطويل إزاء الفرق التي يناصرونها.. وأيضا النقص المعرفي وعدم القدرة على التكيف مع المجتمع.. أو ضعف الوازع الديني.. وضعف الرادع الأمني.. تناول المؤثرات العقلية قُبيل المباريات.. والشحن النفسي الشديد من مسؤولي الأندية والإعلام.. هذه أبرز مسببات شغب الملاعب حول العالم.. والذي ظهر واضحًا في مباراة الشعلة والهلال على ملعب الطرف الأول. هذا وأجزم يقينًا أن كل الرياضيين قد أصابتهم الصدمة من أحداث ذلك الشغب.. وهو ما يحمل أكثر من علامة استفهام حول ما حدث.. ويثير الكثير من التساؤلات حول كيفية دخول قطع الحديد والحجارة مع الجمهور إلى داخل الملعب.. والموقف المتردد من رجال الأمن في وقف الشغب وفي القبض على المنتهكين لحرمة أرض الملعب (حيث تواجد عشرة أفراد فقط من الشرطة عند بدء المباراة).. وهناك الكثير من الكلام السيئ الذي يقال حول هذا الشغب المفتعل.. خاصة وسمو محافظ محافظة الخرج شخصية رياضية يعلم خلفيات الملاعب وشغبها.. وقد بح صوته وهو يطالب بتنفيذ المدينة الرياضية بالخرج التي اعتمدت منذ ثلاثين عاما.. مما يعني وجود الخلفية الرياضية لدى محافظة الخرج.. ومع ذلك دخلت تلك المواد الحديدية.. وتلك الحجارة.. لحدوث ذلك الشغب المقزز. نحن قد نظلم المسؤولين الأمنيين حين نطلب منهم وقف شغب الملاعب في ملاعب بدائية تفتقر لأبسط مواصفات ملاعب كرة القدم في أفقر دول العالم.. فهل يعقل أن محافظة كالخرج تعتبر ضاحية من ضواحي العاصمة لا يوجد بها ملعب رياضي مجهز وآمن؟!!.. مثلها مثل كثير من المحافظات.. في الوقت الذي نجد فيه أن فائض الميزانية يسمح بإقامة ملاعب على أعلى المستويات في كل محافظات وبلدات المملكة!! وهناك أيضا من ربط بين توقيت المباراة وشغبها.. وبين ما حدث من شغب في ملعب مدينة الملك عبدالعزيز في الشرائع بمكة المكرمة مع فريق الوحدة.. فكلا الشغبين حصلا قبيل مباريات هامة للهلال، حيث ظلم الزعيم ظلما مبينا سابقا.. ونقلت مباراتيه في قرارات لا زالت موضع استياء في الكثير من الأوساط الرياضية. في أوروبا.. هناك اهتمام بالغ بأمن الملاعب.. ولها رجالها وقواتها وأدواتها.. وقوانينها الرادعة وعقوباتها طويلة الأجل تجاه كل من يخل بأمن الملاعب.. وتحث الشؤون الأمنية المهتمة بشغب الملاعب لديهم.. تحث على تقديم خصومات مالية للمشجعين الذين يقتنون تذاكر مباريات فرقهم في جميع البطولات ولكل الألعاب التي تخوضها أنديتهم خلال الموسم.. وذلك لسهولة رصد وفرز هذه الفئة في حالة قيام شغب من جهة مقاعد تلك الفئة.. أو الاستفادة منهم في معرفة مثيري الشغب الذين يكونون بجوارهم.. وذلك غير كاميرات المراقبة والرصد.. علما بأن لكل مسابقة إدارة كاملة متكاملة تسمى إدارة التذاكر (Department of Tickets) لها علاقاتها مع أمن الملاعب.. ومع إدارة الضرائب.. ولديها عمل صعب وشاق. أيضا من مكملات العمل الأمني داخل الملاعب الاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة.. حيث لها مهابة وخشية في قلوب كل من تسول له نفسه بالدخول لأرض الملعب.. رغم اعتراض الكثير من منظمات حقوق الإنسان من تواجد تلك الكلاب المرعبة. على كل حال نحمد الله تعالى على وضعنا الأمني.. وعلى نعمة الأمن والأمان التي تعيشها بلادنا.. لولا تلك الفئات التي تحتاج لعلاج رادع يتفق ورداءة تربيتها.. سواء بشغب الملاعب.. أو ببدعة قذف اللاعبين والحكام التي انتشرت في جميع ملاعبنا دون علاج ناجع من الاتحاد السعودي لكرة القدم.. وهو تقصير واضح مقارنة بما اتخذه الاتحاد الإماراتي لكرة القدم عند محاولة الإساءة للاعب السعودي ياسر القحطاني المعار لفريق العين الإماراتي.. فهل اتحادنا في موقف العاجز عن وقف تلك البذاءات؟!! أم أننا نحتاج لدورات إعادة تأهيل للكثير من موظفي هذا القطاع لوقف مثل تلك السخافات والقذف والآثام؟!!.. إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحادات الألعاب أمامها عمل مضن وشاق وتحتاج إلى حلول كثيرة للمشكلات القائمة.. والله المستعان. نبضات!! * الغياب التام للجنة الكشف عن المنشطات هي وصمة عار على جبين الحركة الرياضية السعودية.. والمثير للجدل أن اللاعبين الكبار في السن قد ظهروا هذا الموسم وهم في قمة نشاطهم.. مما يثير البلبلة حول غياب اللجنة.. حتى أن هناك لاعبين من كبار السن لم يخضعوا طوال حياتهم الرياضية للكشف عن المنشطات.. مما يزيد تلك الظنون تأكيدا!! * الأهلي ظهر خلال دوري هذا الموسم.. كما لم يظهر من عدة مواسم.. وهو منافس حقيقي على بطولة الدوري.. والفضل يعود لله ثم للأستاذ طارق الكيال.. مفجر الطاقات الحقيقي والذي انتشل الفريق من الضياع إلى منصات التتويج.. بالتوفيق لأبي راكان.. وللإمبراطور الأهلاوي.. ولا نجحف حق رئيس النادي الأمير فهد بن خالد الذي يبذل جهودا كبيرة في كل الاتجاهات!! * اللاعب الكاميروني إيمانا لم يعط الفرصة كاملة من قبل المدرب دول.. فاللاعب يملك مهارات عالية تحتاج لزملاء مهاريين ذوي بديهة كروية أوربية.. إنما عدم انسجامه يرجع لضعف الفكر التدريبي.. أما إذا كانت الرغبة في إنهاء عقده لاستنزافه للخزينة الزرقاء.. فهذا الأمر يعود لعراب الاقتصاد الرياضي سمو الأمير عبدالله بن مساعد!! * مباراتا الهلال والنصر والأهلي والشباب في مسابقة سمو ولي العهد.. ستحظيان باهتمام جماهيري واسع.. بينما وضع الفرق الفني متأرجح بل ومتراجع كثيرا عن المواسم السابقة.. فالهلال والشباب تدنى عطاؤهما هذا الموسم عن المواسم السابقة بشكل واضح.. بينما النصر - مكانك راوح -.. ليبقى الأهلي هو نجم الموسم حتى الآن بعروضه المذهلة.. بالتوفيق لجميع فرقنا بإذن الله!!