تواجه العديد من القطاعات الخدمية في مدينة الرياض العديد من التحديات، نتيجة زيادة معدلات النمو السكاني ما يجعلنا نواجه مشاكل حقيقية تتفاقم بتزايد عدد السكان التي تمثل أعلى معدلات النمو السكاني في العالم، لقد أضحت الرياض تعاني من اختناقات مرورية غير مسبوقة على مستوى عواصم دول الشرق الأوسط ، فالازدحام يعم العاصمة في معظم الأوقات والتي قد تصل إلى قبل منتصف الليل في بعض المناطق الحيوية في المدينة والطرق المحورية، لذا من الطبيعي أن يتبادر إلى الذهن سؤال مهم وهو كيف سنرى الرياض بعد خمس أو عشر سنوات قادمة ؟ فكلما عصفت بالمجتمعات تحولات حادة، وبدأت تشعر بوطأة كلفتها، برز السؤال الكبير: ألم يكن من الممكن استشراف تلك التحولات والاستعداد لها وبناء الخطط اللازمة لمواجهتها ؟ الحديث هنا إذن عن استشراف المستقبل ، وفي هذا الصدد أود أن أضع اقتراحاً بين يدي صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بشأن إنشاء مطار دولي في جنوبالرياض ليكون رديفاً لمطار الملك خالد الدولي الذي سيعاني كثيراً في المستقبل القريب من عدم القدرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المسافرين ، وأرى أنه من الممكن الاستفادة من مطار الخرج المزمع تنفيذه العام القادم ليكون مطاراً دوليا. كلنا يعلم بأن الخرج هي المدينة الرديفة للعاصمة الرياض والتوجه التنموي في منطقة الرياض يتضمن بناء مدينة كبرى رديفة للعاصمة تستوعب مزيداً من السكان للتخفيف عنها ، واختيار الخرج لتكون المدينة الرديفة جاء لاعتبارات ومعطيات متعددة لعل أبرزها كون الخرج أقرب المدن للعاصمة ولوقوعها ضمن ملتقى الطرق الهامة التي تربط الشرق بالجنوب والوسط وتربط دول مجلس التعاون الخليجي بمناطق المملكة، بجانب احتضانها للعديد من المنشآت الاقتصادية والإستراتيجية الهامة ، وبالتالي فإن وجود مطار دولي في الخرج سيعزز من مكانتها الاقتصادية ، وسيخفف العبء على مطار الملك خالد الدولي في الرياض وسيمكن جزءاً كبيراً من سكان العاصمة وخصوصاً سكان وسط وجنوب وغرب مدينة الرياض من الاستفادة من مطار الخرج ، وخصوصاً مع توجه المؤسسة العامة للخطوط الحديدية لتنفيذ مشروع القطار بين الرياضوالخرج. كما أن مطار الخرج الدولي قد يكون الملاذ الذي تحبذه شركات الطيران العالمية كمحطة اتصال لرحلاتها ، من شأنها أن تخدم وتعزز من فاعلية سوق النقل الجوي بما يعود بالمصلحة العامة على تنمية القطاع الاقتصادي والاجتماعي في المملكة ويخدم هذا النشاط الذي سيعود بإذن الله بالفائدة على المواطنين والمقيمين على حد سواء ، يضاف إلى ذلك التوقع بزيادة عدد شركات الخطوط الجوية العاملة داخل المملكة وبالتالي الحاجة إلى مزيد من المطارات الدولية.