إن ما يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله له جدير بالشكر ومكرمة جادت بها يده الحنونة على شعبه ، ولكن أين ما قدمت يمناه من كرم وقد وقعت كلها في أياد امتهنت السلب ، وأمنت العقوبة ، قرائي الاعزاء لقد قدم حفظه الله لمدينة جدة الكثير مما لا يتخيله عقل ولكن أين وقعت بعد ذلك في مراحل التنفيذ ؟ أما سألتم أين هي المليارات التي أجزلت لإصلاح جدة بعد أربعائها الأول ؟ إنها وقعت في يد خائنة رفعناها بعد ذلك من منصب لمنصب والغريب أننا أصبحنا نعاقب السرقة بترقيات لا يتخيلها عاطل تيبست أفكاره جراء النوم واقتعاد الأرصفة ،وهذا ما سيمارس على قراراته الكريمة التي قدمها لنا في أربعاء فرحتنا . لا تعتقدوا أنه يقدم فينسى أو لا يتابع . ولكن عندما يسأل يقال له الأمور كما شئت ولصدقه وشريف إيمانه يصدق أن الأمور كما أراد لها . وليته يعلم حفظه الله أن الإدارات بدأت التلاعب قبل أن تصلها الميزانيات ، فهاهو مكتب العمل تصطف الطوابير أمام أبوابه فتفاجأ بأنها أمام قائمة طويلة من الشروط ليس من السهل تطبيقها ، وهذا لا يقل حالا عن تعجيز بعض الملحقيات لمبتعثيها الذين قدمت لهم الدراسة تحت برنامج ابتعاثه حفظه الله ، والكثير من التعقيدات ستظهر لنا عما قريب . ولدينا بعض التساؤلات نحن الذين ما زلنا ننتظر إيجابيات هذه اللمسة الكريمة على شعبه . فمتى سيفتح الإسكان العام أبوابه للمواطنين لينال كل مواطن نصيبه من الأراضي التي وعدنا بأنها ستكون أقل سعرا من تلك التي طغت السوق العقارية في رفعها ؟ ومتى سنجد الصندوق العقاري يسرد علينا وجه ورقة كاملة في إحدى الصحف المحلية ليتقدم أصحاب الأرقام للإنتهاء من صرف القرض العقاري ؟ ومتى سنجد الحركة التجارية قننت في المتاجر ولم تغتنم هذا العطاء لتهلكنا بمنتجاتها ؟ ومن يظمن لنا أن جميع ما أمر بصرفه سيوزع كما خطط له ، إخواني ليس تشاؤم ولكن أقول لكم أجلوا الأفراح بهذه العطايا إلى أن ترى أعينكم منها شيئا ولا تسول لكم أحلامكم شيئا فيغرقكم الواقع كما غرقت جدة هذا العام عندما دعا أمينها أن ينزل الله المطر ليطمئنوا فجرفهم السيل في حين هو يتصفح الجريدة في مكتبه هذا إن كان قد قدم إلى عمله ولم يكن في نزهة شتوية إلى بلد لم تكونوا بالغيه بدخلكم المتواضع . إنكم سترون تصريحات تملأ الصحف ولكنكم لن تروا تنفيذا أمام أعينكم إلا الخراب وتنميق العبارات الصحفية ، إننا ياسيدي نعلم عن كريم عطائك ويكفيك أنك عبدالله الخير ، عبدالله السلام ، عبدالله الحنون ، عبدالله الشعب ، ولكنا نعلم يا سيدي أيضا بأن الإدارات عندنا ملؤها الفساد والخيانة ، ملؤها الجشع وقول الزور ، ملؤها أوراق التعاميم التي لا تنفذ ، والخطأ هنا يعود أننا شعب يحب التستر وإلا أين من أغرقوا جدة لم تشهر أسماؤهم ، لم يقدموا للمحاكم ، لم تعاد الأموال التي أكلوها بغير وجه حق ، هؤلاء يا سيدي لو ظهروا على الملأ لكانوا عبرة لكل مختلس من الحق العام ، لو أننا أخرجناهم من بيننا واستبدلنا عقولهم وأياديهم بأياد لا تعرف الحرام لرأيت التنفيذ ، ولكننا انشغلنا بأمور فكرية لا تمت لهويتنا الثقافية بصلة ، إننا غفلنا عنهم والتهينا بتعريف الحداثة والبحث عن حوار متصالح بين ما قلنا عنه إسلامي وكأن بيننا كافر وليبرالي وكأننا ملزمون بهذه الشعارات ونسينا مايحاك لنا على أيدي هؤلاء الفسدة إلى أن غرقنا في فساد من همه الريال أين يخبؤه وكيف يمتلكه . إننا يا سيدي اعتكفنا بأقلامنا للبحث عن الشهرة ومحاربة الدراما . ونسينا أن الأيام تعدنا بتصوير دراما مسرحها جدة ، وجماهيرها ضحايا البطالة ،اعتكفوا أولئك يصمموا كيف الحصول على منصب قريب من الإدارات المالية في حين اعتكفنا نحن لدراسة الألفاظ النابية كي نستخدمها في خطاباتنا وإعلامنا حتى تفاجأنا بأننا في النهاية مجتمع شكاء لا يجرؤ أن يقتلع أولئك من خلف مكاتبهم ، لهذا يا سيدي لا تستغرب من مجتمع سعودي ينام إلى حدوث الكارثة فيخرج يبكي في وسائل الاعلام جراء ما حدث . علي المالكي