هانحن نودع فصل الصيف بعد معاناة شديدة من الحرارة و السموم، ومما ساهم في زيادة المعاناة، الانقطاع المستمر للكهرباء بين الحينة و الأخرى والذي بدوره قد زاد الطين بلة، لاسيما وأن المكيف هو الصديق الحميم لنا في هذا ( الفصل تحديداً ) ولا يمكن الاستغناء عنه أبداً من البيت إلى السيارة إلى المسجد إلى العمل ، المهم أننا نودع صيفنا الذي مر سريعاً، فالأيام تجري والله المستعان . و نستعد الآن لاستقبال فصل الشتاء الذي ربما قد يروق للكثير لما فيه من برودة الأجواء والنسائم العليلة وما يصحبها من الأمطار الجميلة. إلا أن موجات البرد القارسة في هذا الفصل قد تجعل هناك من ينفر منه ويتمنى انقضاءه سريعاً. فالناس كما يعلم الجميع على جانبين، جانب يرغب في الشتاء ويُمني النفس به دوماً، وعلى النقيض تماماً نجد أن في المقابل جانب آخر يرغب في الصيف ولا يروق له سواه . فالذائقة تختلف من شخص لآخر ، ولولا اختلاف الأذواق لبارت السِلع . أما مناصري فصل الشتاء فإنهم فور اشتداد برودته ربما يتحسرون على الصيف المنصرم رغم ما بهِ من مآسي .! و أما بالنسبة لأصحاب الرأي الآخر والذين يتغنون بالصيف فقد كانوا يتشوقون للشتاء في عز حرارة الصيف و أغبرته وقُصر لياليه. فالرضا ( التام ) لم و لن يتحقق .. وبهذه المناسبة تذكرت قول الشاعر والذي أراه قد صدق وأنصف الجميع حين قال : يتمنى المرء في الصيف الشتاء .:. فإذا جاء الشتاء أنكره لا بذا يرضى و لا يرضى بذا .:. قُتل الإنسان ما أكفره قصيدة رائعة وإني لأجد أن مضمونها قد يشكل نقطة التقاء ترضي الجانبين. ربما قد يستغرب البعض أني لم أتحدث عن الربيع و اعتدال الأجواء، أقول لهم إن الاعتدال له من اسمه نصيب حيث أنه يعدل بين الجميع فهو بلا شك مسألة منتهية لا جدال فيها. ختاماً .. إن كان هناك من شكر، فالشكر لله عز وجل أن سخر لنا في هذين الفصلين ما يجعلنا نتكيف معهما ونتعايش حياتنا اليومية بكل أريحية تامة من أجهزة كهربائية وغيرها. سبحانك ربي ما أرحمك سبحانك ربي ما عبدناك حق عبادتك . مازن عبدالمحسن الغامدي