اشتعلت المنطقة الشرقية حرارةً، في اليومين الماضيين، وعانقت درجاتها 33 درجة مئوية، نهاراً، ولم تبتعد عنها ليلاً، وبلغت 28 درجة، أجبرت رواد الكورنيش على التحرر من ملابس شتوية ارتدوها، متوقعين أن الشتاء ما يزال يعمل على تبريد الجو، وبخاصة أن هيئات فلكية طمأنتها إلى استمرار الشتاء إلى الرابع من شهر ربيع الثاني المقبل. وبحث مرتادو الكورنيش عن نسمات باردة، تنعش سهرتهم البحرية، إلا أن الجو أثبت لهم عدم قدرة أحد بتوقع تحركاته، وذكر سعود علي أن «كثيراً من مرتادي الكورنيش تورطوا بملابسهم الشتوية، كانوا يتوقعون عودة البرودة في الليل، وبخاصة أن النهار كان دافئاً، إلا أن الحرارة استمرت حتى وقت متأخر من مساء ليل الجمعة الماضي، وبلغت 28 درجة مئوية»، وفي محاولة منه لتخفيف درجة الحرارة، عمد إلى تشغيل مكيف الهواء في سيارته. وفيما اشتكى تجار بيع أجهزة التدفئة في المنطقة الشرقية، من كساد الموسم الشتوي، عملت ربات المنازل على نزع أغطية مكيفات الهواء، والمراوح من الجدران، ضمن عملية «تنظيف مفاجئة»، كما ذكرت مريم عبدالله، مضيفة «لم نتوقع هجمة الصيف هكذا، الحرارة بدأت ترتفع، وهو أمر مقبول، لكن أن تصل في غمضة عين إلى 30 درجة، لم نتوقع ذلك». وطالت عملية الاستعداد للصيف، فرز الملابس الشتوية، وإعادتها إلى المخازن أو وضعها في حقائب خاصة، «تركنا قليلاً منها تحسباً لنكسة الجو مرة أخرى، لا نعرف هل انتهى الشتاء أم سيعود؟». وذكرت الجمعية الفلكية في جدة أن «السبت الماضي، الموافق للسادس من ربيع الأول، شهد دخول آخر بروج فصل الشتاء، ويستمر إلى الرابع من شهر ربيع الثاني المقبل». ويعد مزارعي النخيل الأسعد حظاً بانتهاء فصل الشتاء، وبدء درجات الحرارة بالارتفاع، التي تساعد على انضاج التمر، وبخاصة أنهم بدؤوا في تلقيح النخيل، منذ مطلع الأسبوع الماضي. ووصف مواطنون فصل الشتاء ب«الموسم القصير»، الذي لم يثبت وجوده كما حدث في الأعوام الماضية، متخوفين من «موسم صيف حار وطويل جداً»، وما يتبعه من «ارتفاع في فاتورة الكهرباء، نتيجة الاستخدام الكثير لأجهزة التبريد، وبخاصة مكيفات الهواء وثلاجات الماء». ولن تغير زيادة النهار 48 دقيقة في الأيام المقبلة، بمعدل نحو دقيقة، في تقليل مصروف الكهرباء، بل «ستفتح باباً للتسوق من جديد، لتلبية احتياجات الأطفال من الملابس الصيفية»، ليس الأطفال فقط وإنما «طلاب المدارس، وبخاصة المراحل الابتدائية»، كما ذكر حسين عبد الجليل، مضيفاً «استفدنا من عروض التخفيض في ملابس الشتاء، ولكن عروض الصيف لم تبدأ بعد، ولا أظنها ستبدأ، وسيعوض التجار خسائرهم في فصل الصيف». وربما يخفف من وطأة الحرارة، أن شهر ربيع الآخر المقبل، سيشهد كثرة العشب ويزهر فيه الورد ويروق الشجر، وتكثر الكمأة، إلا أنه مصحوب بالعواصف. ووصفت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة التغير في الجو ب «الطارئ»، وذكرت في موقعها «يطرأ انخفاض في درجات الحرارة على مناطق شمال وشرق وغرب المملكة»، إضافة إلى «نشاط في الرياح السطحية، مثيرة للأتربة والغبار وتحد من مدى الرؤية الأفقية». وزفت الرئاسة بشرى للمواطنين، ذكرت فيها أن درجة الحرارة نهاراً ستعانق 33 درجة مئوية، وستتراوح درجات الحرارة في الأيام الخمسة المقبلة بين 31 و33 درجة مئوية.