"كوفئ أحد الموظفين الحكوميين بإجازة لمدة يومين – لم تحسم من إجازته الرسمية - نظير قيامه بنقل سيارة مديره العام الخاصة "السوبربان" إلى حراج السيارات وبيعها بسعر جيد! " هذه القصة _كمثال افتراضي_توضح قمة إخلاص الموظف لمديره وتفانيه في العمل وتبين ايضا كرم هذا المدير وإنصافه للموظفين المتميزين. ولكن لو سلمنا بوقوعها اوامثالها في الدوائر الحكومية ولو بشكل قليل فهل شملت هيكلة الدوائر المدنية او العسكرية على وظيفة مسماها (المعقب الخاص للمدير العام ) يكون عمله تجديد جوازات عمال المدير أو تخليص أوراق خادمته أو تسديد فواتيره أو.. أو؟! وللمدير حق منحه المكافأة التي يراها مناسبة حتى يتمتع سعادته بالراحة ويتجنب مراجعة معاملاته الخاصة بنفسه أو دفع مبلغ زهيد من المال لمكتب تعقيب ؟ الإجابة حتما ستكون (لا). ولو نظرنا من زاوية أخرى نجد أن كلا الطرفين قد استفاد من هذه الوظيفة الاستثنائية فالموظف (المعقب) أصبح من المقربين للمدير عطفا على سيل الإجازات والمكافآت التي يحصل عليها واقلها "خلص المعاملة ثم اذهب لبيتك" والمدير مستفيد بطبيعة الحال كما بين ، ولكن هناك طرف ثالث هو الأهم من كليهما وهو الدائرة الحكومية التي ستتضرر بتضرر وضغط العمل على باقي الموظفين وتوقف معاملات المراجعين على حساب راحة المدير وموظف التعقيب. وبقى أن نسأل: لماذا يقدم هذا المدير على فعل ذلك مع علمه بأنه مخالف للأنظمة؟ أهو استغلال للسلطة خارج حدودها على الموظف المسكين أم انه يعتقد إن الموظف يعمل لخدمته شخصيا فلا يتحرج في أن يطلب منه إعمالا طالما أنها ترجع في نهايتها لراحة مدير الدائرة الذي براحته تزدهر الدائرة ويستمر عطاؤها أم إن السبب هو الموظف نفسه الذي يقوم بعرض خدماته العامة على المدير صباحا ومساء راجياً أن يكلفه المدير او يشرفه بعمل يخلصه حتى ينال رضاه أم إن ذلك من باب التعاون والتكاتف والمساعدة . كل سبب من هذه الأسباب قد يكون هو الجواب , ولك عزيزي القارئ أن تختار الجواب الذي تراه مناسبا . كتبه/ سعود بن عبدالعزيز بن غنيم