في زمن الطفولة عندما كنا نحضر ذبح الأضاحي مع الأباء والأجداد، تعلمنا بأن هناك ضوابط لابد من تطبيقها عند الذبح من أهمها توجيه البهيمة للقبلة والتسمية وعدم سّن السكين أمام البهيمة وعدم ذبحها أمام الأخرى، والتعامل معها برأفة حتى يتم سلخها وتقطيعها. هذه الثقافة التي زُرعت فينا وتعلمناها منذ الصغر قبل أن نعلم بأنها نابعة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، نجدها معدومة في مسلخ البلدية ويفتقدها معظم العمّال، فما نشاهده من أفعال همجية في مسلخ البلدية من هؤلاء العمّال يؤكد بأن الرحمة نزعت من قلوبهم، فعند إحضار البهيمة إلى المسلخ يقوم العامل بسحبها على الأرض بأسلوب همجي وهي تتألم وتصيح بأعلى صوتها، وعندما تنظر هذه البهيمة إلى سابقاتها وقد غرقن في بركة من الدماء يزداد صياحها ويرتفع صوتها ولكن لاحيلة لها، فيتم طرحها على الأرض بجوار البهائم المذبوحة بطريقة وحشية وتُذبح شر ذِبحة. لايقف الأمر عند طريقة الذبح فحسب، فبعد أن يقوم العامل بإغتيال هذه البهيمة وتقطيعها، يأتي مسرعاً إلى السيارة لتحميلها، ثم يقف مبتسماً تلك الإبتسامة العريضة الملطخة بالدماء، منتظراً إستلام أجره على ما قام به من عمل إجرامي، بالرغم من أن رسوم الذبح النظامية قد تم دفعها لمسئول المسلخ مسبقاً، إلا أن العامل قد إعتاد على أخذ نصيبه بشكل غير نظامي على كل بهيمة يغتالها. إن مايقوم به عمّال المسلخ بعيد كل البعد عن أصول الذبح بالطريقة الإسلامية المعروفة، فلا يكفي فقط حد السكين والتسمية وتوجيه البهيمة للقبلة، وتجاهل الأمور الأخرى التي تكون مكملة لعملية الذبح بالطريقة الصحيحة، وما يزيد الوضع غرابة بأن مسلخ البلدية يكفي لذبح مئات البهائم بمختلف أنواعها في وقت واحد، وقد تم تجهيزه على أكمل وجه، ولكن ما هو السبب الذي يجعل هؤلاء العمّال يقومون بذبح البهيمة فوق الأخرى وفي مكان واحد، وهل دور مسئول المسلخ ينتهي عند تحصيل الرسوم فقط! على مسئولي البلدية معالجة هذا الوضع، ومراقبة العمّال وعدم السكوت عن أفعالهم، ثم مالذي يمنع أن تفتح البلدية المجال لمن لديه الرغبة من شبابنا للعمل في المسلخ، وليس بالضرورة أن يكون هذا العمل بشكل رسمي، وإنما بأجر مقطوع وفي الأوقات المناسبة لهم، فهناك الكثير من شبابنا من يرى في الذبح هواية ولديه من الخبرة الكثير، وقد تشكّل له هذه الهواية دخل إضافي، يجني منها ما يساعده في التغلب على مصاعب الحياة، وبالتالي نتخلى عن هؤلاء العمّال أو على الأقل نتخلى عن جزء كبير منهم. دمتم بخير