•مدخل هي الأيام تنخر فيه, و شِراك التيارات تعريه, و أُفول الذئاب قد التفت على قصعته, حتى اشتكى من جراحٍ قد آلمت أدمته, وأدمت مقلته, وبدأت الأمراضُ صنوفاً على جسمه, والجراحات ضُرُوبا على قلبه, يترقبُ من يداويه, وبمراسمه و قوانينه يجاريه, مرت عليه سنون طويلة ولكنه لا يشيب, و خطط أعدائه لوأده ولكنه لا يموت .... حيث قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، قال عمرانُ: لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعدُ قرنينِ أو ثلاثةً ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.. هو الإسلام, ذلكم الدين الذي لا يُجَحَّمُ شكله و لا تُحدد حدوده لأنه متناسب مع كل زمان ومكان, فهو نسمةٌ من نوره تضاءُ لها قلوب صفوته, و إعانةٌ منه لهم على طاعته واتباع أوامره .. هو ذلك الدين الوسطي الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ) وقال صلى الله عليه وسلم (إن خير دينكم أيسره ) ... لم يكن الدين شكليات تُتَّبع, و لا جوهراً يُمتَنع, حتى أصبحنا طرائق قددا, و أعداءً لا مددا, تكتل فيه الملتزمون, و استنفر منه المقصرون, حتى أصبح الآخر دخيلاً, فزادت الهوه و تنافَرَ الطرفين, أصبح الملتزم في نظرة مجتمعه متزمتاً, والمقصر منبوذا ... انزل المجتمعُ تقييمه للطرفين على ميزان الشكليات, فتناسوا اللب و وسطية الدين.. فاستهان به من استهان و شادًّه من تشدد .. فأملى أن تكون هناك أرضاً خصبة وسطية تجمع الطرفين لتقريب وجهات النظر وتنوير القلوب وإزالة الران .. لكي ننهض بهذا الكيان الذي (يمرض و لا يموت) •المراد :- اصبح التلفاز و الإنترنت ملاذاً للشباب والبنات, يستسقون منه ما يسدون فيه أوقات فراغهم, فوجدوا فيه الغث قد طغى و السمين قد نحل – فتشربوا من الغث حتى غير أفكارهم و اسلوب حواراتهم و أشكال لباسهم – فعندما تذهب إلى الأسواق مثلا.. تجدهم ( الجنسين) قد انتشروا وكلٌ له مأربه, و لنحسن الظن فالله أولى بعباده, فتجد أن بعض رجال الحسبة وفقهم الله -فهم الذين يبقون الخيرية فيه ديننا, قال الله تعالى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) الآية- .. تجد بعضهم لا يوجِدُ أرضَ حوار ومناصحة في خطابه.. فاللين والتلطف هو المفتاح السحري بين القلوب.. والخطاب شديد اللهجة بصيغة ( إفعل ) هو الذي يزيد الجفاء عند الطرفين .. _________________________________ ختاماً ... أرجو أن يكون هنالك معرض او كشك دائم في كل سوق توزع فيه النشرات الدعوية ومجسمات تصاغ عليه حقيقة الحجاب الصحيح .. فالدليل النظري و اشراك التقنية في ذلك.. هي سبيل جذبٍ و دعوة بالحسنى, والله من وراء القصد . عبدالعزيز عبدالرحمن القحطاني