أود اليوم أن ألقى الضوء على أهمية احترام صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن هؤلاء الرجال تشرفوا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم واسلموا على يده وجاهدوا معه وصبروا وشهد لهم القرآن بذلك عندما جاءت الآية: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) وجاءت الأحاديث الشريفة الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم شاهدة للصحابة بأنهم خير من عاش على الأرض بعد الأنبياء، وذلك بفضل صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وشدة تأثرهم به ،ومعرفتهم لأحواله في أخلاقه وعبادته وخشيته ..فكانوا بذلك أقرب النماذج البشرية تشبها به ، واتباعا له ، وقد سرت أحوالهم وأخلاقهم فيمن جاء بعدهم وعاشرهم، وأخذ العلم والإيمان والأخلاق عنهم، فكان هؤلاء أقرب الناس شبها بهؤلاء الصحابة، فلما جاء الجيل الذي بعدهم كان هذا الجيل أقرب فكانت هذه الأجيال الثلاثة خير القرون على الإطلاق، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرية هذه الأجيال فقال: (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) وفي رواية عن عبدالله بن مغفل (خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم) وعن جابر رضي الله عنه : (ان الله اختار اصحابي على الثقلين سوى النبيين والمرسلين). وقد أوجب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأمة احترامهم وتوقيرهم فقال: (لا تسبوا أصحابي فلو ان احدكم انفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) متفق عليه. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (ان الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ، فاصطفاه وبعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه ، يقاتلون عن دينه).