السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الحمد لله الذي بلَغنا رمضان وأساله جل وعلا أن نكون من عتقاءه من النار ،وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال إنه ولي ذلك والقادر عليه وهوالسميع العليم حاولت أن أغير الكلام عن رمضان بكلام جديد غير الذي نسمعه كل رمضان وأن آتي بما يرضي أذواقكم ،بيد أن العلم درجات وأن لست بعالم ولكن أحاول محاكاة ما يخطر ببالي من أفكار و تطلعات وخيال ، لطالما كان رمضان فرصة للتغيير والتغير وتصحيح المسارات ؛حيث أن رمضان هو نقطة لبداية جديدة وذلك لأنه مختلف عن الفرص المتاحة طوال العام فالله جل وعلا كريم حليم بالعباد فقد جعل باب التوبة مفتوح طوال العام وليس في رمضان ، وما يميز رمضان هو الجو الروحاني الجماعي . حين دخل رمضان تغيرت الأجواء فجأة وطابت الليالي وهدأت النفوس وأصبح الجو أكثر خصوبة للتسامح والتصافي وفض الخلافات وفتح صفحات بيضاء ناصعة لا يشوبها شائبة ، فأنا أطلب طلباً ليس لي فيه مصلحة ولا فائدة وربما لا أعلمها وأسأل الله أن يدخرها لي ولكم يوم الدين ، فيا أيها المتخاصم مع غيرك من المسلمين تذكروا أن هذا الخلاف غير جائز ولا مقبول عند الله وأن هذه الأيام هي فرصة ثمينة لمن أراد أن يصلح أو أراد الأجر والثواب ولمن أراد أن ترفع أعماله بعد وقوفها إلى أجل مسمى وهو يوم التصالح ، فقد ورد أن أعمال المتخاصمين لا ترفع في ظل استمرار الخصام فاتقوا الله وارجعوا عن خلافاتكم التي لا تستحق أن توقف أعمالكم ، ونصيحة أضعها بادروا ولا تنتظروا فخيركم من يبدأ بالسلام ، ولا تأخذكم العزة بالإثم فتخسروا . عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ) : تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا رَجُلا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ، فَيُقَالُ : أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا) فيا أيها المتخاصمين : أخ وأخيه ،أخت وأختها ، أخ وأخته ، أخت وأخاها ، جيران ،أقارب ، غير أقارب ... سامحوا وتنازلوا وتسامحوا وتصافوا وتواضعوا وعودوا إلى رشدكم قبل فوات الأوان؛ يوم لا ينفع الندم لا أريد الإطالة فالوقت من ذهب ورمضان شهر واحد عسى الله أن يرشدنا إلى استثماره كله . أرجو لكم القبول والمغفرة عبدالرحمن الحيزان