لا تغلقونه فيه ذكريات الطفولة منتزه سعد الوطني في الوسيع مررت به الأسبوع الماضي لأقف على أطلاله جريا على عادتي في زيارة أي مكان يتيح لي ظرف الزمان المرور به , وليتني لم أقف على الأطلال و لم أشاهد هذا الصرح بتلك الحالة . لقد أوصدت أبوابه, ونوافذ مداخله محطمة , وأشجاره لم تجد من يعتني بها , مساحات شاسعة مزروعة وأخرى مهملة وغير مستغلة , لا أخفيكم إنني في ذالك المكان تذكرت شطرا مما قاله الشاعر الفراعنة عندما قال ( في دجى خالي خلى لاحسيس ولا ونيس) أدركت أن هذا الشطر تناسب مع المكان إلى حد بعيد , ولاني افتقد في محافظة الخرج كما يفتقد الكثيرون حديقة غناء واسعة كمنتزه سعد الوطني حتى إذا لقيتنا معشر أهالي الخرج من أعمالنا نصبا لذنا بالفرار إليها لنلهو مع أطفالنا وتنعم أعيننا بخضرة الأشجار في مساحة شاسعة , وحتى إذا تحدث إلى أسرتي لم أجد أسرة بجانبي حاصرها ضيق المكان لتتصنت على حديثي ويراهن بعضها البعض على معرفتي ومعرفة اصلي وفصلي من لهجتي أو من بكاء أطفالي . ولان الترفيه والتسلية مطلب مهم في المدن التي تعاني من تنوع الأعمال عسكرية كانت أو صناعية أو مدنية كما هو الحال في الخرج التي يتزايد فيها عدد السكان كما في بقية مدن مملكتنا الحبيبة فإننا لا نجد سوى الأسواق ومهرجانات التسوق مكانا للترفيه والترويح المنغص بإفراغ الجيوب وإنفاذ رصيد بطاقات الائتمان ليعود رب الأسرة إلى بيته وقد أثقل كاهله الترفيه المزعوم , ولان تجارنا ورجال أعمالنا رعاهم الله قد وعدونا بإنشاء اكبر مراكز التسوق في الشرق الأوسط إلى درجة أنني أغيب عن الرياض شهرا فأمر مرور الكرام بأرض كانت غير ذي زرع لأجد فوقها اكبر سوق ومجمع تجاري وقد نصبت عليه اللوحات بمتعة التسوق والتسلية والترفيه . سأعود إلى منتزه سعد الوطني الذي لتكلؤه عين رعاية وزارة الزراعة والمياه وتناظره أعين مثلي من المتطلعين بإنشاء منتزه حكومي في أخصب بقعة تجاور مدينة الرياض على غرار ذالك الخاوي على عروشه في سعد , ما أحزنني واستوقفني هو ما كتبه احد العابثين على جدار المنتزه بسعد عندما كتب : ( تكفون لا تغلقونه فيه ذكريات الطفولة ) . عوض بن علي الأحمري