غصب عليك تحترمني ، غصب عليك تسمع كلامي ، غصب عليك تسوي اللي قلت ورجلك فوق رقبتك ! هذه بعض عبارات مجتمعنا المتعنت الذي أخذ الدنيا طولاً وعرضاً ممارساً قوته جلداً على ظهور من هم أقل أو أضعف منه ! سبحان الله ! ألهذه الدرجة انعدمت الشفافية وروح المحبة وصدق التعامل بيننا ؟! كم من متذمر من تعامل من هو فوقه إما لمنصب أو سن كما هو الآخر يتذمر ومُتذمر منه ! الدنيا تدور فكما عركت غيرك تأكد أنها ستطحنك وتذروك للرياح وما كنت قد ( استندت ) عليه يوماً سيذهب عنك ويتحول لغيرك وربما لمن هو أقل منك يوماً وستشرب من نفس الكأس ! نحن من يفرض على الآخر الاحترام فتعاملك وأسلوبك وطريقتك هي رسالتك للآخر لتفرض عليه احترامك والتأدب معك دون أن تنزل نفسك للساقط من القول والفعل . احترامك لنفسك هو طريقك لاحترام الآخرين لك وما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك وما تريده لنفسك اجتهد واعمل به لغيرك حتى تجد المثل بعيداً عن أسلوب الإجبار ورفع الصوت و( اليد ) . لا تجبر أحداً على أن يأخذ برأيك لأنه في النهاية رأي وقد يجد الآخر أن هذا الرأي منافٍ تماماً للواقع وربما لم تفهم أبعاد الموضوع ولعل ما يزيد الطين بلة ما يردده من يجهل الكثير وهو يزعم أنه ( فاهم ) فيقول ( أحسن .. اللي ما يسمع الشور يضيع ، حقه ويستاهل ) أو ينفش صدره ويقول بكل ثقة ( أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة ) فالأولى فيها من الشماتة التي يُخشى أن يقع صاحبها يوماً فيها فيصيبه من لفحها وحرها أو تكون لأقرب الناس لقلبه فالدنيا دول ( لا تظهر الشماتة لأخيك فيشفيه الله ويبتليك ) والثانية جهل البعض جواهرها فراح يرددها وكأنه عاصر كل أمور الحياة وخرج بتجارب أنقذت البشرية بل بعض من يرددها هم من الفاشلين في الحياة الغارقين في ذواتهم التي لم تحقق شيئاً يذكر ! إن نظرية فرض النفس على الآخر مسألة أخرى قد تكون أشد من سابقيها فهذا الذي يقول غصب عليك تحبني ، غصب عليك تعزمني ، غصب عليك تهدي لي ... الخ شخص لا يفقه من التعامل إلا الإجبار فحب الآخر قال عنه ربنا تبارك وتعالى ( لو أنفقت ما في الأرض ما ألفت بين قلوبهم .. الآية ) فكيف بنا نفرض أنفسنا على قلوب الآخرين ؟! من لا يحبك لا تفرض نفسك عليه ولتعلم أنك مهما فعلت إن لم يجعل الله لك في قلوبهم قدراً لن تستطيع أن تجبرهم على أن يحبوك ويتواصلوا معك ويبحثوا عنك .. كن عزيز النفس وتجنب فرض نفسك وثق أن الدنيا لم تقف عندهم وإن كرهوك فهناك من يحبك .. من يريدك لذاتك .. من يبحث عنك .. من يدافع عنك في غيابك .. من يدعو لك وتأمل يدعو لك وقد تكون نائماً تتقلب على الفرش الوثيرة وهو يدعو لك بقلب محب مخلص . لا تفرض نفسك واربأ بها عن مواطن التقليل من شأنها فمن تركك اليوم .. غداً يأتيك بعد أن يستيقظ من غيبوبته ويعلم أن من ( خدعه ) حقق الهدف الشيطاني الذي سعى لأن يصل إليه .. فكان نجاحه مؤقتاً ! تلويحة * ما أجمل أن تفرض الأيام بأمر الله احترامك على الآخرين رغم ركض الكائدين ودسهم السم في العسل .. يا قلب لا تحزن !