أغلب من يبسطن الشكوى من رجل حقيقة هو أشبه بالرجل المعلمة فبعض العلمات حمَّلهُن أزواجهن مسؤولية البيت بنفقاته ومتابعة شؤونه الصغيرة والكبيرة بل إن البعض منهم حملها مسؤولية أهله بالإضافة لتحملها مسؤولية أهلها فيومه بين العمل إن كان يعمل ثم يقذف بالطعام لجوفه بعد الدوام والبعض رافعاً صوته وقد أتى على ما أمامه : ( والله قايلين لي لا تاخذها تراها ما تعرف تطبخ زين ) ثم يغط في نوم عميق مهدداً متوعداً إن سمع صوتها أو صوت أحد أبنائها كأنهم أبنائها لوحدها وبعد أن يفيق من غيبوبته يذهب لأصدقائه ويسهر معهم حتى الفجر أو قبله بقليل والمعلمة المسكينة تكدح ليلاً ونهاراً وتتنقل بين مسؤوليات البيت والعمل فتخرج لإحضار مستلزمات المنزل وطلبات المدرسة وهدايا الطالبات وتبعات مسؤولية أهلها وعادات المجتمع وارضاء أم الزوج وأخواته ! هذا جانب بسيط من حياة المرأة التي تخلى عنها الرجل المسؤول عن القيام بواجباتها وواجبات البيت بمن فيه ! تقول احدى المعلمات : لدي زوج لا يعرف المسؤولية وفوق أنه لا يعمل كثير ( الزعل ) فأنا من ينفق على المنزل ويدفع إيجاره وأعطيه نفقته وعلاوة على هذا حين أطالبه بأن يبحث عن عمل يغضب بشدة ويهدد ( ترى بروح لأمي ) وبالفعل يفعلها فيحمل حقيبته ويغادر لمنزل أمه ويبقى له ما شاء أن يبقى وتتصل أمه بي غاضبة من صنيعي مع ابنها المدلل ! وأخرى تقول : مذ تزوجنا قبل أكثر من احدى وعشرين سنة وأنا المسؤولة عن كل شيء في البيت باستثناء ما ( ينزله ) في الثلاجة فهو يحب نفسه كثيراً أما بقية المصروفات ومدارس الأبناء ومواصلاتهم و( فسحتهم ) فوالله تخرَّج منهم من تخرج ومنهم من تزوج ولا يعلم أهم يأكلون في المدرسة أم لا ! وأخرى تقول : ( وهقني ) بدينه يريد أن يركب أفضل السيارات فاقترضت له قلت لها ولم وافقت ؟ قالت : هددني إن لم أشتري ( له ) السيارة التي يريد لن يذهب بي إلى المدرسة وأنا علي قرض لابد أن أسدده ! وأخرى تقول : من تسعة عشر عاماً بعد زواجنا بعام لم أشاهد بطاقة الصراف فهي معه بعد أن هددني بالطلاق وأخذ ابنتي إن أنا اعترضت حتى بنى له بيتين أحدهما باعه بربح والآخر أسكن فيه الزوجة الجديدة وأنا في منزلنا الذي ندفع ايجاره !! أشباه رجال .. تخلوا عن مسؤولياتهم واستحلوا ما لا يحل لهم بل البعض منهم يمارس صنوف التعذيب والضرب والسب والإهانة ولعل أقسى شيء على قلب المرأة أن يهين زوجها أهلها ويذمهم وأهله الأسوأ هم في القمة ! الكثير من المعلمات يعانين من الضغوط داخل المدرسة ولكم تساءلت عن سبب سوء تعليم البنات ككل مقارنة بتعليم البنين الذي فيه الكثير من ( الفسحة ) في القرارات والتعاميم و ( لين ) التعامل وسهولته فمع ما تتعرض له المعلمة من ضغط العمل و( تسلط ) الإدارة يأتي هذا الرجل المدعو زوجها ويذيقها أصناف الضغط النفسي والجسدي ! يا رجلاً ربتك امرأة وعلمك رجل وقبلها أمرك نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام بالرفق بأهلك احذر من الوقوع فيما وقع فيه من قبلك فكم من رجل تسلط على زوجته فأخذ الله بحقها منه ! حاسب نفسك ونق جسدك من النار وأعد لها ما ( سرقته ) من مالها بطريقة أو بأخرى .. حاسب نفسك قبل أن تقف أمامها غداً بين يدي من لا تأخذه سنة ولا نوم ف ( يقتص ) لها العزيز منك .