اِلْتفاتة ساحرةٌ.. جمالٌ أخّاذ.. يأسر الناظرين.. فتاةٌ فاتنةٌ أطلت بصفحة وجهها الطري.. فإذ بمعالم الحُسن تشرق منها.. خدٌّ يقطر رقةً وعذوبةً.. وخِصلة شعر تدلت على جفون عينها البهية.. جمال يحكيه كل جزء في اِلْتفاتها هذه.. الأنفُ.. العينُ.. الحاجبُ..شعرُها الذي يحركه نسيم الهواء العليل.. عندها تطلعت النفوسُ لرؤيةِ الجزء المتبقي من وجهها.. هل ستلتفت الآن؟ أم سترحل؟؟ إن كان وصفُ جانبِ وجهها تحارُ الكلماتُ في وصفه.. فكيف في بقية وجهها؟ هل سيكون كالقمر إذا اكتمل تمامه وغدا بدراً يتغنى به الشعراء؟ طال الانتظار.. وتسرب الملل إلى النفوس المتلهفة لرؤية بقية الجمال.. وفجأة.. مالت الفتاة بمحيّاها.. ليظهر كامل تفاصيل وجهها.. ليظهر حينها الجزءُ الآخر من وجهها.. فكانت الصاعقة!!! صفحة وجه مقززة.. مليئة بالقيح والصديد الذي يقطر على خدها.. رائحة عفنة من طرف شعرها.. وتجاعيد ارتسمت على بقية أنفها ورقبتها إلى شحمة أذنها.. وفوق هذا وذاك لم يغب عن بال (الذباب) أن يهبط على رموش عينها من هذا الجانب.. حيث الأذى قد عشش فيها وتجذر.. قذارة بكل ما تعجز الكلمات عن وصفه.. هل هذا نفس الوجه الذي في طَرَفِه جمالٌ يفتن العيون الناعسة.. وفي طرفه الآخر قيح وقبح تأنف منه النفوس؟؟ نعم .. هذه الفتاة الفاتنة الماكرة .. إنها حدائق محافظة الخرج!! نعم... حدائق محافظة الخرج.. بعد أسبوع امتلئ بالدراسة الجادة, قررنا أن نخرج لقضاء النزهة في إحدى حدائق المحافظة, فكان الإختيار على حديقة الملك عبد العزيز.. وبعد اختيارنا لموقع الجلوس, لنسنشق الهواء العليل, فإذا بذلك الإزعاج الصاخب المنبعث من إحدى السيارات على سور الحديقة, حاولت أن أتجاهله وأصرف وجهي للجهة المقابلة, فإذا بالطامة والقارعة, 4 شباب يلاحقون تلكم الفتيات!!! يا الله بهذه الجرأة والوقاحة!! وفجأة وإذا باثنان من الشباب الكبار قد حولوا الحديقة إلى مضمار للجري وفرز العضلات!! يا رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.. قررنا الخروج سريعاً.. فإذا بالمفاجأة 3 سيارات دورية عند الباب!!.. ماذا لم يكونوا متواجدين؟؟!! وماذا لو امتدت دقائق الجلوس إلى ربع ساعة.. ما الذي سنرى!! صاحب السمو الملكي محافظ الخرج.. رئيس بلدية الخرج.. رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالخرج.. باسمي وباسم كل غيور وغيورة بالمحافظة, نناشدكم الله أن توجدوا حل لهذه المعضلة قبل أن تتفاقم, فأياديكم بيضاء, وجهودكم مذكورة ومشكورة.. كتبه/ محمد حسن حريصي