وصف (أرسطو) الجمال بأنه (فوق الحقيقة).. وعلى حد فهمي لهذا الوصف، أن الحقيقة أمر يمكن شرحه وتوضيحه بسهولة، 1+1= 2.. أما الجمال فهو فوق! صعب بل شبه مستحيل وصفه أو حصره أو شرحه وتبسيطه.. قلت: وأظن (الحب) مثل الجمال أيضاً (فوق الحقيقة) فهو يصعب وقد يستحيل شرحه وحصره وتوضيحه، فهناك أشياء تحس ولا توصف، وفي مقدمتها الحب والجمال. ومهما طار الشعراء في فضاءات الخيال.. وابحروا في صور البلاغة والفن.. فلن يحيطوا لا بالجمال.. ولا بالحب.. لأنهما (فوق)!! قصارى الشاعر المبدع ان يرجع لنا من جزائر الجمال المسحورة ومن حدائق الحب المعلقة.. ان يعود لنا مدهوشاً بوردة أو قارورة عطر أو صورة مصغرة لشعبة مرجان من بحر زاخر بأجمل جزر المرجان. (الفتنة) هي سر الجمال والحب معاً.. وهي شيء مجهول.. يحس ولا يوصف.. لنر ماذا عادت به عصافير الشعراء بعد ان حلقت في حدائق الحب والجمال فوق الحقيقة والخيال! (1) «صفاته فاتنة كلها فبعضه يذكرني بعضه» (2) «عتاباً كأيام الحياة أعده لالقى به بدر السماء إذا حضر فإذا أخذت عيني محاسن وجهه دهشتُ لما ألقى فيملكني الحصر!» (3) «بهرتْ محاسنه العقول فما بدا إلاّ وسبَّح من رآه وكبر»! (4) «قد كتب الحسنُ على خده يا أعين الناس قفي وانظري!» (5) «هي البدر يغنيك تودد وجهها إلى كل من لاقت وان لم توددا!» (6) عذلاني على هواه فلما ابصرا حسن وجهه عذراني!» (7) «كأن ثيابه اطلعن من ازراره قمرا يزيدك حسناً إذا ما زدته نظرا» (8) «حلمت بك الدنيا وغنت أنجم الليل المطلهْ أغمضت أجفاني عليك اضم فيك العمر كله» (9) «يميل به خمر الدلال كأنما معاطفه من خمر ألحاظه سكرى» (10) «ليتني إذ أراه كلِّي عيون فبعينين لستُ أشبعُ منه!»