أحمد ربي وأشكره أوجدنا من العدَم، وربَّانا بالنِّعم، وجعل الوحيَ لنا نورًا نهتدي به في حالِكِ الظُلَمَ، وأصلي وأسلم على الحبيب وعلى آله وصحبه ومن بسنته اعتصم، وبعد: لقد رفع الله تعالى شأن العلم وأهله، ولم يأمر سبحانهُ نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستزادة من شيء إلا من العلم، إذ قال له سبحانه وتعالى: {وَقُل رَّبّ زِدْنِى عِلْماً} وما ذاك إلا لما للعلم من أثر في حياة البشر. والله لا ألوم كل أب أو عندما يقلق أحدهما أو كلاهما على ابنهما في يومه الأول في المدرسة ...لكن سرعان ما يضمحل قلق الوالدين إذا اطلعا على البرامج المعدة من قِبل أهل التربية لاستقبال فلذات الأكباد ولا يخفى عليكم - أحبتي في الله- أهمية برنامج استقبال الطلاب المستجدين للطالب وللأسرة إذ تحصل الثقة والاطمئنان لهم جميعاً؛ ولا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان للأخوة الزملاء أسرة مدرسة أبي موسى الأشعري عموماً واخص بالشكر والتقدير وكيل المدرسة والمرشد الطلابي والأخوة أ. فهد المرضى و أ. نواف الأصقه وأ.ناصر الجليفي أعضاء لجنة استقبال الطلاب المستجدين على ما أعدوه قبل بداية الإجازة الصيفية بأيام وما يقدمونه في هذا الأسبوع جعل الله ذلك في موازين أعمالهم يوم القيامة .. آمين، هذا الدعاء جزءٌ من حقهم علينا. كما اطمئن الآباء والأمهات على استعداد مدارس المحافظة عموما ومدرسة أبي موسى خصوصا للوقاية والتوعية بالانفلونزا المستجدة ومن حضر من الآباء الدورة التدريبية التي أقامتها أسرة المدرسة يوم الاثنين الموافق 23/10/1430ه شاهد بنفسه واطمئن فآمل نقل هذا الاطمئنان للأمهات ولبقية الأسر فكل مدارس محافظتنا تتنافس على البر والتقوى ولا أزكي على الله أحداً. وإذا كنا نهنئ الطلاب ببداية العام الدراسي .. فإنني نهنئكم أنتم أيضا معاشر المعلمين والآباء .. فأنتم شُركاءُ في أجرِ طلبِ العلم والتعليم، فعليكم يقعُ العبءُ الأكبرُ في تربيةِ الناشئةِ التربيةَ الإسلاميةَ الهادفة ، ولا يتم ذلك إلا بالتعاون الجاد بين البيت والمدرسة، وقيام كل منهما بما عليه تجاه أبناء المسلمين... فهنيئًا لكم إذا أخلصتَم نياّتكم لله واحتسبتَم الأجر عند ربّكم. وابشروا بقوله الحبيب صلى الله عليه وسلم [ إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير] وفي صحيح مسلم أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: [من دعَا إلى هدًى كان له مِنَ الأجرِ مثل أجورِ من تبِعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا] رواه مسلم. وأنّ ما ينبغي على المربّي - معلماً كان أو أباً - العنايةُ به القُدوة الحسنة، فإنّ قُدرةَ المتعلّم على الالتقاط والاقتداء كبيرةٌ جدًا، فيتعلم مما يراه من تعاملك أكثر مما يتعلم من أقوالك وتوجيهاتك. فلنتنبه لهذا جيداً. وهذا جزء من المسؤولية والأمانة التي تحملناها جميعا – آباء ومعلمين- فقد صح عن الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه قال [كلُّكم راعٍ، وكلّكم مسئول عن رعيّته] رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم [إن الله سائل كل راع عما استرعاه: أحفظ ذلك أم ضيعه؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته] رواه النسائي وابن حبان. أسأل الله العلي القدير السميع القريب المجيب يعننا جميعا على أداء الأمانة وأن جعل أعمالنا وأعمالكم خالصة لوجهه الكريم، وأن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها وعقيدتها، وأن يرد كيد الكائدين لنا ولها في نحورهم وأن يكفينا شرورهم، وصلى الله على الحبيب وعلى آله وصحبه وسلم. أخوكم عبدالعزيز بن علي العسكر مدير مدرسة أبي موسى الأشعري لتحفيظ القرآن