الاستراحات والمجالس هي المكان والملاذ الوحيد للشباب في ظل غياب ولي الأمر فقد تكون بؤرة فساد وشرارة صغيرة ، والصغير دائماً يكبر. فالأفكار التكفيرية والأعمال الإرهابية وسؤ السلوك والأفعال المشينة التي تنجم عن الشباب بدايتها من اجتماع قد تجرد من كل طيب وحسن فتجد الشاب شبه تائه في دهاليز الحياة فيجاريه من يجلس معه ، فالصحبة السيئة هي أول طريق الانحراف. لكن عندما تحضا بدعوة خاصة في مجلس مثل ذاك المجلس الذي أتمنى من كل قلبي أن تحظى جميع مجالس الشباب والكبار أيضاً مثل ذاك المجلس فما خرجت منه إلا وبجعبتي الكثير من المعلومات المفيدة فقد امتاز ذاك المجلس بفن الإنصات والنقاش الجاد المهذب. فقد كنت أتشرف دائماً بزيارات لصديقي إبراهيم بن عبدالحميد الريس في مجلسه الصغير بحجمه والكبير في قدرة . . فقد كان يجبر الحاضرين بأسلوبه الراقي الإنصات إلى احد البرامج الحوارية فقد تصل أحياناً لبعض الحضور إبداء تذمرهم لكن سرعان ما ينسجموا مع هذا البرنامج . . وما أن انتهاء البرنامج إلا وأنطلق الجميع معلقين وناقدين لتظهر إبداعات رائعة من كثير من الزملاء الذين أعرفهم جيداً لكن لم أعلم أن لديهم فن النقد وجميل الطرح فقد اختزنوها لأنهم لم يجدوا الوقت والمكان ليظهروا ما ليدهم ليفيدوا ويستفيدوا. فلم يكن التلفاز هو مصدر نقاشنا بل كان هناك نصيب كبير للشبكة العنكبوتيه . . سواء من المنتديات الثقافية والعلمية والسياسية أو الرسائل البريدية الإلكترونية ليختار أهم المواضيع ويطلب من أحد الحضور قراءتها . . ليبدءا بعد نهاية قرأت الموضوع أجمل النقاشات الحوارية الهادفة والكل يجبر بأن يبدي رأيه ووجهت نظره لمحاولة الوصول إلى هدف الحوار الناجح. فالمجلس الحواري يُظهر الشباب على نافذة مجتمع راقي بحوار هادف مستند إلى مرجعيات ثقافاتهم وبيئاتهم وتعليمهم ، فلكل يعطي ويأخذ ما يفيد لأجيال قادمة قد تعلم أبائهم من مجالس الشباب. فلماذا لا نصنع من مجالس أبنائنا مثل ذاك المجلس ولماذا نضع جهاز البلايستيشن أول جهاز في المجلس متجاهلين الكتاب والمواقع الثقافية و العلمية. ولماذا نضع القنوات الغنائية وقنوات الرقص أول الأرقام متجاهلين قنوات الحوار الهادف والقنوات الثقافية والعلمية. وإلى متى نردد ( تعرف تلعب بلايستيشن ولا بلوت ) ، فهل الوقت فعلاً ليس له ثمن أم أننا نحاول إشغال وإسكات أبنائنا بما يلهيهم فيما لا يستفاد منه قناعة منى أنها الوسيلة الوحيدة للهروب عنهم وعن تربيتهم و طلباتهم. لماذا لا نصنع منهم رجال قبل أن يصبحوا شباب لماذا لا نصنع منهم مثقفين قبل أن ينالوا الشهادات لماذا لا نصنع منهم رأي وكلمة لينهضوا بهذا البلد علمياً وثقافياً وسياسياً. فالشباب اليوم هم رجال الغد ،، سليمان بن عبدالله الظفيري