عقدت جلسة الحوار الوطني «الإعلام الواقع وسبل التطوير.. حوار بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية» في مدينة أبها، وكنت أود حضور هذه الجلسة وأشارك برأيي لولا ظروف خاصة. شهدت الجلسة انتقاد المشاركين القنوات التلفزيونية الرسمية بسبب ضعف أدائها وسياستها وبعدها عن منافسة القنوات العالمية برغم الدعم الحكومي. هنا نضع الخط الأحمر تحت كلمة ضعف أدائها، وأقول لماذا لا يفتح المجال للمواطنين والمواطنات لتقديم اقتراحاتهم لتحسين أداء هذه القنوات وتبني الجيد منها. وما أشار إليه المشاركون من «ضرورة تدشين برامج توعوية لإعداد الجيل لحياة أسرية مستقرة والحد من تزايد ظاهرة الطلاق»، هذا جيد بل وعين الصواب، فرغم انتشار الثقافة بجميع وسائلها إلا أن هناك جهلا من أبنائنا الشباب وفتياتنا في كيفية التعايش والحياة داخل الأسرة وإلغاء الحوار الأسري، مما جعل شبابنا وفتياتنا يتهاونون بكلمة الطلاق الذي يؤدي إلى انهدام الأسرة وتخريب البيوت. وأضيف أنه يجب إعداد برنامج توعوي تثقيفي ما قبل الزواج مشابه لفحص ما قبل الزواج ويكون إلزاميا على المقبلين على الزواج من الشباب والفتيات. وما طرح حول «أهمية التعاون بين التربويين والإعلاميين لتحقيق أهداف كل من الإعلام والتربية» يؤكد غياب أي تعاون أو تنسيق ملحوظ من التربويين، وكأن هناك من سيعاتبهم عند تعاونهم مع الإعلاميين وهو ما نفتقده كثيرا من التربويين ومن مؤسسات المجتمع الأخرى. وعندما أشار المتحاورون إلى ضرورة الاهتمام بتناول قضايا وهموم ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة وسائل الإعلام، فإنهم يرمون إلى أهمية إيجاد حلول وعلاج لمشكلات هذه الفئة وقضاياهم وتوفير متطلباتهم، وليس عرضا لها كما نراه الآن في الإعلام المرئي والمقروء، ومثلما قال أحدهم «يقولون نحن فئة غاليةولكن ما نراه لا يدل على أننا فئة غالية». وأؤكد هنا على أهمية المطالبة بدعم نشر ثقافة التطوع بين الشباب والفتيات، على اعتبار أن الأمم لا تنهض سوى بالشباب ونحن أهملنا هذا الجانب في شبابنا، وهناك شباب وشابات كثر يحبون العمل التطوعي ولكن أسرهم تقف حجر عثرة أمام طموحهم وتطلعهم للمشاركة والمساهمة مع أجهزة الدولة خدمة للوطن والمواطن. وأخيرا شكرا لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وأتمنى المشاركة في حوارات مقبلة بإذن الله. مريم المليحي العامري