ليس لي في الشأن الرياضي الآن من اهتمام سوى المشاهدة والمتابعة. ولكني تذكرت تصنيف الأربعة الكبار فوجدته تصنيفا ظالما، ففريق الشباب من الفرق التي تعد من الكبار على مستوى الأداء الفني والإداري. وإن كان الفريق لم يجد دعما إعلاميا أسوة بالفرق التي تعد من الكبار فهذا لم يضره إذا نظرنا الى الدور السلبي الذي يقوم به (إعلام الأندية) اليوم. فإعلام الأندية أو صحافة الأندية ولدت شحناء وبغضاء بين بعض المسئولين والجماهير من خلال الأطروحات الغير متزنة والغير موضوعية لدرجة طمس بعض الحقائق ، وعدم احترام عقول القراء، والدفاع المستميت عن المخطىء وتصويره بريئا مظلوما. وقد كان الإعلام سابقا ولا زال في نظري دافعا قويا لاستمالة بعض محبي الكرة لهذا الفريق أو ذاك. ألا يستحق فريق الشباب بأن يكون من الفرق الكبيرة؟ أحد الأشخاص الذين ابتلوا بداء التعصب الرياضي ولا زال سألني منذ فترة طويلة: ماذا تشجع؟ عندما قلت له الشباب دهش واتسعت عيناه وفغر فاه وكأنني أتيت منكرا عظيما، ونطق متهكما: الشباب. هذا المتعصب لا اعتقد أنه بعد مباراة الأمس سوف ينطق اسم الشباب كما نطقه سابقا. أعود للسؤال ، ألا يستحق الشباب ان يكون من الفرق الكبيرة التي يُنظر لها بتقدير وينطق اسمها باحترام. ولن أتكلم عن النتيجة الكبيرة التي حققها الفريق ولا المستوى المذهل الذي ظهر به أمام فريق كبير كالهلال. ولكني سأتكلم وهو ما دفعني لكتابة هذه المقالة عن الشباب ككيان رياضي واجتماعي، فالفريق يسير وفق مخطط إداري وفني احترافي ومدروس منذ سنوات عديدة، ،وكان ضعف الوهج الإعلامي بالنسبة للفريق من الأسباب التي أتاحت له العمل بصمت دون التأثر بالأطروحات الصحفية والإعلامية والتي قد تضر من حيث تريد الفائدة. ولا ننسى الدور الاجتماعي الذي يضطلع به النادي من حيث عقد الندوات والدورات التثقيفية والمشاركة في مختلف الفعاليات الاجتماعية والثقافية. أعود إلى ضعف الوهج الإعلامي وأقول بأن ذلك كان من الأسباب التي ابتعدت بمسئولي الفريق عن المهاترات الصحفية العقيمة التي يزيدها الإعلام توقدا واشتعالا وينعكس تأثيرها على الفريق ومستوى لاعبيه وقد تسبب احتقانا وتشاحنا بين مسئولي الأندية ومشجعيها وهو ما نلحظه اليوم في ظل وجود صحافة وكتّاب الأندية وربما انسحب تأثيرها حتى على المنتخب. كل ذلك أدى بالشباب أن يعمل بصمت وأن يستفيد من أخطاء الآخرين ويسير واثقا وبخطوات ثابتة ومتزنة ، ويستحق أن يكون مثلا يحتذى لكثير من الأندية. الشباب من أكثر الأندية تمويلا للمنتخب في الوقت الحاضر، ومن أكثر الأندية مهنية في تطبيق أنظمة الاحتراف، ومن أكثر الأندية مساهمة في المجالات الثقافية والاجتماعية. لا يفهم من هذا الكلام بأني أرى الشباب ناديا استثنائيا أو ليس هناك من يجاريه من الأندية فلم أصل بعد الى هذا المستوى من التعصب. ولكن الفوز العريض بالأمس والمستوى الباهر والروح العالية والاستقرار الفني والإداري كانت دوافع لهذه الكلمات البسيطة. دعوة للتشجيع برقي ومثالية بعيدا عن التعصب الأعمى. عيد جريس