أطلعت بالأمس في إحدى الصحف الالكترونية ردا على ما نشر من اتهامات وتلفيقات على الشيخ عبد المحسن العبيكان للأسف أنها أصبحت تسمى بهذ المسمى . فعندما يخرج شخص وينشر فتوى فقهية على لسان شيخ فاضل ، وهذه الفتوى لم ينطق بها الشيخ ، ولم يقترب من أسوارها ، فأنا أعتقد أن هذه تهمة وتلفيق . إن أكبر خسارة وبلية بلينا بها في هذ الزمان هو : فقد احترام العلماء وتقديرهم ، فترى " الرويبضة " الذي لا يعلم أركان الصلاة ولا فروض الوضوء يجلس في المجلس ويخطّئ العالم الفلاني ، وينتقد الشيخ الفلاني ، ويجد طبعا مؤيدين ومستمعين . حتى أني جلست مع شخص تجاوز الستين عاما ، ويحمل شهادة البكالوريوس ، ويقول عن أحد أعضاء هيئة كبار العلماء : " الكلب الحقير " ، وعندما رددت عليه انتصارا للعلم وأهله قال لي : " اسمع إلى قتواه في كذا .. بالله فيه إنسان يفتي بكذا " لا حول ولا قوة إلا بالله ، إذا كان لا يجوز ذلك في حق الإنسان العادي ، فكيف يجوز في حق عالم جليل . ألا يعلم هؤلاء أن لحوم العلماء مسمومة ! كيف تقبل أن تقف أمام الجبار يوم يقوم الأشهاد وخصمك عالم من العلماء ليقتص منك . حتى لو أخطأ في فتواه أو اجتهاده فليس عليه ذنب إذا ما اجتهد ؛ لكن أنت ماذا يبيح لك قولك فيه ؟ إن الشيطان زيّن للكثيرين من الناس الكذب حتى على لسان العلماء ، حتى إذا تورط في حكم شرعي قال سمعته من الشيخ الفلاني ، ممن يكثر الناس الكلام فيه . ولعل أول ما يفقده المجتمع الإسلامي ذلك الاحترام والتقدير ، فنجد من خرج علينا من الفئة الضالة يرددون ويدّعون أنهم يعلمون أكثر من العلماء . وقد قال أحدهم مقالته المشهورة : " أنا في هذه المسألة أعلم من الشيخ ابن باز " ، فعجبا كل العجب أنك ترى للمرجعيات في بعض الجماعات والطوائف تقديرا لشيوخهم وعلمائهم رغم ضلالهم المبين . ونحن نتكلم على علمائنا ، ونعلم صغارنا ذلك ، ونربيهم عليه . قد يقول قائل : " لماذا هذا الكلام والتهجم لا يوجه إلا إلى علماء محددين؟ فأقول : قد كان ذلك في البداية ؛ لكن للأسف لم يقف عند هذا الحد ، بل تجاوزه وطال القاصي والداني . أو قد يقول قائل : " أن الشيخ فلان قد فعل وفعل ..." لكم أقول : خير للإنسان أن يمسك لسانه ، فما قوله سيمنع أمرا ، ولن يقربه . وكما قال عبدالمطلب لأبرهه الأشرم : " للبيت رب يحميه " . قد اتفق مع المنتقد في نقده في داخلي لأني أعلم أن هذا الأمر مخالف لما درسناه وتعلمناه من علمائنا ، ولكن هذا لا يعني أن أطلق للساني العنان يصول في عرض هذا ، ويجول في انتقاص ذاك . فما تراه خطأ محضا قد يكون عند غيرك صوابا ، وما تراه صوابا محضا قد يكون عند غيرك خطأ . وكل سيسأل عما جنته يداه ، ونطق به لسانه ، وسارت به قدمه ، ولن تزر وازرة وزر أخرى . فإلى متى نخوض في لحوم العلماء ؟ وإلى متى هذا التطاول وعدم التقدير للعلماء ؟ إلى متى ؟ سعود بن عبدالله الضحوك