ميقاتي يعد بتشكيل حكومة تكون لكل اللبنانيين حصل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق والنائب الحالي نجيب ميقاتي المدعوم من المعارضة على تأييد 68 نائباً من أصل 128 يشكلون أعضاء البرلمان، لترؤس حكومة جديدة، وذلك بعد انتهاء الاستشارات التي أجراها الرئيس اللبناني ميشال سليمان على مدى يومين مع النواب بهدف تسمية رئيس جديد للحكومة. ووعد ميقاتي في حديث لقناة "العربية" أن يشكل "حكومة لكل لبنان" وأن تكون تلك الحكومة "هدية لروح الشهيد رفيق الحريري". من جهته، أعلن سعد الحريري عن تنديده الكامل لكافة أعمال الشغب والعنف و"التعدي على حرية الآخرين" التي حدثت اليوم في مدينة طرابلس وبعض المناطق اللبنانية، وتابع: أعبر عن أسفي الشديد للتعدي على المؤسسات الأمنية"، محذرا من مغبة الانجرار وراء الدعوات المشبوهة مشددا على أن السلطة ليست غايته وإنما الغاية حماية الدولة من الهيمنة على قراراتها وحماية السلم الأهلي. وتابع: الخطاب الوطني يجب أن يعلو فوق أي خطاب خصوصا عندما تصل مشاعر الغضب إلى الذروة وأنتم شعب مسؤول عن سلامة لبنان وسلامة حياة اللبنانيين.. أتفهم غضبكم.. ولكن لا يجوز أن يقودنا هذا الغضب إلى ما يخالف إيماننا وعقيدتنا والديمقراطية هي السبيل للتعبير.. وسأبقى معكم للدفاع عن لبنان ومؤسساته وحافظوا على وسائل التعبير الديمقراطي ولا توفروا ذريعة اللجوء إلى الشارع لأي طرف". تجدر الإشارة إلى أنه قبل سقوط الحكومة، كان لقوى 14 آذار بزعامة الحريري 60 نائبا في البرلمان مقابل 57 لقوى 8 آذار التي أبرز أركانها حزب الله. وكانت كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المؤلفة من 11 نائبا تقف في موقع وسطي. إلا أن الاستشارات النيابية أفرزت انقسامات في الكتل وتغييرات في التحالفات. فانقسمت كتلة جنبلاط بين 7 صوتوا الى جانب حزب الله و4 أيدوا الحريري. كما خرج من التحالف ميقاتي والصفدي والنائب أحمد كرامي (من مدينة طرابلس ذات الأغلبية السنية) الذين وصلوا في انتخابات صيف 2009 الى البرلمان على لائحة مدعومة من الحريري. وكذلك أيد النائب نقولا فتوش (من مدينة زحلة، شرق) الذي كان فاز في انتخابات 2009 النيابية بالتحالف مع الحريري، ميقاتي. وبذلك، تكون قوى 14 آذار خسرت الأكثرية في المجلس النيابي. وكان الجيش اللبناني مع متظاهرين خرجوا في بيروتوطرابلس احتجاجا على استبعاد الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية وأفاد مصدر أمني أن الجيش اللبناني اضطر لإطلاق النار في الهواء لتفريق مجموعة كبيرة من المتظاهرين الذين كانوا يحاولون اقتحام مكتب للنائب محمد الصفدي في "ساحة النور" حيث بدأ الاعتصام صباحا للمطالبة "بإعادة الحق الى أصحابه"، في إشارة الى ضرورة تولي الحريري، شخصيا رئاسة الحكومة. وكان متظاهرون في طرابلس حطموا سيارة نقل وإرسال تابعة لإحدى القنوات التلفزيونية. وفي عدد من أحياء غرب بيروت، يحاول الجيش منع متظاهرين من قطع الطرق وإحراق الإطارات، لكنهم ينتقلون من منطقة الى منطقة، ويرشقون عناصر الجيش بالحجارة. وكانت الاحتجاجات بدأت ليل الإثنين الثلاثاء، بتجمعات شعبية في طرابلس شمالاً وصيدا جنوباً، حيث مسقط رأس الحريري. وقام المحتجون بقطع طرق عديدة في مناطق مختلفة، فعاودت القوى الأمنية فتحها، بينما قُطع بعضها مجدداً. وليلاً، أصدر الجيش اللبناني بياناً أشار فيه إلى أن "عدداً من المواطنين أقدموا على قطع بعض الطرق (...) احتجاجاً على سير الاستحقاق الحكومي". وحذر "أياً كان من العبث بأمن المواطنين"، داعياً "المسؤولين كافة للارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية التي تتطلبها هذه المرحلة". إلا أن تيار المستقبل شدد على "أن ما يحصل هو عبارة عن تحركات شعبية عفوية وليست منظمة على الإطلاق"، مؤكداً التزامه بالدستور والقوانين المرعية. تحذير واشنطن والبحرين وفي جديد موقف الإدارة الأمريكية من التطورات في لبنان، حذرت واشنطن من تداعيات تعاظم دور حزب الله الذي ستكون له انعكاسات على العلاقات بين الولاياتالمتحدة ولبنان. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي "كلما تعاظم الدور الذي يقوم به حزب الله في هذه الحكومة كلما ازدادات إشكالية علاقاتنا"، من دون أن يتوسع في التعليق، مفضلاً انتظار تشكيل الحكومة. أما مملكة البحرين فدعت مواطنيها إلى الاتصال بأرقام هواتف أعلنت عنها وزارة الخارجية تحسباً لتدهور الوضع الأمني في لبنان، وفق ما أعلنته وكالة أنباء البحرين. ونشرت الوكالة بياناً مقتضباً لوزارة الخارجية البحرينية يدعو "المواطنين البحرينيين المتواجدين بالجمهورية اللبنانية الشقيقة، ونظراً للأوضاع الحالية وما قد يترتب عليها من تطورات أمنية" إلى الاتصال على أرقام محلية أوردتها. ولم يعط بيان الخارجية البحرينية أي تفاصيل إضافية. 3