كثف الجيش اللبناني الاربعاء انتشاره في مناطق عدة من لبنان بعد "يوم غضب" نفذه مناصرو رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري احتجاجا على تكليف النائب نجيب ميقاتي تشكيل حكومة جديدة. وكثف الجيش انتشاره بشكل خاص في العاصمة بيروت ومدينة طرابلس الشمالية. وقال ناطق باسم الجيش إن القيادة العسكرية "تقوم حاليا بمعاجلة الوضع". وكان اكد مساء الثلاثاء ان الجيش "سيكون حازما ابتداء من الاربعاء، ولن نسمح باقفال اي طريق". ونفذ مناصرو الحريري الثلاثاء احتجاجات واسعة تخللها قطع طرق واشكالات مع الجيش ترافقت مع اعمال شغب وعنف لا سيما في طرابلس في الشمال، ذات الغالبية السنية، التي يتحدر منها ميقاتي. واحتج هؤلاء خلال "يوم الغضب" على ما اعتبروه "فرضا" من جانب حزب الله الشيعي لنجيب ميقاتي في رئاسة الحكومة. وفيما لم تسجل منذ صباح اليوم اي احتجاجات جديدة، يخطط مناصرو الحريري لاقامة خيمة اعتصام في طرابلس اليوم. وشهدت المدينة مساء الثلاثاء انفجار ثلاث قنابل القى بها مجهولون، ما دفع الجيش الى اتخاذ اجراءات اضافية، بحسب ما ذكر مصدر امني. واعلن 68 نائبا من 128 تأييدهم ميقاتي خلال الاستشارات التي قام بها رئيس الجمهورية الاثنين والثلاثاء، فيما حصل سعد الحريري على تأييد 60 نائبا. ويلتقي ميقاتي اليوم رؤساء الوزراء السابقين، ومن بينهم الحريري، قبل ان يبدأ الخميس مشاوراته مع الكتل النيابية ورئيس الجمهورية ميشال سليمان لتشكيل حكومة جديدة. وتأتي عملية تشكيل حكومة جديدة في لبنان بعد سقوط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري في 12 كانون الثاني/يناير، نتيجة استقالة احد عشر وزيراً، من بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه. وتفاقمت الازمة التي بدأت في الصيف الماضي بسبب الخلاف على المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري الذي يُتوقع ان توجه الاتهام في الجريمة الى حزب الله. ومارس الحزب ضغوطاً كبيرة على سعد الحريري للتنصل من المحكمة، من دون ان يلقى تجاوبا.