إسلام آباد – رويترز، أ ف ب – أعلنت باكستان انها ستفرض قيوداً على عمل جمعيات خيرية مرتبطة بمتشددين يساعدون ضحايا الفيضانات التي ضربت ثلث اراضي البلاد تقريباً، وسط مخاوف من أن تقوض مشاركتهم في جهود الاغاثة معركة إسلام آباد ضدهم. تزامن ذلك مع عقد الجمعية العامة للامم المتحدة جلسة طارئة لجمع مساعدات، والتي قدر فيها وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي الخسائر المادية بأكثر من 43 بليون دولار، اي مئة ضعف المساعدة العاجلة التي دعت الاممالمتحدة لتوفيرها، ومقدارها 460 مليون دولار. وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك: «لن نسمح بزيارة جمعيات محظورة المناطق المنكوبة، وسنعتقل أعضاء الجماعات المحظورة الذين يجمعون اموالاً، ونحاكمهم بحسب قانون مكافحة الارهاب»، علماً ان جمعيات خيرية إسلامية ذات موارد محدودة سارعت، خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة، الى ملء الفراغ الذي خلفه «ارتباك» الحكومة في إيصال مساعدات الى ملايين المنكوبين. ودأبت إسلام آباد على اخضاع الجمعيات الخيرية المرتبطة بجماعات متشددة الى قيود، خصوصاً بعد محاولتها الترويج لفكرها اثر الزلزال المدمر الذي ضرب الشطر الباكستاني من اقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند العام 2005. ويقول منتقدون إن «الجمعيات المحظورة تعاود الظهور بأسماء جديدة مع عزوف السلطات عن وقف نشاطاتها». وحالياً، تستخدم الجماعات المتشددة في باكستان شبكات تواصل مثل «فايسبوك» و «تويتر» لمحاولة كسب «اصدقاء» والتأثير على النفوس، من دون ان تتدخل إسلام آباد لحجبها او مراقبتها، علماً انها منعت سابقاً الوصول الى مئات الصفحات على الانترنت «بسبب محتواها المعادي للإسلام». وفيما يتزايد قلق الولاياتالمتحدة من تأثيرات الفيضانات على استقرار باكستان، حليفها الاهم في الحرب على الارهاب، أكد السناتور الاميركي جون كيري خلال تفقده مناطق منكوبة يرافقه الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، ضرورة اتخاذ اجراءات لمنع أي شخص من استغلال معاناة السكان. وأشار الى ان 200 مليون دولار من حزمة مساعدات اميركية قيمتها 7.5 بليون دولار لباكستان ستوجه على مدى خمس سنوات الى جهود الاغاثة. وفي ختام جلسة طارئة للجمعية العامة للامم المتحدة، اعلن وزير الخارجية الباكستاني قرشي انه سيعود الى إسلام آباد «مطمئناً الى وقوف الاسرة الدولية الى جانب باكستان». ودعا الى عدم السماح بتحول الكارثة الى فرصة للمتشددين، «اذ ان فشلنا قد يعيد النظر في التقدم الصعب الذي انجزته حكومتنا في الحرب على الارهاب». ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كارثة الفيضانات بأنها «تسونامي بطيء تتعاظم قدرته على الدمار على مر الزمن»، مبدياًَ ارتياحه لتوفير المنظمة نصف اموال الصندوق العاجل الذي دعا اليه في 11 الشهر الجاري من اجل جمع 460 مليون دولار، «لكن لا بد من هذه الموارد بكاملها، وحالاً». وأعلن برنامج الغذاء العالمي انه يحتاج بسرعة الى مروحيات لتوزيع مساعدات على ملايين المنكوبين «المعزولين عن العالم والذين سيتضررون خلال الاسابيع المقبلة». ويملك البرنامج حالياَ 15 مروحية دخلت 5 منها الخدمة امس. وهو وزع حتى الآن حصصاً غذائية على 1.2 مليون منكوب، وهو رقم ادنى بكثير من المستهدف من الاممالمتحدة والبالغ 8 ملايين نسمة. وأفادت صحيفة «فايننشال تايمز» بأن إسلام آباد ستطلب من صندوق النقد الدولي اعادة هيكلة قرض منحها اياه عام 2008 بقيمة 10 بلايين دولار او تليين شروطه، «بعدما بات الوفاء بمعايير القرض امر مستحيل في الظروف الراهنة».