لشبونة، جنيف - أ ف ب - أكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في اختتام محادثات اجراها مع نظيره البرتغالي لويس امادو في لشبونة، ان تزايد الاعتداءات في بلاده يشكل تصعيداً للوضع، «لكنه رد فعل على نجاح العمليات ضد الإرهاب». وقال لدى مباشرته جولة لحمل الدول الاوروبية على تقديم مساعدات لمنكوبي الفيضانات التي اجتاحت باكستان: «ينفذ المتشددون عملية انتقامية ويهاجمون مواطنين ابرياء لزرع الرعب وكسر شوكة الحكومة في حربها على الارهاب»، مع العلم ان 19 شخصاً على الاقل قتلوا في عملية انتحارية ضد مركز للشرطة في منطقة القبائل (شمال غرب). ويزور قرشي بعد البرتغال، بولندا واسبانيا قبل ان يلتقي في بروكسيل وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون. واوضح انه سيطلع الاوروبيين على الوضع الناجم عن الفيضانات ويشكرهم على المساعدات التي قدموها. وأكد التزام إسلام آباد تطبيق اجراءات للتدقيق في إنفاق المال الذي ستحصل عليه بلاده لإعادة الإعمار بطريقة فاعلة وشفافة. في غضون ذلك، اعلنت الاممالمتحدة ان الوضع في باكستان بعد الفيضانات التي اجتاحتها والناجمة عن امطار موسمية غير مسبوقة، يزداد سوءاً، وبات يؤثر مباشرة على 21 مليون شخص. وقالت ناطقة باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية اليزابيث بيرز: يستمر الوضع السيئ في ظل تضرر 21 مليون شخص تقريباً مباشرة بالفيضانات». وفيما انحسرت المياه منذ بضعة ايام في شمال البلاد ووسطها، تبدي وكالات الإغاثة الانسانية قلقها من استمرار ارتفاع المياه في اقليم السند الجنوبي في وادي اندوس السفلي، ما يهدد خصوصاً مدينة دادو التي يقطنها عشرات آلاف الاشخاص. وفي السند حيث تكثفت اوامر الإجلاء، أكدت بيرز وجود سبعة ملايين منكوب تقريباً، في وقت تراجعت كثافة الأمطار، موضحة ان الفرق العاملة في المجال الانساني ما زالت تواجه «عوائق لوجيستية وصعوبات كبيرة». وأشارت الناطقة الى ان الدعوة التي وجهتها الاممالمتحدة في 11 آب (اغسطس) الماضي لجمع 460 مليون دولار «ما زالت تراوح مكانها، ولم تتأمن الا نسبة 64 في المئة من المبلغ (294,4 مليون دولار)»، موضحة ان قطاعين اساسيين هما الصحة (50 في المئة من الحاجات) والماء والنظافة (30 في المئة) لم يحصلا على تمويل كافٍ حتى الآن.