حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس العالم على التحرك بصورة عاجلة لتقديم مساعدات إلى باكستان التي تجتاحها فيضانات مدمرة، معتبرًا أن الكارثة التي تشهدها تشكل اختبارًا للتضامن الدولي، فيما قال وزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه لا ينبغي السماح «للارهابيين» باستغلال الفيضانات المدمرة التي خلفت أكثر من 43 مليار دولار من الأضرار في بلاده. وقال مون لدى افتتاح جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول تقديم مساعدات لباكستان: إن الكارثة تشبه "مدًا بحريًا بطيئًا تزداد قوته التدميرية بمرور الوقت"، ورحب بجمع نصف مبلغ 460 مليون دولار دعت الأممالمتحدة إلى جمعها في 11 أغسطس، كمساعدات طارئة، لكنه قال: "نحتاج إلى مجمل هذه المبالغ، ونحتاجها الآن". وأضاف أمام ممثلي الدول الأعضاء المائة واثنين وتسعين: إن الالتزامات المالية التي تتخذونها اليوم ينبغي أن تتبعها أفعال، أفعال يكون لها وقع على الأرض". وطلب نحو أربعين ممثلًا الكلام بعد بان كي مون بينهم وزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. إلى ذلك، قال قرشي: إن الفيضانات المدمرة التي تجتاح بلاده خلفت أضرارًا تزيد قيمتها على 43 مليار دولار، مشيرًا إلى أن «الأزمة الكبيرة التي سببتها الفيضانات والخسائر الاقتصادية التي تكبدها ملايين الباكستانيين تتطلب تحركًا عاجلًا. لا يمكننا أن نجعل هذه الكارثة تتحول إلى فرصة للارهابيين».يأتي ذلك فيما لا يزال مئات آلاف الباكستانيين الذين هاجروا من قراهم بسبب الفيضانات دون مأوى ولا أغذية. ورغم أن المساعدات الإنسانية الدولية بدأت تصل إلى قسم من المنكوبين العشرين مليونًا، إلا أن عددًا كبيرًا من هؤلاء لا يزال يقيم في مخيمات عشوائية أو على جوانب الطرقات عرضة للأوبئة والأمراض مثل الإسهال والكوليرا والتيفود، والتي تخشى وكالات الإغاثة تفشيها. وستسمح الجمعية العامة للأمم المتحدة بتسريع وتيرة توزيع المساعدات بعد أن أعلنت الأممالمتحدة الأربعاء أنها تلقت نصف مبلغ ال460 مليون دولار من المساعدات العاجلة التي طلبتها من الجهات الدولية المانحة.وقد يكون بنك التنمية الأسيوي، بحسب صحيفة «فايننشال تايمز»، مستعدا لمنح باكستان قرضًا بقيمة ملياري دولار لإعادة إعمار البنى التحتية في البلاد، والاثنين منح البنك الدولي باكستان قرضًا بقيمة 900 مليون دولار. وأعلنت إسلام أباد الأربعاء أنها تلقت 300 مليون دولار من المساعدات الانسانية من جهات عدة سواء عبر الأممالمتحدة أو بشكل ثنائي. وأعلن مركز الأرصاد الجوية تراجعا في هطول الأمطار الموسمية بعد تساقط أمطار غزيرة لثلاثة أسابيع أدت إلى مصرع 1500 شخص بحسب الحكومة التي حذرت من أن هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع مع تكشف مدى الأضرار، ودمرت السيول قرى بأكملها وألحقت أضرارا بالبنى التحتية وشردت أكثر من 650 ألف أسرة، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأممالمتحدة. وهذه الكارثة، الأسوأ في تاريخ البلاد، أثرت على 20 مليون نسمة وضربت خمس مساحة البلاد. ويعيش ربع سكان باكستان ال170 مليونًا تحت خط الفقر. وفي الأيام الأخيرة وجهت الأممالمتحدة نداء، لتقديم المساعدة خصوصًا إلى ستة ملايين منكوب بينهم عدد كبير من النساء والاطفال، مؤكدة أنها تنقصها أموال لمساعدتهم كما ينبغي، وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي «هناك زيادة في الوعود بتقديم هبات لكننا لا نزال نحتاج إلى الأموال والخيم والاغذية والمياه والأدوية». وبعد ثلاثة أسابيع على وقوع الفيضانات تحركت الجهات المانحة الدولية أكثر هذا الاسبوع بمن في ذلك المشاهير. وأفادت مصادر في الأممالمتحدة أن الممثلة الأمريكية أنجيلينا جولي قدمت 100 ألف دولار لمساعدة الضحايا.