استهل بابا الفاتيكان زيارته التاريخية إلى العاصمة العراقية اليوم الجمعة، بكلمة وجهها إلى العراقيين بعد لقائه الرئيس برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي كان في انتظاره بمطار بغداد، مشدداً على أهمية إرساء السلام ونبذ العنف، والحفاظ على حقوق جميع الفئات السياسية والدينية في البلاد. كما دعا إلى "التصدي لآفة الفساد" و"تقوية المؤسسات"، وحثّ على وقف "العنف والتطرف والتحزّبات وعدم التسامح". ومن بلد دمرته الحروب لسنوات، أطلق نداءه، راجيا أن تصمت الأسلحة. ضمان مشاركة جميع الفئات إلى ذلك، شدد على ضرورة ضمان "مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية والدينية" في الحياة العامة. وتطرق إلى أعمال العنف التي يدمى لها الجبين، والتي عانى منها العراق لسنوات، ووصف الإيزيديين ب"الضحايا الأبرياء للهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية". وفي وقت سابق، قال الضيف المسيحي في تصريحات مقتضبة للصحفيين من على متن الطائرة التي أقلته صباحا من روما إلى العاصمة العراقية "يسرني القيام بزيارات من جديد" في إشارة إلى جائحة كورونا التي منعته من السفر. كما أضاف "إنها زيارة رمزية وواجب تجاه أرض عانت لأعوام كثيرة". يذكر أن هذه المرة الأولى التي يزور فيها بابا الفاتيكان البلاد منذ تأسيس الجمهورية العراقية. في ظل تدابير أمنية مشددة، تنقل موكب البابا وحده في طرق فارغة بسبب الحجر الإلزامي الذي فرضته السلطات خلال الأيام الثلاثة التي ستستغرقها زيارته للوقاية من كوفيد-19. ووضع البابا البالغ من العمر 84 عاما والذي تلقى اللقاح ضد فيروس كورونا في الفاتيكان قبل أسابيع، كمامة، مشددا على أهمية "أن نخرج من زمن المحنة هذا"، زمن الجائحة، "أفضل ممّا كنا عليه من قبل، وأن نبني المستقبل على ما يوحّدنا وليس على ما يفرّق بيننا". يشار إلى أن الزعيم الروحي ل1,3 مليار مسيحي، سيعبر خلال زيارته مسافة 1445 كيلومترا في بلد لا يزال فيه الاستقرار هشاً. ومن أبرز المحطات التي سيزورها، مدينة النجف حيث سيلتقي المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني (90 عاما) الذي لم يظهر علنا بتاتا.