أحيا سفير الفاتيكان لدى العراق وعدد من الرهبان أول قداس منذ 1500 سنة في احد اقدم الاديرة في الحيرة (جنوب النجف) والتقوا المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني. وكانت الحيرة عاصمة روحية للمسيحيين، ومقصداً للرهبان طوال أكثر من 500 سنة قبل دخول الإسلام إلى البلاد. وهناك 33 ديراً بين النجف والكوفة اكتشف بعضها اخيراً. لكن القسم الأكبر منها مجهول. والتقى الوفد المسيحي وبينهم سفير الفاتيكان المطران جورج لينغوا ورئيس الوقف المسيحي والمفتش العام للوقف، إضافة الى أكثر من 15 راعي كنيسة السيستاني. وقال المطران لينغوا خلال مؤتمر صحافي ان «الكرسي الرسولي يهتم كثيراً بأوضاع المسيحيين في العراق ويحضهم على البقاء فيه والعيش بشكل طبيعي». وأضاف ان «الدستور العراقي ضمن حق العيش لكل مواطن في أي مكان من البلد بغض النظر عن الدين». وأوضح أن «زيارة النجف دينية وأخوية لخلق روح المحبة بين الاديان وقد كانت ايجابية». وزاد لينغوا «حملت رسالة من البابا الى المرجع السيستاني مليئة بكلمات الاخوة والمحبة والشكر لمواقفه من القضية العراقية، خصوصاً مما تعرض له المسيحيون من عمليات تهجير». إلى ذلك، اكد رئيس ديوان الوقف المسيحي في العراق رعد كججي ان الوفد «اعرب عن شكره للمرجعية الدينية لتعاطفها وحمايتها المسيحيين». وأضاف ان الوفد «استنكر باسم الكنيسة ومجلس رؤساء الكنائس الاساءة التي وجهت إلى الرسول فهي خارج اعرافنا وتقاليدنا». أما راعي كنيسة مار يوسف الكلدانية الاب سعد سيروب فقال ل «الحياة» ان «السفير البابوي اراد ان يوصل الى المرجع السيستاني تقديره وشكره لمواقفه، اضافة الى حمله رسالة البابا إلى سماحته، وهي موجهة الى كل الشعوب في الشرق الاوسط»، مؤكداً أن «السيستاني رحب بالوفد كثيراً وكان سعيداً جداً واظهر تقديراً كبيراً لمهمته». وأكد مدير مديرية الآثار في النجف محمد هادي الميالي ل «الحياة» ان فيها «اكثر من 60 موقعاً اثرياً مسيحياً منتشرة في الحيرة والنجف والبادية وهناك زيارات أسبوعية لهذه المواقع». وبعد اداء القداس في موقع أثري لأحدى أقدم كنائس الحيرة التي اكتشفت اخيراً قال راعي كنيسة الصعود الكلدانية ان «هذه الصلاة هي الأولى منذ 1500 عام في الحيرة» وأضاف: «ستتبع هذه الزيارة زيارات اخرى لكل المواقع المسيحية لإقامة الصلاة وتعريف العالم بهذه المدينة».