اقتباس من الرواية( أن سلط عليك ضوء ساطع .. لن ترى ما يراه غيرك) مما لا شك فيه أن عنوان الرواية زيف القصاص العتبة الأولى التي تشير و تدلل على تزيف الحقيقة التي كانت شرارتها مقتل (جهاد) في شقتهِ لتدور حلقة الشك حول مجموعة من النسوة اللواتي كن على علاقة بهِ بما فيهم زوجته الدكتورة النفسية. حملت البداية تناقض غريب من قبل إيمان التي تبحث عن رجل و لكنها لا تجيد فن العلاقات و التعامل مع زملائها في العمل لتنتقل بذلك (التوق) إلى الشارع حيث فكرت في أن تلتقط رجل من هناك فحصل لها ما كانت تريد ألا أن هناك تناقض كبير في السلوك و فيما كانت ترغب كونها كانت تبحث عن حياة مستقرة بعد معاناة طويلة من الحرمان و اليتم و زوجة عم كانت مجحفة في حقها لدرجة أنها كانت تحرض أولادها على أن يقيم معها علاقة خارج الإطار الشرعي! مما دفعها للهروب إلى دبي للعمل هناك صحفية لتخسر أثر ذلك شرفها و تزج في السجن طوال فترات التحقيق الطويلة من قبل ضابط الشرطة راشد .. الذي لا يحب النساء و يعود ذلك لموقف تعرض لهُ في شبابه مع امرأة (لعوب) استطاعت في نهاية الأمر من أن تنجح في أن تصبح زوجه رغم تاريخها الطويل الغائر في الوحل ! أغلق راشد الملف الذي فتح مرة أخرى بسبب رودينا صديقة إيمان عندما استفزت الضابط و اتهمته بالكسل في عملية كونه لم يقم بالبحث و التحري الكافي فكيف يغلق القضية و صديقتها لم تعترف بجريمة القتل؟. فكأن ذلك الفعل أعاد الضابط إلى رشدهِ و خاصة بعدما سمع بطريقة الدفن الغريبة للمقتول من قبل أسرته فلم يحضر الدفن إلا زوجتهُ و ولديه فبدأت دائرة الشك تنتقل من شخص إلى أخر حيث اتهمت سهام و هي موظفة برامج بالتلفزيون كانت على علاقة مع جهاد تحت التهديد كونهُ سجل اللقاء الأول الذي حدث بينهما و احتفظ بالتسجيل ليكون أداة لاستغلالها وقت ما يشاء. و تعتبر سهام في علاقتها بالرجل التي نتجت عن تربيتها بين شباب أكسبتها جرأة حد (الوقاحة) فقد كانت تصف أدق التفاصيل عن الرجل في مراهقتها لزميلاتها و ذلك لم يفقدها أنوثتها بل أدخلها في نفق (الشبق) المستمر فهي لا تبالي في أن تقيم علاقة مع أين كان ودخلت السجن جراء اعترافها لراشد في المقهى و عندما علمت صديقتها رودينا بذلك وقفت بجانبها بكل قوتها لتكون الصدمة عندما حضرت فتحية. زوجه ثامر صديق جهاد في العمل لتعترف بحقيقة الرسالة المرسلة من شقة سهام بينما ثامر في التحقيق وجه أصابع الاتهام لزوجة القاتل و زميلة في العمل ميشل كونهما على علاقة ود لم تنفيها زوجة القتيل أثناء التحقيق. و اعترف أيضاً أن ميشل هو من طلب منه أن يحتفل بمقتل جهاد في الشركة كون الجميع كان على علم بعلاقة جهاد بزوجته فتحية التي لم تخفي ذلك عن الضابط عندما أعلمته بالفضيحة التي حدثت في الشركة و مع ذلك لم تنقطع تلك العلاقة التي تقبلها زوجها ! وبذلك تشابكت أطراف القضية مكونة عقدة وضعت الضابط راشد و صديقة خليل في حيرة خاصة بعدما كانت اللقاءات بالمتهمين تتم خارج دائرة الشرطة فكان اللقاء يكون أما في مقر العمل حيث التقى ثامر ومشيل في الشركة و التقى فتحية كذلك في المدرسة حيث أنها كانت تعمل معلمة في مدرسة أهلية و التقى ميسون زوجة القتيل في مقهى و حاول أن يوقعها في فخ دبره مع رودينا التي كانت تجديد الحديث ولف الرجال تحت جناحها ثم تقوم على رميهم بعدما تحصل على هدفها ساعدها على ذلك كونها مندوبة تسويق. تحمل الرواية معالجات نفسية واسعة و وصف سردي يسرقك حتى النهاية التي لا تتخيلها عندما يكتشف راشد الحقيقة من خلال التسجيلات على المحمول الذي عثر عليه لوحدة في سيارة القتيل ليكتشف أن القاتلة هي الإنسانة التي أحبها و تمنى أن تكون زوجة لهُ و لم يفكر أن تكون ضمن دائرة الشك! لينفذ العدالة بعواطفه مثلما نفذت هي العدالة حسب معطيات كرها للرجل بسبب معاناتها في صغرها مع أبيها مدمن المخدرات الذي أذاقها مع أمها أصناف العذاب و الألم للتجرع نار الغربة و البحث عن البقاء في بلد غير بلدها . أنهت تلك العلاقة التي سعت لها بعد جريمة قتل المحاسب (جهاد) بالفراق فهي حسب وصفها لا تقوى أن تعيش حياة زوجية و هي غير مستقرة نفسياً لذلك و رغم العذاب أثرت الفراق و الانفصال عن راشد الذي اعترفت لهُ بأنهُ هو الحب الحقيقي بالنسبة لها رغم أنها عندما قصدتهُ من أجل القضية و تبرأت صديقاتها كانت تريد الإيقاع بهِ و لم تتوقع أن تتطور مشاعرها تجاهُ لكن الخوف من الخيانة و الغدر قيدها مبررة ذلك أن الزواج يقوم على العقل لا العواطف زيف القصاص رواية من 344)) صفحة للروائي السعودي حامد أحمد الشريف عن الدار العربية للعلوم ناشرون.