طالما تساءلت نساء العالم: لماذا يخون الرجل؟، لتبدأ مرارة الخيانة وغصتها تحوم ولا تنفك حتى ترهق بدنها وعقلها والأهم من ذلك قلبها الضعيف، خيانة الزوج أشد مرارة من غيرها، فمن سلّمت له نفسها، وحياتها، ومستقبلها، وتنازلت عن الكثير من الأمور التي تهواها وتحبها وتحلم بها، من أجل شخص يكافئها بخيانة من العيار الثقيل كفيلة بتدميرها إلى آخر العمر، حيث تبدأ بتصرفات مجنونة تدفعها الغيرة والشك للبحث خلفه، حتى وإن لم يتحدث فحاستها السادسة لا تنفك تخبرها بخطب ما، يختلط وقتها صراع الأمل بأنه ما زال يعشقها، والإحباط بأنّه تغيّر فجأة ولم يعد يكترث، وكل ذلك العالم المجنون يستوطن عقلها ليردد: "امرأة واحدة لا تكفي". تفضل الكثير من النساء عدم البحث خلف زوجها، حتى ولو كانت تحس بخيانته، وكأنها تنتظر اللحظة التي يخبرها بذلك، رغم استحالة هذه الخطوة، السبب دائماً ما يكون أنّها لا تريد افتعال المشاكل، أو أن متى ما بدأت دائرة الشك تطوقها فهي لن تنتهي، أما الأكثرية خوفها الشديد على بقية أفراد الأسرة، إذ إنّ الأبناء هم الضحايا الحقيقيون، إلى جانب ضعفها وخوفها من الشتات الذي قد يجبرها على التكتم والمضي، لكن أنوثتها قد تقودها لفعل شيء مختلف في أحايين كثيرة. انسحاب مبكر! ----------------- وكشفت "أم عبدالله" أنّ أسرتهم كانت عائلة متماسكة، يحرص زوجها على لقمة العيش الشريف ويكد حتى الليل، بينما هي ترعى الأبناء وتهتم بالمنزل، مبيّنةً أنّها كانت بمثابة الأم والأب لعدم تواجده، حيث تتولى توصيل الأبناء للمدارس كل صباح، وشراء احتياجاتهم في المساء، لافتةً إلى أنّ حالهم استمر هكذا لسنين طويلة، وهو يحتج بالعمل من أجل بناء منزل الحلم، وصبرت عليه وأعذاره (30) سنة، ولم تسكن منزلاً جديداً، ولم ترتح من عناء التربية، لتتفاجأ أنّه تزوج من إحدى قريباتها، ولديه ثلاثة أطفال لم تعلم بهم، مضيفةً: "كانت صدمة حياتي، لطالما كنا الزوجين المثاليين للجميع، نحب بعضنا، ونكد سوياً من أجل أطفالنا ومستقبلنا، لكنه قرر الانسحاب مبكراً!". "شايل عيبة" --------------- وبيّنت "منيرة الصالح" -موظفة حكومية- أنّه من المؤسف أنّ الرجل في مجتمع "يشيل عيبه" بعكس المرأة، حيث يغفر خياناته العابرة، ونظراته إلى الإناث الأخريات بحضرة زوجته، رغم أنّ الدين لم يفرق بين ذكر وأنثى في هذا الصدد، وظهر ذلك في قوله تعالى "والزاني والزانية"، معتبرةً أنّ المضحك في الموضوع أن لا نجد الخيانات كثيرة بين الرجال الأصغر سناً، على عكس من دخل الخمسين، والذي يفترض بحكم سنة أن يكون عاقلاً. الانتقام حلو المذاق ---------------------- وأوضحت "الجازي" -أم لثلاثة أطفال وموظفة حكومية- أنّها اكتشفت خيانة زوجها عن طريق حسابهم المصرفي، حينما بدأت تلاحظ أنهم لا يجمعون شيئاً، وقررت بعدها استلام الحساب وبطاقته المصرفية، وبالفعل بدأت الأموال تعود، لافتةً إلى أنّها حينما أخبرت صديقة لها عن الأمر أشارت لها أن تطلب كشف حساب للأشهر الماضية، وبالفعل طلبت ذلك، لتجد تحويلات نحو حساب واحد شهرية وبشكل منتظم، والبعض الآخر عن طريق الصراف الآلي، وحينما واجهته بالموضوع تلعثم ولم يجب بسرعة، بعدها أخبرها أنّه حول المبالغ لأخيه المبتعث، مبيّنةً أنّها عرفت أنّ كلامه كذب وغير صحيح، وأخبرته بعدها أنّه إذا أراد الخيانة فالباب مفتوح، لكن بعيداً عن ما تجمعه من أموال. إقحام الأطفال ------------------ واعتبرت "عهود" -معلمة قطاع خاص- أنّ إقحام الطفل في أمور التجسس على أحد الزوجين هي خيانة بشكل مختلف، متسائلةً: كيف تكون ردة فعله حينما يكبر ويعقل أنّه كان سبب انفصال والديه؟ ولا ننسى شكوكه المتزايدة حول خيانة من حوله ومستقبلاً عن شريك حياته؟، مبيّنةً أنّ إحدى الصديقات أخبرتها أنّه حدث شجار عنيف بينها وبين زوجها، وتعتقد أنّه لا عودة لهما، كانت زوجته تشك بخيانته، وكان معروفا بأنّ "عينه زايغة"، وحتى يهدأ بالها أخبرت ابنتها أن تحيك معها مؤامرة حينما يجلسون في الصالة، وحينما تظهر مذيعة ما تخبرها بالحرف الواحد: "من تشبه، وهي تنظر اليها لتغمزها بأن تسكت"، جاء وقت المغرب ليجتمع الجميع لتناول القهوة ومشاهدة التلفاز، وبالفعل نفذت الابنة ذات (14) ربيعاً ما طلبته أمها، ومن بعدها انسحبت الأم إلى المطبخ، إلاّ أنّها فوجئت بعد ذلك لتأتي ابنتها وبيدها (50) ريالاً من والدها، حتى تخبره من تشبه!، والتي لم تجد الصغيرة إجابةً، إلاّ أن تختار إحدى قريباتها لتأخذ المال. ووافقها الرأي "يزيد الموسى" -طالب جامعي-؛ مبيّناً أنّه في إحدى المرات ذهب مع والدته إلى مجمع تجاري، وبعد التسوق قررا تناول وجبة في مطاعم السوق، إلاّ أنّهم تفاجأوا بمنظر أب يعطي ابنه ورقة مطوية ليعطيها امرأة كانت تجلس بمقربة منه، وزاد تعجبهم بعد أن بادلته الرسائل عن طريق هذا الطفل الصغير، متسائلاً عن حاله مستقبلاً، ونظرته لوالده؟ الاحتياط واجب ----------------- ونوّهت "رنا" -أم لطفلين وموظفة حكومية- بأنّ زوجها رجل وسيم وأب حنون، لا تتشاجر معه، بل الجميع يحسدهم على علاقتهم، إلاّ أنّ خوفها يزداد مع كلام النساء وكثرة القصص عن الخيانة الزوجية، وأنّ الخائن عادةً ما يكون رجلاً صالحاً في بيته، وهذا ما يدفعها للجنون، وحينما ينام تأخذ مفاتيح سيارته لتبدأ بنبشها، والبحث بين أوراقه، والتأكد من الفواتير، والأرقام، حتى تضمن أنّه لا وجود لرائحة امرأة في حياته، لتتنفس الصعداء، وترجع لسريرها وتنام قريرة العين!. واتفقت معها "أم حمد"؛ معتبرةً أنّ سيارة الرجل هي مكان أسراره وخياناته، مبيّنةً أنّها تعبت من نبش سيارته للحصول على شيء، إلاّ أنّها كانت متأكدة من خيانته، لكنه ذكي في إخفائها، فما كان منها إلاّ أن تضع جهاز تسجيل تحت مقوده، وحينما يعود لينام تركض وتستمع للتسجيل، إلاّ أنّها لم تحصل على شيء، فوضعت جهاز تتبع في سيارته، لتكتشف أنّه يخونها مع امرأة في بيتها، وتطلب الطلاق بعدها، لترتاح من عذاب شكوك الطلاق. افتعال خيانة -------------- واشتكى "عبدالرحمن المحمد" من كيد النساء، حيث إنّ بعضهن هوايتها النبش وراء الرجال، وتفسير أي شيء على أنّه خيانة، موضحاً أنّه في إحدى المرات وصل المنزل ليجد وجه زوجته قد تغيّر وأصابها الهم، وتناول وجبة خفيفة وصعد لغرفته، لتلحقه بعدها وتنفجر في وجهه، مضيفاً: "في البداية لم أفهم ما تقول بسبب صراخها وبكائها، لكن بعد ذلك تبيّن أنّ إحدى قريباتها أرسلت لي في تويتر على الخاص: صباح الخير، ورددت عليها: صباح النور، لتخبر زوجتي بأنّها على علاقة بي؛ لتأتي وقد جن جنونها"، متسائلاً: منذ متى وأصبح إلقاء التحية خيانة؟. وأيدته "أم ريان"؛ مستشهدةً بحادثة لها وزوجها كادت أن تشتعل بينهما نار الفراق، حيث اتصلت بها قريبة لها تخبرها بالسوق، وأنّها قد رأت زوجها تتأبط يده امرأة أخرى، مضيفةً: "بدأت أتصبب عرقاً وقلقاً مع أني امرأة أعرف ربي وأخافه، وزوجي كذلك، وليس من الممكن أن يكون قد تزوج من امرأة أخرى ولم يخبرني، لم أستطع الانتظار فعاطفتي غلبتني لأتصل بقريبتي مرة أخرى، أطلب منها أن تصوره لأتأكد من صدقها، وليكون دليل قاطعا ضده، وبالفعل صورته لأفاجأ بأنّها أخته، عرفتها من عينيها بالنقاب"، مشيرةً إلى أنّه زوجها عاد بعدها للمنزل ومعه بعض الأغراض، بعدما أخبرها أنّه ذهب مع أخته في زيارته لوالدته، مشددةً على أنّ بعض النساء للأسف لا تساعد بشيء، متسائلةً: ما الذي استفادته من فعلتها غير زرع الشك والخوف في قلبي؟. تحرير المصطلحات ------------------------- وقالت "نوف اليحيا" -محامية-: "لا تخلو قاعة المحكمة من هذه القضايا، حيث نواجه أحياناً مشاكل في التعامل مع الموكلات بالنسبة لموضوع الخيانة الزوجية، فهذا المصطلح يندرج تحته عدة أحكام شرعية؛ لذلك ينبغي أولاً تحرير المصطلحات التي نستعملها، حتى نستطيع تكييف القضايا التي تردنا، فمن معاني الخيانة الزوجية: الزنا، والنظر إلى ما حرم الله، وخلوة الرجل بأجنبية عنه، وخلوة المرأة بأجنبي، إلى غير ذلك من المصطلحات الشرعية"، موضحةً أنّ اللبس يحدث أحياناً عندما يُقصد بالخيانة الزوجية أن يتزوج الرجل امرأة أخرى زواجاً شرعياً دون علم زوجته الأولى، فهذا لا يصح تسميته خيانة زوجية.