تعرفت السلطات الامنية اليوم على بقايا جثة الشخص التي عثر عليها في صندوق منظومة العجلات في إحدى الطائرات السعودية قبل يومين وهي تعود لشخص لبناني. وبينت التحقيقات ان بقايا الجثة تعود لشخص لبناني يدعى فراس.ح.ح (مواليد 1990) من بلدة مركبا قضاء مرجعيون ومن سكان منطقة برج البراجنة المحاذية لمطار رفيق الحريري الدولي بحسب ما ذكرته الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام. وبناء على تحقيقات اجريت مع شقيقه علي الذي حضر إلى الجهات الامنية المختصة في المطار حيث عرضت عليه الصورتان المرسلتان من السلطات السعودية افاد شقيقه بان "فراس تغيب عن منزل ذويه منذ ثلاثة ايام وكان يعاني توترا عصبيا ونفسيا وتغيرا واضحا في سلوكه خلال الاشهر الستة الاخيرة". من جهة اخرى ذكرت صحيفة (النهار) اللبنانية في عددها الصادر هنا اليوم ان جثة فراس لم تتعرض للتشويه وان عقبي سيجارتين وجدا في اذنيه ما يرجح انه وضعهما تجنبا لصوت محركات الطائرة لدى تسلله الى حجرة عجلاتها. واشارت الى ان التحقيقات تتركز "على معرفة الثغرة التي تمكن عبرها صاحب الجثة من اختراق الاجراءات الامنية داخل حرم المطار والنفاذ الى المدرجات وركوب حجرة العجلات في الطائرة وهي سابقة تحصل للمرة الاولى في مطار بيروت". يذكر ان الصورتين المذكورتين التقطتهما السلطات السعودية للجثة التي وجدت في منظومة العجلات . ونفت مصادر أمنية احتجاز كابتن طائرة "ناس" القادمة من بيروت إلى مطار الملك خالد بالرياض أول من أمس في شرطة المطار حسب ما ورد في بعض وسائل الإعلام. وأوضحت المصادر أن مسؤولية وجود جثة الشخص المجهول في إطار الطائرة تقع على سلطات مطار بيروت الدولي. ولفتت المصادر إلى أن قائد الطائرة "متقاعد من الخطوط السعودية" قد استجوب لمدة طويلة من قبل سلطات المطار لتحديد وقت تلقيه البلاغ من قبل شهود العيان, مؤكدا أن الطيار وبشهادة الشهود بعيد عن الملاحقة القانونية لأنه لم يصله البلاغ إلا بعد إقلاع الطائرة في الجو. من جهته ألقى الشاهد الرئيس في الواقعة "مشعل المساعد" باللائمة على أحد المضيفين من جنسية عربية بعد تهكمه عليه عند إبلاغه بالواقعه, وأنه السبب في إيصال البلاغ للطيار بعد الإقلاع. وقد تقدم السعيد بإفادة رسمية بما وقع للسلطات الأمنية. وكانت معلومات شبه مؤكدة أكدت أمس في الرياض ان الجثة التي وجدت معلقة في طائرة ناس الآتية من بيروت بعد ان حطت في مطار الملك خالد الدولي في الرياض تعود لعامل لبناني في منتصف الثلاثينات، في مطار بيروت الدولي، في وقت اكد فيه وزير النقل والأشغال اللبناني غازي العريضي انه طالب من الطيران المدني اللبناني الاتصال بالطيران المدني السعودي وشركة «ناس» لإفادته بتفاصيل الحادث، في حين رفض وزير الداخلية اللبناني زياد بارود الحديث عن «خرق أمني» قبل اكتمال التحقيق. وتتولى إدارة الطب الشرعي لشؤون الوفيات في الرياض اليوم تشريح جثمان الشخص المجهول الذي عثر عليه بين عجلات الطائرة، وذلك عقب تشكيل لجنة مكونة من كفاءات وطنية مختصة في هذه القضايا. صرح بذلك ل"الوطن" أمس المشرف العام على إدارة الطب الشرعي لشؤون الوفيات بالرياض الدكتور سعيد الغامدي. وقال إن إدارته تستطيع من الناحية العلمية معرفة سبب الوفاة في مثل هذه القضايا وذلك بسبب اختلاف درجات الحرارة التي قد تتفاوت ما بين 40 إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر عند صعود الطائرة إلى أجواء مرتفعة، ما يتسبب في حصول تجمد للأجسام التي تكون خارج هيكل الطائرة، إضافة إلى قوة الرياح الشديدة التي قد تتسبب في انفجار مقلة العين أو الرأس أو المخ أو الرئتين أو الحويصلات الهوائية. وكانت إدارته قد تلقت خطابا من الجهات المختصة بشأن تشريح جثة الشاب المجهول الذي توفي بين عجلات الطائرة القادمة من بيروت مساء أول من أمس والموجودة حاليا في ثلاجة الطب الشرعي بمستشفى الملك سعود الطبي بالرياض. وبيّن الغامدي أن التعرف على الجثمان سيتم عبر الأسنان وهي وسيلة معمول بها حالياً بنسبة 90% في أكثر دول العالم، وأنهم سيلجؤون إلى فحص الحمض النووي "DNA" عقب صدور توجيهات الجهات المختصة باستخدام هذه الخاصية. وقال الغامدي إن إدارة الطب الشرعي لا تستخدم فحص ال DNA للحالات المجهولة، إلا بعد موافقة الأدلة الجنائية، قائلاً إن إدارته مساعدة لإدارة الأدلة الجنائية في حال استخدام ال DNA وذلك عبر المساعدة في إعطاء العينات فقط. ورجح الغامدي أن تكون حركة العجلة قد تسببت في فرم الجثمان عند قيام كابتن الطائرة برفع العجلات إلى صندوقها مما يؤدي إلى ضغط الجثة بالحديد داخل مقصورة العجلات، كما أن ضيق المكان المخصص للعجلات قد يؤدي إلى ضيق في التنفس ما يؤدي إلى الاختناق حتى وإن سلمت الجثة من الهواء أو الضغط أو الإصابة. ونفى الغامدي المعلومات التي ذكرت أن الجثمان عبارة عن أشلاء متفرقة، واصفا إياها بأنها غير دقيقة لأنه لو كانت الجثة أشلاء لتطايرت في الأجواء أثناء فتح مقصورة العجلات في حالة الهبوط. وأعادت مسألة وجود بقايا جثة في إطار طائرة كانت متوجّهة من بيروت إلى الرياض فتح ملف الأمن في مطار رفيق الحريري الدولي، فيما دعا وزير الداخلية زياد بارود إلى انتظار التحقيق بشأن الطائرة وعدم استباق التحقيق القضائي، وقال "هناك ضمانة لاستمراره (التحقيق)، ولا شيء أكيد بالنسبة إلي حتى الآن، وقد يكون أقل من خرق أمني أو غير ذلك، فلننتظر التحقيق". وفي غياب أية معلومة حول هوية صاحب الجثة، كشفت مصادر أمنية ل"الوطن" أن جهاز أمن المطار هو الجهة المولجة التحقيق في القضية، وأن تحقيقا موسعا يشمل كافة الإدارات الأمنية والمدنية داخل المطار قد بدا، لكي يصار إلى وضع اليد على المسألة والخروج بما يدحض بعض المعلومات التي سربت والهادفة إلى التشكيك بأمن المطار. وبحسب مصدر في مطار الملك خالد الدولي أكد أن الجثة تعود لعامل لبناني يعمل في مطار بيروت بحسب البطاقات التي وجدت معلقة بسلسلة في رقبته وعمره في منتصف الثلاثينات. وأشار المصدر الى ان الجثة اكتشفت داخل صندوق الإطار الأيمن، وأنها تقطعت إلى جزأين، جزء داخل الصندوق والجزء الآخر (اليد والصدر والرأس تدلى للخارج)، كما تبين أن الشخص فارق الحياة قبل عشر دقائق من نزول الطائرة واستدلوا على ذلك من حرارة ساعد يده الساخنة، وان جسده انشطر إلى نصفين فور هبوط الطائرة. وذكر المصدر أن المضيفة وهي مصرية الجنسية شاهدت الرجل في مطار بيروت وهو يتجه صوب الطائرة وأبلغت كابتن الطائرة وهو سعودي إلا أنه لم يهتم حتى بعد نزول الطائرة بالرياض نزلت المضيفة وشاهدت الجثة ملطخة بالدماء بينما كابتن الطائرة رفض النظر. وفي بيروت فُتح تحقيق اداري وقضائي لكشف كامل ملابسات هذا الحادث الذي لم يسبق ان شهد مطار بيروت مثيلاً له في تاريخه، خصوصاً بعدما تكشّفت بعض المعلومات عن راكب ال stowaway الذي كانت «الراي» اكدت في عددها الصادر امس انه اندسّ في كابينة العجلات في إطار الهجرة غير الشرعية، بعدما كان تسلّل من السياج المحيط بالمطار قرابة الحادية عشرة من ليل الخميس. فبعدما ارسلت السلطات الأمنية السعودية الى السلطات اللبنانية في مطار رفيق الحريري الدولي، صورة للشخص الذي عثر على جثته عالقة في صندوق عجلات الهبوط الخلفية اليمنى لطائرة (ناس)، افادت معلومات ان الصورة التي رفضت الأجهزة اللبنانية حتى الساعة تعميمها تُظهر جثة كاملة وليس اشلاء كما قيل امس، وان وجه الشاب واضح. ولفتت المعلومات الى ان صورة هذا الشاب عُرضت على عمال في مطار بيروت فتعرّف احدهم اليه موضحاً انه شاهده على المدرج لكنه لم يعرف هويّته. في حين اشارت معلومات اخرى الى ان الحقيبة التي كانت على ظهره احتوت على ملابس ومستلزمات شخصية له دون أن تتضمن ما يشير إلى هويته، علماً ان السلطات الأمنية المختصة في مطار الملك خالد الدولي كانت سحبت جثته إلى منطقة العزل لتمشيطها بحثاً عن أيّ متفجرات أو ممنوعات، وهو ما استبعدت مصادر عدّة العثور عليه بعدما اكدت ل «الراي» ان لا خلفيات «تخريبية» وراء تسلّل الشاب الى الطائرة بهذه الطريقة. في موازاة ذلك، اشارت معلومات في بيروت، الى انه تمّ العثور في محيط المطار على مقصّ للحديد يعتقد ان الشاب استخدمه لتجاوز السياج، كما وُجدت سجائر نُزع الفلتر منها، وقد تبيّن ان الشاب استخدمها لسدّ اذنيه. وتحدثت تقارير عن ان الراكبين السعودي واللبناني اللذين كانا شاهدا الشاب يركض في اتجاه الطائرة مرتدياً قبعة وعلى ظهره حقيبة قبل ان يقع ثم يعاود الركض الى ان «اختفى»، ادليا بمعلوماتهما التي افادت ايضاً انهما ابلغا الى المضيفات بما رأياه ودعياهن لإخطار الكابتن، الا ان الطائرة اقلعت، وعدن بعد نحو عشر دقائق لإبلاغهما ان قائد الطائرة أخذ علماً بما قالاه لكنه اكد ان كل شيء على ما يرام ولا شيء يؤشر الى خلل ما في ال «اير باص». وفيما لا تزال شركة «ناس» في الرياض تنتظرالتقرير الرسمي لسلطة الطيران المدني السعودية قبل التعليق على الحادث، بدت بيروت وسلطات مطار رفيق الحريري الدولي معنيّة باحتواء مضاعفات ما جرى على صعيد «صورة» المطار وتحديداً على مستوى التصنيف الذي تعطيه شركات التأمين الدولية للبنان، ولا سيما ان نجاح الشاب في «اختراق» السياج المحيط بالمطار بعيداً عن «عيون» الرقابة، أظهر وجود«ثغرة» أمنية حقيقية، علماً ان محطة «نيو .تي.في» اللبنانية عادت وبثّت امس عملية «تسلّل» بالصوت والصورة قام بها مصوّرها ومراسلتها للسياج «المهتزّ أمنياً» من دون ان يتنبّه أحد ل «عمليتهما». في هذه الاثناء، أكد وزير النقل والأشغال اللبناني غازي العريضي أنه طالب من الطيران المدني اللبناني الاتصال بالطيران المدني السعودي وشركة «ناس» لافادته بكل تفاصيل الحادث لا سيما المعلومات عن الجثة من الناحية الجنائية اضافة الى تقارير عن التحقيقات مع العاملين في الشركة المعنية ب الموضوع والافادة الواردة من ركاب الطائرة بموجب التقرير وذلك لاستكمال التحقيقات لمعرفة هوية الشخص وكيفية حصول الحادث. وشدد العريضي على أنه «لا يمكن اهمال أي من الروايات الصادرة حول الحادث»، لافتاً الى أنه «يجب عدم تبني أي منها بانتظار ما ستكشفه التحقيقات». وأضاف: «وضعنا خريطة طريق للتحرك في الموضوع كيف حصل الحادث ومَن الشخص وكيف وصل الى هذا المكان، هل هو عامل ولماذا حصل ما حصل وكل المسائل التي تخطر في بال اي مسؤول». وفي السياق نفسه، رفض وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الحديث «عن خرق أمني» قبل اكتمال عناصر التحقيق «لأن الموضوع قد يكون أصغر من خرق أمني بكثير ولا سيما أن المدرج يكون عليه عادة عمال لهم علاقة بالشركات التي على أرض المطار». وأشار الى «أن التحقيق ليس ادارياً فقط لأن القضاء يتولاه أيضا وهناك ضمانة بأن يستكمل حتى النهاية». وقال: «كل المعنيين من رئاسة المطار الى جهاز أمن المطار والمديرية العامة للطيران المدني يشاركون في التحقيق، وهناك أجوبة يجب أن تعطى للناس حول ما حصل، ولكن لغاية الآن لا جواب حاسماً لديّ أنطلق منه لاعطاء تطمينات»، وداعيا الى «انتظار استكمال التحقيق».