في الوقت الذي باشرت فيه الأجهزة الأمنية اللبنانية في بيروت التحقيقات المكثفة مع العاملين على خدمة طائرة ناس التي علقت بها جثة أمس الأول، ينتظر الطب الشرعي في الرياض توجيهات لجان التحقيق لمعاينة الجثة التي تقبع حاليا في ثلاجة الموتى وتشريحها ومعرفة ملابسات الوفاة. ونفى وزير الداخلية اللبناني زياد بارود وجود خرق أمني في أمن مطار رفيق الحريري الدولي ما سمح للشاب المجهول بركوب الطائرة السعودية خلسة في صندوق العجلة أثناء إقلاعها من بيروت، وذلك قبل اكتمال عناصر التحقيق «لأن الموضوع قد يكون أصغر من خرق أمني بكثير لا سيما أن المدرج يكون عليه عادة عمال لهم علاقة بالشركات التي تعمل على أرض المطار». وأشار بارود إلى أن «التحقيق ليس إداريا فقط لأن القضاء يتولاه أيضا وهناك ضمانة بأن يستكمل حتى النهاية». وقال: «إن كل المعنيين من رئاسة المطار إلى جهاز أمن المطار والمديرية العامة للطيران المدني يشاركون في التحقيق، وهناك أجوبة يجب أن تعطى للناس حول ما حصل، ولكن حتى الآن لا جواب حاسماً لدي أنطلق منه لإعطاء تطمينات داعيا إلى انتظار استكمال التحقيق». وكانت المعلومات الأولية أشارت إلى أن بعض الركاب على متن الطائرة السعودية شاهدوا شخصا يحمل حقيبة صغيرة على ظهره ويرتدي قبعة على رأسه، وكان يركض في اتجاه الطائرة ثم وقع أرضا ثم شاهدوه يتجه نحو الطائرة وهي تهم بالإقلاع. وبدورها اتصلت سلطات الطيران المدني اللبناني بناء على توجيهات وزير النقل غازي العريضي بسلطات الطيران المدني السعودي وشركة «ناس» لموافاتهم بكل التقارير الرسمية حول الحادثة، لا سيما المعلومات عن الجثة من الناحية الجنائية، إضافة إلى تقارير عن التحقيقات مع العاملين في الشركة المعنية، وإفادات ركاب الطائرة بموجب التقارير من أجل استكمال التحقيقات لمعرفة هوية الشخص وكيفية حصول الحادث. وكشفت ل «عكاظ» مصادر طبية في الرياض أن جثة مجهول الهوية التي عثر عليها عالقة في منظومة عجلات الطائرة لا تزال في ثلاجة الوفيات في الطب الشرعي بانتظار توجيهات لجان التحقيق للبدء بتشريحها. وذكرت المصادر أن هناك احتمالات عديدة للوفاة، وهي إمكانية وفاته بسبب البرودة العالية والتي تتجاوز 50 درجة تحت الصفر أو ارتطامه بإطارات الطائرة عند دخوله بين منظومة العجلات في جسم الطائرة واحتمالات أخرى سيفصل فيها عند البدء بتشريح الجثة والتعرف على الحمض النووي DNA.