كشف باحثون بريطانيون في دراسة نشرها معهد "أكسفورد للإنترنت"، الأربعاء أن طهران تستغل حسابات على موقع "تويتر"، لنشر أفكار وآراء معادية للسعودية باللغة العربية، في إطار حملة "تلاعب منسقة". وعندما قام الباحثون بتحليل اللغات التي تغرد بها هذه الحسابات اكتشفوا اتجاها ربما يلقي الضوء على كيفية سعي إيران لكسب النفوذ والتأثير عبر الإنترنت، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. وأوضح الباحثون أن معظم التغريدات التي نشرتها الحسابات المرتبطة بإيران كتبت باللغات الفرنسية، والإنجليزية والعربية، و8% فقط منها مكتوبة باللغة الإيرانية الرسمية، الفارسية. وفي أغسطس/آب من العام الماضي، أعلن موقع "تويتر" تعليقه مئات الحسابات التي يبدو أنها مرتبطة بإيران، لأنها شاركت في حملة "تلاعب منسق". وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جعل موقع "تويتر" تغريدات من 770 حسابا "يحتمل أن يكون منشؤها إيران" متاحة للجمهور. وبعد دراسة مكثفة على التغريدات باللغة العربية، قرر الباحثون أن "أكثر المواقع انتشارا على نطاق واسع والمضمنة في التغريدات العربية تتبنى سردا (خطابا) سياسيا إيرانيا، بما في ذلك انتقاد المملكة العربية السعودية ودعم الرئيس السوري بشار الأسد". في حين لا يمكن للباحثين أن يحددوا بشكل قاطع من يقف وراء هذه الحسابات، قالت منى السواح، الباحثة في جامعة أكسفورد التي عملت في الدراسة، "يبدو أنها تأتي من الحكومة الإيرانية لأنها غذت خطاب الحكومة الإيرانية". وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما نشر موقع "تويتر" سجلات الحسابات المرتبطة بإيران إلى جانب سجلات الآلاف من الحسابات التابعة لوكالة أبحاث الإنترنت في روسيا العام الماضي، وصفهما موقع التواصل الاجتماعي بأنهما "عمليتان تم الكشف عنهما سابقا وربما تدعمهما الدولة على خدمتنا (موقعنا)". وقالت السواح للصحيفة إنها تعتقد أن بحثها "هو الأول لإثبات وجود تدخل إيراني في العالم العربي يجري على تويتر". وأفادت دراسة "أكسفورد" أن من بين الحسابات المرتبطة بإيران كان لدى أكثرهم شعبية ما يقرب من 42 ألف متابع، وزعم صاحبه أنه مقيم في السعودية، ومن بين أكثر 10 حسابات تغرد باللغة العربية نشاطا، يوجد 9 "خدمات أخبار عربية مقلدة، تصف نفسها بأنها خدمات إخبارية من مختلف الدول العربية". ووجد الباحثون أن هذه الحسابات استخدمت هاشتاقات معادية للسعودية، وكانت كلمة "اليمن" هي الهاشتاق الثاني الأكثر شعبية. وخلصت الدراسة إلى أن "التغريدات العربية لم تكن تهدف إلى التواصل اجتماعيا مع مستخدمين عرب آخرين، بل تهدف إلى الترويج لمواقع إخبارية معينة"، مشيرة إلى أن غالبية الروابط أدت إلى مواقع على شبكة الإنترنت باللغة العربية تروّج للروايات المؤيدة لإيران. وأعلنت شركة "فيسبوك"، الأسبوع الماضي، أنها حذفت مئات الصفحات والمجموعات والحسابات المرتبطة بإيران، لانتحالها صفات مجموعات سياسية ومؤسسات إعلامية في محاولة للتأثير على الفكر السياسي في بلدان حول العالم، في خطوة تأتي في إطار متابعة التحقيقات في المعاملات الزائفة المنسقة المرتبطة بإيران على منصتها بعد الإعلان عن تدابير مماثلة في وقت سابق من هذا العام.