قصيدتا ، لامية العرب للشاعر العربي (الشنفرى) ،، ولامية العجم التي رد بها الشاعر العجمي "الفارسي" (الطغرائي )باللعة العربية تناولهما عدد من النقاد بعصور متعددة ، ونقد لكم لكم اليوم القصيدتين : أولا / لامية العرب ، للشاعر ؛ ثابت بن أواس (وليس أوس ) الأزدي (أواس ابن من أبناء حجر بن الهنوء الأزدي) الشهير ب (الشنفرى): وهو شاعر جاهلي، من فحول الطبقة الثانية. لكن هذه القصيدة تنسب إلى ابي العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد، التي على قصيدة الشنفرى، المشهورة بلامية العرب. _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ أقيموا بني أمي، صدورَ مَطِيكم فإني، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ! فقد حمت الحاجاتُ، والليلُ مقمرٌ وشُدت، لِطياتٍ، مطايا وأرحُلُ؛ وفي الأرض مَنْأيً للكريم عن الأذى وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ لَعَمْرُكَ ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ سَرَى راغباً أو راهباً، وهو يعقلُ ولي، دونكم، أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ هم الأهلُ. لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ لديهم، ولا الجاني بما جَرَّ، يُخْذَلُ وكلٌّ أبيٌّ، باسلٌ. غير أنني إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل وماذاك إلا بَسْطَةٌ عن تفضلٍ عَلَيهِم، وكان الأفضلَ المتفضِّلُ وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً بِحُسنى، ولا في قربه مُتَعَلَّلُ ثلاثةُ أصحابٍ: فؤادٌ مشيعٌ، وأبيضُ إصليتٌ، وصفراءُ عيطلُ هَتوفٌ، من المُلْسِ المُتُونِ، يزينها رصائعُ قد نيطت إليها، ومِحْمَلُ إذا زلّ عنها السهمُ، حَنَّتْ كأنها مُرَزَّأةٌ، ثكلى، ترِنُ وتُعْوِلُ ولستُ بمهيافِ، يُعَشِّى سَوامهُ مُجَدَعَةً سُقبانها، وهي بُهَّلُ ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسِهِ يُطالعها في شأنه كيف يفعلُ ولا خَرِقٍ هَيْقٍ، كأن فُؤَادهُ يَظَلُّ به الكَّاءُ يعلو ويَسْفُلُ ولا خالفِ داريَّةٍ، مُتغَزِّلٍ، يروحُ ويغدو، داهناً، يتكحلُ ولستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيرهِ ألفَّ، إذا ما رُعَته اهتاجَ، أعزلُ ولستُ بمحيار الظَّلامِ، إذا انتحت هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسمي تطاير منه قادحٌ ومُفَلَّلُ أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ، وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً، فأذهَلُ وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ عَليَّ، من الطَّوْلِ، أمرُؤ مُتطوِّلُ ولولا اجتناب الذأم لم يُلْفَ مَشربٌ يُعاش به، إلا لديِّ، ومأكلُ ولكنَّ نفساً مُرةً لا تقيمُ بي على الضيم، إلا ريثما أتحولُ وأطوِي على الخُمص الحوايا كما انطوتْ خُيُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا أزلُّ تهاداه التَّنائِفُ، أطحلُ غدا طَاوياً، يعارضُ الرِّيحَ، هافياً يخُوتُ بأذناب الشِّعَاب، ويعْسِلُ فلمَّا لواهُ القُوتُ من حيث أمَّهُ دعا؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ مُهَلْهَلَةٌ، شِيبُ الوجوهِ كأنها قِداحٌ بكفيَّ ياسِرٍ، تتَقَلْقَلُ أو الخَشْرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ مَحَأبيضُ أرداهُنَّ سَامٍ مُعَسِّلُ مُهَرَّتَةٌ، فُوهٌ كأن شُدُوقها شُقُوقُ العِصِيِّ، كالحاتٌ وَبُسَّلُ فَضَجَّ، وضَجَّتْ، بِالبَرَاحِ، كأنَّها وإياهُ، نوْحٌ فوقَ علياء، ثُكَّلُ وأغضى وأغضتْ، واتسى واتَّستْ بهِ مَرَاميلُ عَزَّاها، وعَزَّتهُ مُرْمِلُ شَكا وشكَتْ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت ولَلصَّبرُ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ، وكُلُّها، على نَكَظٍ مِمَّا يُكاتِمُ، مُجْمِلُ وتشربُ أسآرِي القطا الكُدْرُ؛ بعدما سرت قرباً، أحناؤها تتصلصلُ هَمَمْتُ وَهَمَّتْ، وابتدرنا، وأسْدَلَتْ وَشَمَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ فَوَلَّيْتُ عنها، وهي تكبو لِعَقْرهِ يُباشرُهُ منها ذُقونٌ وحَوْصَلُ كأن وغاها، حجرتيهِ وحولهُ أضاميمُ من سَفْرِ القبائلِ، نُزَّلُ توافينَ مِن شَتَّى إليهِ، فضَمَّها كما ضَمَّ أذواد الأصاريم مَنْهَل فَعَبَّتْ غشاشاً، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها، مع الصُّبْحِ، ركبٌ، من أُحَاظة مُجْفِلُ وآلف وجه الأرض عند افتراشها بأهدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُحَّلُ وأعدلُ مَنحوضاً كأن فصُوصَهُ كِعَابٌ دحاها لاعبٌ، فهي مُثَّلُ فإن تبتئس بالشنفرى أم قسطلِ لما اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ، أطولُ طَرِيدُ جِناياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ، عَقِيرَتُهُ في أيِّها حُمَّ أولُ تنامُ إذا ما نام، يقظى عُيُونُها، حِثاثاً إلى مكروههِ تَتَغَلْغَلُ وإلفُ همومٍ ما تزال تَعُودهُ عِياداً كحمى الرَّبعِ، أوهي أثقلُ إذا وردتْ أصدرتُها، ثُمَّ إنها تثوبُ، فتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ فإما تريني كابنة الرَّمْلِ، ضاحياً على رقةٍ، أحفى، ولا أتنعلُ فأي لمولى الصبر، أجتابُ بَزَّه على مِثل قلب السَّمْع، والحزم أنعلُ وأُعدمُ أحْياناً، وأُغنى، وإنما ينالُ الغِنى ذو البُعْدَةِ المتبَذِّلُ فلا جَزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ ولا مَرِحٌ تحت الغِنى أتخيلُ ولا تزدهي الأجهال حِلمي، ولا أُرى سؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ وليلةِ نحسٍ، يصطلي القوس ربها وأقطعهُ اللاتي بها يتنبلُ دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ، وصحبتي سُعارٌ، وإرزيزٌ، وَوَجْرٌ، وأفكُلُ فأيَّمتُ نِسواناً، وأيتمتُ وِلْدَةً وعُدْتُ كما أبْدَأتُ، والليل أليَلُ وأصبح، عني، بالغُميصاءِ، جالساً فريقان: مسؤولٌ، وآخرُ يسألُ فقالوا: لقد هَرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا فقلنا: إذِئبٌ عسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ فلمْ تَكُ إلا نبأةٌ، ثم هوَّمَتْ فقلنا قطاةٌ رِيعَ، أم ريعَ أجْدَلُ فإن يَكُ من جنٍّ، لأبرحَ طَارقاً وإن يَكُ إنساً، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ ويومٍ من الشِّعرى، يذوبُ لُعابهُ، أفاعيه، في رمضائهِ، تتملْمَلُ نَصَبْتُ له وجهي، ولاكنَّ دُونَهُ ولا ستر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ وضافٍ، إذا هبتْ له الريحُ، طيَّرتْ لبائدَ عن أعطافهِ ما ترجَّلُ بعيدٍ بمسِّ الدِّهنِ والفَلْى عُهْدُهُ له عَبَسٌ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ وخَرقٍ كظهر الترسِ، قَفْرٍ قطعتهُ بِعَامِلتين، ظهرهُ ليس يعملُ وألحقتُ أولاهُ بأخراه، مُوفياً على قُنَّةٍ، أُقعي مِراراً وأمثُلُ تَرُودُ الأراوي الصحمُ حولي، كأنَّها عَذارى عليهنَّ الملاءُ المُذَيَّلُ ويركُدْنَ بالآصالٍ حولي، كأنني مِن العُصْمِ، أدفى ينتحي الكيحَ أعقلُ _ __ _ __ _ _ _ _ _ _ _ _ ثالنيًا / لامية العجم : قصيدة شهيرة للطغرائي المتوفى 514 ه وهو العميد مؤيّد الدين، أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الدؤلي الكناني نسبا الأصبهاني وكان قد نظمها ببغداد، في سنة 505 ه، يصف حاله ويشكو زمانه ..معرضة لقصيدة الشنفرى . أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل أصالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ وحليةُ الفضلِ زانتني لدى العَطَلِ مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَرعٌ والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في الطفلِ فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَكنِي بها لا ناقتي فيها ولا جملي ناءٍ عن الأهلِ صِفر الكف مُنفردٌ كالسيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل فلا صديقَ إليه مشتكى حَزَني ولا أنيسَ إليه مُنتهى جذلي طال اغترابي حتى حَنَّ راحلتي وَرَحْلُها وَقَرَا العَسَّالةَ الذُّبُلِ وضج من لغبٍ نضوى وعج لما ألقى ركابي ، ولج الركب في عَذلي أريدُ بسطةَ كفٍ أستعين به على قضاء حقوقٍ للعلى قِبَلي والدهر يعكس آمالي ويُقنعني من الغنيمة بعد الكدِّ بالقفلِ وذي شِطاطٍ كصدر الرمحِ معتقل بمثله غيرُ هيَّابٍ ولا وكلِ حلو الفُكاهةِ مرُّ الجدِّ قد مزجت بشدةِ البأسِ منه رقَّةُ الغَزَلِ طردتُ سرح الكرى عن ورد مُقْلتِه والليل أغرى سوام النوم بالمقلِ والركب ميل على الأكوار من طربٍ صاح ، وآخر من خمر الكرى ثملِ فقلتُ : أدعوك للجلَّى لتنصرني وأنت تخذلني في الحادث الجللِ تنامُ عيني وعين النجم ساهرةٌ وتستحيل وصبغ الليل لم يحُلِ فهل تعينُ على غيٍ همتُ به والغي يزجر أحياناً عن الفشلِ إني أريدُ طروقَ الحي من إضمٍ وقد حماهُ رماةٌ من بني ثُعلِ يحمون بالبيض والسمر الِّلدان به سودُ الغدائرِ حمرُ الحلي والحللِ فسر بنا في ذِمام الليل معتسِفاً فنفخةُ الطيبِ تهدينا إلى الحللِ فالحبُّ حيث العدا والأسدُ رابضةٌ حول الكِناس لها غابٌ من الأسلِ تؤم ناشئة بالجزم قد سُقيت نِصالها بمياه الغُنْج والكَحَلِ قد زاد طيبُ أحاديثِ الكرام بها مابالكرائم من جبن ومن بخلِ تبيتُ نار الهوى منهن في كبدِ حرَّى ونار القرى منهم على القُللِ يَقْتُلْنَ أنضاءَ حُبِّ لا حِراك بهم وينحرون كِرام الخيل والإبلِ يُشفى لديغُ العوالي في بيُوتِهمُ بِنَهلةٍ من غدير الخمر والعسلِ لعل إلمامةً بالجزع ثانيةٌ يدِبُّ منها نسيمُ البُرْءِ في عللي لا أكرهُ الطعنة النجلاء قد شفِعت برشقةٍ من نبال الأعين النُّجلِ ولا أهاب الصفاح البيض تُسعدني باللمح من خلل الأستار والكللِ حبُّ السلامةِ يثني هم صاحبهِ عن المعالي ويغري المرء بالكسلِ فإن جنحتَ إليه فاتخذ نفقاً في الأرض أو سلماً في الجوِّ فاعتزلِ ودع غمار العُلا للمقدمين على ركوبها واقتنعْ منهن بالبللِ يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مسكنهُ والعِزُّ عند رسيم الأينق الذّلُلِ فادرأ بها في نحور البيد جافِلةً معارضات مثاني اللُّجم بالجدلِ إن العلا حدثتني وهي صادقةٌ فيما تُحدثُ أن العز في النقلِ لو أن في شرف المأوى بلوغَ منىً لم تبرح الشمسُ يوماً دارة الحملِ أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمعاً والحظُ عني بالجهالِ في شُغلِ لعله إن بدا فضلي ونَقْصهمُ لِعينه نام عنهم أو تنبه لي أعللُ النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل لم أرتضِ العيشَ والأيام مقبلةٌ فكيف أرضى وقد ولت على عجلِ غالى بنفسي عِرْفاني بقينتها فصنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ وعادة السيف أن يزهى بجوهرهِ وليس يعملُ إلا في يديْ بطلِ ماكنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمني حتى أرى دولة الأوغاد والسفلِ تقدمتني أناسٌ كان شوطُهمُ وراءَ خطوي لو أمشي على مهلِ هذاء جزاء امرىءٍ أقرانهُ درجوا من قبلهِ فتمنى فسحةَ الأجَلِ فإن علاني من دوني فلا عَجبٌ لي أسوةٌ بانحطاط الشمسِ عن زُحلِ فاصبر لها غير محتالٍ ولا ضَجِرِ في حادث الدهر ما يُغني عن الحِيلِ أعدى عدوك أدنى من وثِقتَ به فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ فإنما رُجل الدنيا وواحدها من لايعولُ في الدنيا على رجلِ وحُسن ظنك بالأيام معجزَةٌ فَظنَّ شراً وكن منها على وجَلِ غاض الوفاءُ وفاض الغدر وانفرجت مسافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ وشان صدقكَ عند الناس كذبهم وهلْ يُطابق مِعْوجٌ بمعتدلِ إن كان ينجع شيءٌ في ثباتهمُ على العهود فسبق السيف للعذلِ يا وراداً سُؤر عيش كلُّه كدرٌ أنفقت صفوك في أيامك الأول فيم اقتحامك لجَّ البحر تركبهُ وأنت تكفيك منهُ مصة الوشلِ مُلكُ القناعةِ لا يُخشى عليه ولا يُحتاجُ فيه إلى الأنصار والخَولِ ترجو البقاء بدارٍ لاثبات بها فهل سمعت بظلٍ غير منتقلِ ويا خبيراً على الإسرار مطلعاً اصمتْ ففي الصمت منجاةٌ من الزلل قد رشحوك لأمرٍ إن فطٍنتَ له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ