معلم للغة الانجليزية ،شاعر جميل ، يميزه تواضعه الجم ، وشخصية متزنة ، ابتعد عن الأضواء فسعت إليه ، جمع بين ثقافة لغة الضاد ، واللغة الأكثر إنتشارا (الانجليزية )، فاختار منحى شعري غربي "التصورية " استضافته (جازان نيوز ) في حوار متشعب تناول ،مسؤوليته عن النادي الأدبي بجازان وأنشطته ، والشعر في وجدانه ،مع الأستاذ حسن الصلهبي ، رئيس النادي الأدبي بجازان ،بهذا الحوار : - مشوارك الابداعي شاعرا ، موهبة من الصغر ، عمدتها بالقراءة أم جاءت متأخرة بعد قراءاتك للشعر؟ المشوار الإبداعي لا يرتهن لشيء محدد بعينه وإنما هو رؤية كاملة للكون والحياة تتفتق من خلال الشعر ولا شك أن القراءة هي الداعم الرئيس لأي إبداع شعرا أو سواه لأنها تصقل الموهبة وتنمي الذائقة وتطلعك على تجارب الآخرين وتغذيك بالأفكار المتنوعة والخيال الخصب . في الصغر لم نكن ننظر للقراءة بهذا المنظار وإنما كانت شغف فطري يسلب اللب ويسيطر على الجوارح. وفي الصغر أيضا لم يكن بمقدور الإنسان أن يحدد إن كان ما بداخله شاعر أم لا، إلا أن الأحاسيس المختلفة لا يمكن أن تبقى حبيسة النفس ولكنها كانت تتسرب على شكل كتابات لا أزعم الآن أنها شعر. وبعد القراءات الشعرية المختلفة والاحتكاك بذوي الخبرة في هذا المجال تغيرت هذه النظرة وأصبح لزاما علي أن أخوض في غمار تحد صعب ومشوار طويل اسمه الشعر والإبداع. - هل كان للأسرة للمدرسة دور في تشجيعك ؟ في المراحل الدراسية الأولى لم يكن هناك من دور يذكر، إلا أن دراستي بالمعهد العلمي بصبيا وفي أحضان قامات كبيرة من معلمي اللغة والأدب كان لها بالتأكيد الأثر الكبير في نفسي وعلى تنامي الحس الإبداعي والحساسية المفرطة تجاه الكلمة والحرف. - اختيارك لتخصص لغة انجليزية كان عشقا ، أم بنظرة بعيدة وظيفيا ؟ تخرجت في المعهد عاشقا للغة الإنجليزية وكان المعتاد من أبناء جيلي أيامها أن يذهبوا بشكل تلقائي لكليات الشريعة أو أصول الدين أو اللغة العربية، ولكن عشقا غريبا بداخلي جمدني عند هذا التخصص بالرغم من محاولات زملائي لاقناعي بصعوبتها وأنها تخرج على مستويات وظيفية أقل من المستويات الأخرى، ولكن هذا العشق ذوب هذه الصعوبات. ومع بداية دراستي للأدب الإنحليزي واطلاعي على ثقافة أخرى بدأت معي حكاية جديدة في عشق الأدب والشعر والتعلق بهما. - مقدرا مواءمتك بين دراستك الأدب الانجليزي وبين فصائدك هل كان لها أثر على قصائدك التالية ؟ هناك بالتأكيد أثر تركه الأدب الإنجليزي على شعري يستطيع القارئ المتمعن أن يجده إلا أنني مع هذا كنت محافظا على قواعد الشعر العربي وبي رغبة جامحة للتجديد خروجا من المألوف والتقليدي. - بمن تأثرت من الشعراء ، محليا وإقليميا وعالميا بحكم قراءات للشعر الأجنبي ؟ تأثرت بالتأكيد بشعراء كثر منهم الرعيل الأول من شعراء جازان وأذكر على الخصوص الشاعر الكبير حسن أبو علة حفظه الله وأطال عمره الذي قرأ قصيدة لي عن طريق أحد الأصدقاء فدعاني إليه ووجهني توجيهات عميقة بالشعر وألزمني بكتب شعرية معينة لقراتها وكذلك شاعر جازان الأجمل الأستاذ علي النعمي رحمه الله الذي لم يكن يبخل علينا بشيء من روحه الفياضة وكذلك الأمر للأستاذ الأديب حجاب الحازمي والشاعر إبراهيم وغيرهم وفي المستوى العربي غرقت بقصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني ومحمود درويش رحمهما الله وعالميا تأثرت في بداياتي بشعراء المرحلة الفيكتورية من الشعراء الانجليز ثم تطور الأمر لعشق شعراء بعينهم ك ت س إليوت الذي أنجزت كتابا مترجما لبعض أشعاره وكذلك شعراء المدرسة التصويرية وهم كثر لا يسع المجال لذكرهم. - الشعراء الأقدمون بفترة قبل الاسلام وقبل استخدام القرطاس والقلم ...كانوا يرتجلون الشعر مقفى موزونا ؟ هل يوجد الآن من يرتجل بمحفل ؟ أم أن ظهور علم العروض قلص من هامش وجود الشاعر المباشر ؟ لا أظن أن ظهور علم العروض له علاقة بهذا ولكن الشعراء القدامى كانوا أصفى ذهنا وأكثر التصاقا بالشعر واليوم يوجد القلة وفي بعض أشكال الشعر الشعبي الذين يجيدون الارتجال ومع هذا فظني يذهب إلى الشاعر المرتجل لا يرتجل القصيدة في لحظتها ولكنها تكون مهيأة في خياله ثم تخرج مع الموقف الذي يريدها له. - ما أول مناسبة ألقيت فيها قصيدة ، وأول ديوان صدر لك .؟ أول مناسبة ألقيت فيها قصيدة كانت في نادي بيش الرياضي وبدعوة من الأستاذ الشاعر حسن أبو علة وللأسف فقد فقدت هذه القصيدة رغم أهميتها وأول ديوان هو عزف على أوتار مهترئة الذي صدر عن نادي جازان الأدبي إبان رئاسة الأستاذ حجاب الحازمي. -ما الاصدارات التي ألفها الشاعر حسن الصلهبي عزف على أوتار مهترئة خائنة الشبه بين يدي امرئ القيس ولا سواي يليق بك وكتاب انجليزي Everything is reduced to ashes مختارات من قصة جازان مترجمة للانجليزية - قرأت لك عن (التصورية ) كتوجه شعري ما الذي حملك لهذا التوجه ، الشهرة أم التجديد وهل توجد له قاعدة جماهيرية ؟ الذي حملني هو عشق الشعر العذب الصافي وهذه المدرسة الشعرية كانت تقوم بدور جاد لإخراج الشعر من الرتابة والتكرار وعملت على تصفية القصيدة من الشوائب والعور الذي يخل بجمالها وقد أثرت بشكل كبير على حركة الشعر العالمي واستفادت هي من كل الثقافات العالمية فمن الطبيعي إذن محاولة ايصالها للقارئ العربي ليفيد من امكانياتها الجمالية الفائقة. -[تعمل معلما ، هل تجد من منغصات بحضور مناسبات مؤتمرات بصفتك أيضا رئيس نادي أدبي ، وما رأيك في أن يفرغ رؤساء الأندية الأدبية على الأقل المدة الزمنية التي يقضوها ك ( معارين ) .. بالطبع لا يستطيع الإنسان أن يوفق بين كل هذه الالتزامات والحقيقة أنها أخذتنا بعيدا عن الشعر وكنا قد طالبنا بتفريغ رؤساء الأندية الأدبية ولكن لم ينظر لهذا الأمر بعين الاعتبار. - كيف وجدت رئاسة النادي من حيث المسؤولية الادارية .. هي في الحقيقة مسؤولية كبيرة وصعبة وقدر الإنسان أن يتحمل كل هذه الصعوبات ما دام أنه قبل بحملها. - بنظرك ما أهم اسباب المهاترات والمناقشات الجدلية خاصة من أعضاء بمجلس ادارات الأدبية الأ دبية التي نقرأ عنها بالصحف ومواقع التواصل وكيف يمكن احتواؤها .؟ الاختلافات في وجهات النظر والرأي أمر طبيعي وما جعلت للأندية الأدبية مجالس إدارات إلا لكي يكون العمل عمل فريق وليس فرد واحد وبهذا يخدم أكبر شريحة من الشباب والمجتمع ولكن إن تجاوزت الاختلافات في وجهات النظر لتصبح خلافات شخصية فهذا بالتأكيد ضار بالعمل وبكل شيء ، أما بالنسبة لما يثار في مواقع التواصل الاجتماعي فلا تتحمل ادارة النادي مسؤوليته بل مسؤولية من يثيرها . - يؤخذ على الأندية الأدبية ومنها نادي جازان أن الامسيات التي تقام ليست بالزخم سابقا ، اضافة أن الاستضافات تخضع للعلاقات العامة ؟ نادي جازان الأدبي تحديدا له زخم خاص سابقا والآن وجمهوره يختلف عن جماهير أي نادٍ آخر وبشهادة مثقفين من خارج المنطقة تصيبهم الدهشة أثناء حضورهم لفعاليات النادي وأمسياته ، وفيما يخص الاستضافات فكلها تخضع لطاولة مجلس الإدارة ويشارك فيها جميع أعضاء المجلس ولذلك يصعب أن نطلق عليها هذا. - ما رأيك في ازدواجية الثقافة والأنشطة الأدبية بين جمعية الثقافة والفنون والأندية الأدبة وحتى الأندية الرياضية التي يسمى كل منها (نادي رياضي ثقافي اجتماعي )؟ عند اسناد وكالة الأندية الأدبية لوزارة الثقافة والاعلام كانت مرحلة التصحيح قد بدأت بشكل فعلي وكان لها أثر ملموس ولكل جهة من هذه الجهات دوره الذي يقدمه وفق لائحته دون تعد على أدوار الآخرين. - مساهمات نادي جازان الأدبي بدعم الصالونات الأدبية بالمنطقة ؟ النادي الأدبي بجازان يمد يده لكل مشروع ثقافي حقيقي يخدم الثقافة والمنطقة ويدعمه بما يستطيع وأيضا وفق اللوائح المنظمة ولذلك كان للنادي تعاون كبير مع الصوالين الأدبية في جازان ومع ملتقى شعراء جازان الذي أثمر عن أعمال مهمة جدا. - في انتخابات النادي المقبلة هل تنوي الترشح ؟ الحقيقة لا أنوي أبدا لأن ما قضيته من عمري في خدمة الثقافة يكفي ويبقى أن أتفرغ لانجاز مشاريعي الثقافية وطباعة كتبي التي طال على بعضها الوقت. - ما سر المكانة التي يجدها كثير من شعراء وأدباء المملكة في محافل أدبية عربية بينما بالداخل نجد النقيض ؟ هذا الكلام لا أجده صحيحا بحذافيره فالذين يجدون اهتماما بالخارج هم بالتأكيد أوجدوا لهم أسماء ومكانة في الداخل. -مع عملك معلما وتواجدك مساء بنادي جازان الأدبي ..والأسرة ما ذا عنها أين يجد حسن الصلهبي نفسه أكثر ..النادي – البيت – المدرسة - في المنزل .؟ النادي والبيت والمدرسة أمكنة عمل وفيها بالطبع ما يسر وفيها كذلك ما لا يسر ، لكن راحة الإنسان في بيته وبين أولاده. هل أفقدك منصب رئيس النادي الأدبي بجازان التواصل مع زملائك واصدقائك وأقاربك ؟ أبدا ، لم يفقدني التواصل مع أصدقائي رغم تأثيره المحدود. تقييمك للأنشطة التي رعاها ونفذها النادي هل وفقت طموحاتك ؟ ؟؟؟ التقييم للجمهور والناس ولمثقفي المنطقة ولكن نسأل الله أن ينفع بها الوطن والشباب. كلمات ماذا تعني لك بكلمة واحدة ؟ القمر وجهي . الليل .صديقي . البحر حبيتي . القلم هجرته . النت ثقافة . الصبر سلاح . النجاح أمل . الابتسامة صدقة . ثلاث رسائل لمن توجهها ؟ للشاعر : لا تذل الشعر . للمثقف : لا تمتهن الثفاقة . للإنسان : لا ترخص الإنسان فيك . كلمة أخيرة توجهها عبر جازان نيوز أشكركم بحجم حبكم وجهدكم لخدمة الوطن وأشكرك بشكل خاص أستاذ محمد الحازمي لكل عمل دؤوب تقوم به خدمة للثفاقة والوطن والمجتمع.