لقد تغيرت وظيفة المعلم بشمول مفهوم التربية إذ كان ينظر لوظيفة المعلم على أنها عملية توصيل المعلومات للمتعلم أي عملية التعليم. ومع اتساع مفهوم التربية التي أصبحت عملية نمو متكامل وشامل للطفل، أصبحت وظيفة المعلم التربية، وبمعنى آخر مساعدة الطفل على أن يوفق بين نفسه (حاجاته ونموه) وبين البيئة التي يعيش فيها، فالمعلم في هذه الحالة يوجه ويعين ويشرف ويرشد حتى يسهل التفاعل ويوجه نحو الهدف المنشود. ومهنة التعليم مهنة سامية جليلة، فالمعلم يقوم بخدمة المجتمع والوالدين فهو نائب عن الوالدين، كما أنه موضوع ثقتهما لأنهما أوكلا إليه أمر تربية ابنهما كما أنه نائب عن المجتمع الذي عهد إليه أن يربي الصغار من أبنائه حتى يصيروا مواطنين صالحين. ولذا فيجب أن يسمو المدرس بمهنته ويعتز بشرفها وفضلها، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة إذ خرج ذات يوم فرأى مجلسين أحدهما فيه قوم يدعون الله عز وجل ويرغبون إليه، وفي الثاني جماعة يعلمون الناس، فقال "أما هؤلاء فيسألون الله فإن شاء أعطاهم، وإن شاء منعهم، وأما هؤلاء فيعلمون الناس، وإنما بعثت معلماً" ثم عدل إليهم وجلس معهم. ومع ضخامة المسئولية في هذه الوظيفة وسمو مكانتها، ينبغي العناية باختيار المعلم. وإعداده قدوة لتلاميذه في أقواله وأفعاله حركاته وسكناته بل هو المثل الأعلى للأخلاق الكريمة والإخلاص في العمل وداء الواجب وقوة الشخصية ومن المفروض ألا يسمح لأحد بالتدريس إلا إذا أعد إعداداً خاصاً لتلك المهنة المقدسة (مهنة التدريس) بحيث يكون قوياً في مادته، عالماً بطرق تدريسها، خبيراً بنفسية الأطفال وميولهم وخصائص نموهم حتى يستطيع إعدادهم وتربيتهم تربية متكاملة. 2-الخصائص التي يجب أن تتوافر في المعلم: ما دامت تلك وظيفة المعلم، وما دامت مسئولياته جسيمة فلا بد من توافر بعض الخصائص فيمن يتولى تلك المهنة ومن هذه الخصائص أو الصفات ما يلي: أ) الخصائص الجسمية وتتمثل فيما يلي: 1) سلامة الصحة والخلو من العاهات ومن الأمراض والضعف. 2) الخلو من العاهات والعيوب الشائعة. 3) النشاط والحيوية. 4) العناية بالمظهر والنظافة والنظام. ب) الخصائص العقلية: 1) الذكاء والقدرة على التصرف السليم في حل المشكلات والمواقف التي تقابله. 2) الإلمام بالمادة وما يجد فيها من نظريات. 3) الإلمام بنفسية التلاميذ وعقليتهم وميولهم واستعداداتهم وقدراتهم ومراحل عمرهم. 4) الإلمام بقواعد التدريس المناسبة وكيفية تطبيقها. 5) الميل الطبيعي لمهنة التدريس والموهبة في ذلك. 6) الإلمام بعلم الأخلاق والسياسة ليعرف المجتمع السياسي ومعاييره الخلقية ودواعيها في تربية الطفل. ج) الخصائص الخلقية وتشمل: 1) العطف واللين في المعاملة. 2) الصبر وقوة التحمل. 3) الحزم والكياسة. 4) حب العمل والإخلاص فيه. 5) عدم التكلف في سلوكه مع تلاميذه وزملائه. 6) احترام الدين والعادات والتقاليد والاحتشام. 7) العدالة والنزاهة. 8)الشعور بالمسؤولية. منقول ..