قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس في كلمة أمام مسؤولين محليين بالعاصمة أنقرة، إن الرئيس السوري بشار الأسد ومن يدعمه هم مصدر تمويل تنظيم الدولة الإسلامية بالمال والسلاح. وأوضح أردوغان، في خطابه الذي كرسه بالكامل للرد على الاتهامات الروسية في أعقاب إسقاط الطائرة، أن بلاده تشتري النفط والغاز من مصادر معروفة، وعلى من يتهمها بشراء النفط من تنظيم الدولة أن يثبت ذلك، مشيرا إلى أن نظام الأسد هو أكبر مشتر لهذا النفط من التنظيم. وأضاف أن أنقرة تتخذ الاحتياطات اللازمة لمنع تهريب النفط إلى داخل تركيا لأنه مصدر دخل أساسي لتنظيم الدولة. وردا على اتهام بوتين له بأسلمة تركيا، قال أردوغان إن 99% من الشعب التركي مسلم، فكيف يقال إن هناك أسلمة؟ وتساءل "هل يحق لنا اتهام روسيا بالتنصير وهناك ثلاثون مليون مسلم في روسيا؟". ووصف الرئيس التركي تنظيم الدولة بأنه "سيناريو ولعبة عالمية" القصد منه أن يتحول إلى وسيلة لترسيخ ظاهرة الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) والعنصرية ضد المسلمين في أنحاء العالم. وقال أردوغان إن ثمة قوى تحاول إعادة تشكيل المنطقة باستغلال تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن تركيا وحدها هي من تحارب هذا التنظيم. وتعهد الرئيس بمواصلة مساندته للجماعات "المعتدلة" والتركمان في قتالهم نظام الأسد. وأضاف "أقول مرة أخرى نحن ندعم مجموعات المعارضة المعتدلة وتركمان بايربوجاق (جبل التركمان) الذين يواجهون النظام السوري، وسنواصل دعمنا لهم، لأنهم ضحايا ومتضررون، وهم أصحاب تلك الأراضي، كما أنهم أقرباؤنا وأبناء جلدتنا". وشدد أردوغان على أنه لا يحق لأحد سواء في الداخل أو الخارج اتهام بلاده بموالاة تنظيم الدولة لأنها أكثر الدول تضررا من هذه الجماعة المسلحة، مشيرا إلى أن 140 تركياً قضوا على يدها، ومذكرا بالتفجيرات التي وقعت في تركيا. وكشف أن الحكومة في أنقرة منعت 27 ألف أجنبي من دخول البلاد، كما طردت كثيرين آخرين حاولوا العبور للالتحاق بتنظيم الدولة في سوريا. وحول العلاقات التركية الروسية، قال أردوغان إن بلاده تسعى لإحلال السلام بالمنطقة، مؤكدا أنه ليس هناك مبرر ل روسيا لانتهاك المجال الجوي التركي، في إشارة إلى حادث إسقاط طائرة سوخوي 24 الروسية الثلاثاء الماضي على الحدود السورية التركية. وقال الرئيس التركي "لا ننوي خلق توترات جديدة بالمنطقة، بل نسعى جاهدين لإحلال السلام والهدوء فيها. فلا يوجد أي سبب يدفعنا لاستهداف روسيا التي تربطنا بها علاقات قوية ومتينة، ما لم يكن هناك انتهاك لمجالنا الجوي. هناك فرق بين خلافنا مع الروس بخصوص القضية السورية، وبين تطبيقنا قواعد الاشتباك".