واصلت جامعة جازان ممثلة بقسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية احتفائها برموز الإبداع والعطاء الفكري والأدبي في المنطقة حيث نظمت ندوة علمية حول تجربة الشاعر إبراهيم مفتاح الإبداعية . وذلك بحضور وكيل الجامعة الدكتور حسن بن حجاب الحازمي، وعدد من المثقفين والمفكرين والأدباء والباحثين من داخل وخارج الجامعة، صباح أمس بقاعة الاحتفالات الكبرى بمقر الإدارة العليا بالجامعة. وركزت الندوة على عدد من الجوانب المختلفة التي طرحها الباحثون في صورة بانورامية لقراءة أعمال الشاعر وتوسيع دائرة تلقيها، واستنطاق الذات الشاعرة لأسئلة الكينونة والحياة، وحملت البحوث المشاركة عدداً من الجوانب اللغوية والبلاغية والنقدية والثقافية التي قاربت مستويات متعددة من حياة الشاعر إبراهيم بن عبدالله مفتاح الذي عبر عن شكره لجامعة جازان لإقامتها هذه المناسبة التي قدم من خلالها العديد من البحوث النقدية حول تجربته الشعرية والإبداعية. وقال مفتاح : إن الجامعة فاجأتني بهذه الخطوة وبهذا الحضور الكبير من المثقفين والأدباء من داخل وخارج جازان، معرباً عن شكره وامتنانه للجامعة على هذه المبادرة التكريمية، كما قدم شكره لمن حضروا من أجل مشاركته هذه المناسبة الغالية على نفسه، مؤكداً بأن ارتباطه بفرسان أضاف إلى تجربته الكثير من المساحات الإبداعية التي دون من خلالها جملة من الإصدارات النثرية والشعرية والدراسات المتوسعة عن عدد من الظواهر الطبيعية والجمالية في هذه الجزيرة. وانطلقت فعاليات الندوة بجلسة افتتاحية أكد من خلالها رئيس قسم اللغة العربية الدكتور مجدي خواجي في كلمة اللجنة المنظمة أن هذه الندوة تأتي إيماناً برسالة الجامعة المجتمعية ودورها المتنامي في تشجيع الحركة الأدبية واللغوية وتفعيل المناشط النقدية والمقاربات التطبيقية التي تتماس مع الواقع الثقافي والحراك الأدبي الذي تشهده مملكتنا الحبيبة، مؤكداً أن هذه الندوة تعد التفاتة رمزية لتجربة ثرية عاشها الشاعر إبراهيم مفتاح عاشقاً للأدب، مخلصاً للشعر، فكانت له بصمته الشعرية ذات التميز والعمق في دلالاتها ومضامينها وتجلياتها الفنية. وقدم الشاعر حجاب الحازمي، والشاعر حسين سهيل قصيدتين شعريتين بهذه المناسبة، كما شاهد الحضور عرضاً مرئياً عن مسيرة الشاعر المحتفى به إبراهيم مفتاح أضاء على جوانب عديدة من حياته في جزيرة فرسان، كما أعلن نائب رئيس الشركة السعودية للكهرباء للشؤون العامة عبدالسلام اليمني عن مبادرة تعتزم الشركة من خلالها منح الشاعر إبراهيم مفتاح ميدالية الاستحقاق في مجال الجودة من الدرجة الأولى والتي ستكون ضمن حفل خاص يقام لهذه المناسبة تكريما للشاعر وعرفانا بما قدمه لوطنه ومجتمعه خاصة جزيرة فرسان. وقدم عدد من المثقفين والأدباء والأكاديميين أبحاثهم خلال الجلسة الأولى التي شارك فيها الشاعر حجاب الحازمي ببحث حول "الشاعر إبراهيم مفتاح المبدع والمثقف الشامل" سلط من خلالها الضوء على إبداع صديقه شعراً وتأليفاً، معرفاً بالشاعر ومستعرضا لمسيرته ودواوينه ومؤلفاته العلمية والأدبية، كما قدم الدكتور عزت جاد مقاربة سيميائية حول شعر إبراهيم مفتاح من خلال لمحات استشف منها دلالات واسعة لبعض الدلالات التي رآها ظاهرة في ديوان رائحة التراب، وتطرق الدكتور محمد داؤد إلى الحديث عن "العبارة، بنيتها ووظيفتها في شعر إبراهيم مفتاح"، أما الدكتور أحمد بسيوني فتحدث عن "تجليات المكان وانعكاسها على الذات المبدعة، إبراهيم مفتاح أنموذجاً" مجسداً تفاعل الشاعر مع المشهد المكاني باعتباره أحد مفاتيح شعره، وشهدت الجلسة العديد من المداخلات من الجهور تحدث من خلالها الدكتور عبدالله حامد، والدكتور حسن النعمي، والشاعر إبراهيم صعابي، وغيرهم. ودارت الجلسة الثانية حول عدد من الموضوعات حيث أشار الشاعر حسين سهيل إلى "محطات مضيئة في حياة الشاعر إبراهيم مفتاح"، فيما تطرق الدكتور فايز الذنيبات إلى الحديث عن "مصادر التشكل الشعري في شعر مفتاح" وتفسير الظواهر الأسلوبية البارزة في شعره وبحث في علل حضورها ومصادر الصورة عنده، كما قدم الدكتور محمد المبارك بحثاً حول "بناء الجملة من حيث التقديم والتأخير في شعر إبراهيم مفتاح" بوصفها ظاهرة مبثوثة في كثير من تعابيره ومقاطعه وجمله وهي ظاهرة تماهت مع مفردات الشاعر وألفاظه، وناقش الدكتور وليد مقبل موضوع "السكتة في إنشاد الشعر دراسة نحوية دلالية في شعر إبراهيم مفتاح" مسلطا الضوء على إحدى خصائص الإنشاد الشعري وهي السكتة متلمساً أثرها في شعر مفتاح، واختتمت الجلسة بعدد من المداخلات لكل من: الدكتور أحمد التيهاني، والكاتب إبراهيم طالع الألمعي، والدكتور محمد حبيبي، وغيرهم. 7