اجتمع قادة الدول الكبرى في العالم اليوم السبت (15نوفمبر/تشرين الثاني) في إطار أشغال قمة مجموعة العشرين، التي تستضيفها مدينة بريسيبان الأسترالية. وأمام اشتداد التوتر الدبلوماسي بين روسيا والغرب، حاول رئيس الوزراء الأسترالي توني ابوت تلطيف الأجواء بمطالبته رؤساء الدول والحكومات مخاطبة بعضهم البعض بأسمائهم الأولى وب"التحدث من القلب"، لإضفاء أجواء ودية على اجتماع القادة الذي تسممه أصلا الأزمة الأوكرانية. ولكن طلب ابوت لم يخفف من حدة الاحتقان، بسبب اشتداد الخلاف بين روسيا والغرب، وأجج ابوت بنفسه هذا الخلاف بتوجيهه انتقادات حادة لروسيا أمس الجمعة، متهما الرئيس فلاديمير بوتين بأنه يريد "إعادة المجد الضائع لروسيا القيصرية والاتحاد السوفيتي". وكان بوتين جالسا في القاعة بين ممثلي كوريا الجنوبية والسعودية، أما ابوت فقد جلس إلى يمينه الرئيس الأميركي باراك اوباما وإلى يساره وزير الاقتصاد الأرجنتيني أكسيل كيسيلوف. وجلس الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي. وعلى هامش قمة العشرين، انعقدت أيضا قمة أوروبية أمريكية، بين الرئيس باراك أوباما ونظرائه الأوروبيين لبحث الأزمة الأوكرانية، حسبما أعلن هيرمان فان رومبوي رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي المنتهية ولايته. وأضاف فان رومبوي أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يعتزمون عقد لقاء بعد غد الاثنين في بروكسل للتشاور حول الخطوات اللاحقة التي تتضمن فرض عقوبات جديدة. وطالب فان رومبوي روسيا باستغلال نفوذها كاملا للتأثير على الانفصاليين الموالين لها بهدف إدخال خطة السلام حيز التنفيذ والقيام بكل ما يلزم لمنع وصول أسلحة أو مقاتلين من أراضيها إلى أوكرانيا. في غضون ذلك، وجه الرئيس الأمريكي أوباما صباح السبت انتقادات حادة لروسيا، تزامنا مع ما بثه التلفزيون الرسمي الروسي عن صور قمر اصطناعي قال عنها، إنها لطائرة مقاتلة من طراز "ميغ 29" تحلق بالقرب من طائرة الركاب التابعة للخطوط الجوية الماليزية التي أدى سقوطها في يوليو/تموز الماضي إلى الإضرار بالعلاقات بين روسيا والغرب. ووصف أوباما "العدوان الروسي" في أوكرانيا بأنه "تهديد للعالم"، مستندا على "سقوط" طائرة الخطوط الجوية الماليزية رحلة رقم (إم.إتش 17) فوق شرق أوكرانيا. ونقل التلفزيون الرسمي الروسي عن ايفان اندرييفسكي، نائب رئيس نقابة المهندسين الروسية، قوله إنه من المفترض أن تكون الصور قد جاءت من قمر تجسس اصطناعي بريطاني أو أمريكي. ووصف التقرير التلفزي المعلومات التي جرى الكشف عنها بأنها "نبأ مثير" تم بثه قبل وقت قصير من بدء قمة مجموعة العشرين. من جانبها قللت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من الآمال المعقودة على لقائها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوصل إلى حل للصراع بشرق أوكرانيا، مصرحة: "لا أعد نفسي بتغييرات نوعية مفاجئة". وأضافت ميركل: "صحيح أن الموقف ليس مرضيا" لكن المحادثات مع الرئيس الروسي ستفيد في تكوين انطباع عن كيفية تقدير بوتين للوضع الراهن. 1