حذر خبراء الطيران من استمرار اغلاق كبرى مطارات أوروبا مع تحرك سحابة الرماد البركاني الاتية من أيسلندا جنوبا وشرقا عبر القارة الاوروبية. وقد تقطعت السبل بملايين الركاب في أوروبا بعد الغاء نحو 16 الف رحلة جوية يوم الجمعة. وكانت بريطانيا وايرلندا قد أعادتا فرض الحظر الجوي وحذرتا من " ازدياد سوء" الاحوال الجوية خلال اليوم السبت. يذكر أن خسائر شركات الطيران تبلغ حوالي 130 مليون استرليني ( 200 مليون دولار) يوميا في اطار تعليق الرحلات الجوية غير المسبوق في تاريخ الطيران المدني. وتقول هيئة مراقبة الملاحة الجوية في بريطانيا " التوقعات الحالية تشير الى تفاقم الوضع خلال يوم السبت". وكانت بريطانيا قد مددت الحظر على الرحلات المدنية حتى الواحدة صباح الاحد بالتوقيت المحلي ( منتصف الليل بتوقيت جرينتش). وأشارت المنظمة الدولية لأمن الملاحة الجوية في أوروبا يوروكنترول والتي تضم 38 دولة الى تحرك سحب الرماد البركاني باتجاه الشرق والجنوب الشرقي وحذرت من " حدوث ارتباك كبير" في حركة الطيران. وكانت العديد من الدول وشركات الطيران قد أوقفت رحلاتها الجوية وسط مخاوف من أن يتسبب الرماد، وهو مزيج من جزيئات الزجاج، والرمال، والصخور، في تعطيل محركات الطائرات. يذكر أن حوالي ثلثي الرحلات اليومية البالغ عددها 28 الفا في المنطقة المتأثرة بالسحب البركانية قد الغيت يوم الجمعة بينما تم وقف نصف الرحلات المعتادة بين أوروبا وأمريكا الشمالية. وكانت حالة من الارتباك والفوضى قد أثرت على مئات الالاف من المسافرين منذ ثورة بركان أيسلندا يوم الاربعاء وهي المرة الثانية التي يثور فيها البركان خلال شهر. ويقول تومي جودمندسن، عالم الجيولوجيا بجامعة أيسلندا إن نشاط البركان تزياد مما أدى الى ارتفاع سحابة من الرماد البركاني على ارتفاع 8.5 كيلومترا في الهواء. وأضاف جودمندسن في حديث لوكالة أسوشيتدبرس إن العلماء سيتمكنون من التحليق فوق البركان للمرة الاولى لتقييم كمية الجليد التي ذابت وذلك بعد انقشاع الرياح. وقد أثر الحظر الجوي على كبرى المطارات الاوروبية من بينها هيثرو وفرانكفورت وشارل دو جول. ومن جانبها أعلنت ألمانيا اغلاق جميع مطاراتها الجوية البالغ عددها 16 مطارا يوم السبت كما ألغت خطوط الطيران الالمانية لوفتهانزا جميع رحلاتها الجوية حتى الثامنة مساءا بالتوقيت المحلي ( 1800 بتوقيت جرينتش). حظر الطيران أحدث حالة من الارتباك في مطارات أوروبا وقال متحدث باسم لوفتهانزا " لم نشهد وضعا كهذا من قبل" . وقد تدفق المسافرون في شمال أوروبا على محطات القطارات والبواخر والعربات. وتقول شركة القطار الاوروبي السريع اليوروستار إنها لم تشهد هذا العدد من الركاب في يوم واحد من قبل مشيرة الى أن جميع الرحلات محجوزة بالكامل حتى يوم الاثنين. على صعيد آخر فان الحظر الجوي قد يمنع بعض زعماء العالم من حضور جنازة الرئيس البولندي ليخ كاتشنسكس المقرر اقامتها يوم الاحد. وكانت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل قد اضطرت الى الهبوط في البرتغال في رحلة عودتها قادمة من الولاياتالمتحدة بينما تسبب الحظر الجوي في الغاء أولى رحلات الخطوط الجوية العراقية من العاصمة العراقية بغداد الى بريطانيا. يذكر أن حالة الارتباك الجوي قد امتدت الى القارة الاسيوية حيث ألغيت عشرات الرحلات الاروروبية من أستراليا والهند والصين واليابان وسنغافورة. على صعيد آخر قال مسؤولو الصحة في بريطانيا إن تأثير الرماد البركاني على الاشخاص الذين يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي " سيكون قصير الاجل في أغلب الظن". وكان آخر ثوران لبركان أيسلندا قد وقع في 20 مارس/ آذار. وقد سبق أن اندلع البركان تحت الجليد في عام 1821 واستمر لمدة عامين. وتقع أيسلندا على مرتفع وسط المحيط الأطلسي، وهي منطقة حدودية بين أمريكا الشمالية وأوروبا.