اجهضت روسياوالصين باستخدامها " الفيتو " للمرة الثالثة بالشأن السوري ، وهذه المرة كان الفيتو الروسي الصيني ضد مشروع قرار تم التصويت عليه بمجلس الأمن مساء اليوم منع إحالة مجرمي الحرب من مسؤولي نظام بشار الأسد لانتهاكهم الاتفاقيات الدولية وااستخدام قوات النظام أسلحة محرمة دوليا كالأسلحة الكيماوية والقنابل العنقودية ، وانتهاك كرامة الانسان من اغتصاب نساء وأطفال في المعتقلات والسجون وممارسة أقسى أنواع التعذيب التي عرفتها البشرية . ومن نافلة القول أن يتشكل الرأي العام العربي والدولي من المنصفين ، أن تنتفي صفة الأمن عن المجلس ليحمل اسم مجلس " الظلم "، فلا مكان فيه للضعفاء ، هذا هو واقع الخمسة الكبار ، وخاصة الولاياتالمتحدة الأميركية وروسيا ، التي ورثت مقعد " الاتحاد السوفيتي سابقا " بعد تفكيكه بعهد غورباتشوف . المتحكمين بمصير الأمم والابقاء على هدر الدماء واستنزاف القدرات وتهديم المدن وترميل النساء ويتم أطفال ، وتعذيب مناضلين ضد أنظمة قمعية كنظام بشار الأسد الفاشي . فروسياوالصين تحمى النظام السوري من أي عقوبات أو إحالات لمحكمة الجنايات الدولية , واميركا حمت و تحمي إسرائيل من أي عقوبات وإحالات لمحاكم دولية وعقوبات إقتصادية صدرت ضد إيران لم تنفذ على أرض الواقع بل تصدر نفطها لسوريا وللصين ودول أخرى ، رغما عن مجلس الأمن ، وسابقا صدرت لها أميركا واسرائيل اسلحة رغم حضر التسليح لإيران ومن أميركا خاصة جراء احتجاز بعثتها الديبلوماسية في طهران ، فيما سمي بإيران جيبت . ويشير واقع قرارات مجلس الأمن بالمحاصصة وتبادل المواقف والأدوار كل طرف يكيد لمصالح الاخر ويستثمر ذلك الانتصار التاريخي التي جاء بعد هزيمة هتلر ولتعطيا دلالة أكيدة ألا أمل تعلقه الشعوب المقهورة على مجلس أمن تم إنشاؤه لحفظ الأمن والسلم الدوليين ، وبرأيي أن مشرع قانون تاسيسه فات عليه أن يضيف لحماية أمن وسلم الأنظمة المقربة والحليفة من الأعضاء الخمسة الدائمين ، ولا مكان للشعوب القهورة والمظلومة من جهات استعمارية كإسرئيل المحمية أميركيا ، أو أنطمة دكتاتورية تفتك بشعوبها كنظام بشار الأسد ونظام كوريا الشمالية المحميين روسيا ، وصينياً. جدير بالذكر أنه منذ تأسيس الأممالمتحدة عام 1945، استخدم الاتحاد السوفيتي وروسيا حق الفيتو (النقض) 124 مرة،بما فيها قرار اليوم , والولاياتالمتحدة 76 مرة وبريطانيا 32 مرة وفرنسا 18 مرة، بينما استخدمته الصين 8 مرات بمافيها قرار اليوم . كان استخدام الاتحاد السوفيتي( روسيا ) حاليا ، لحق الفيتو واسعا جدا في الفترة بين عامي 1957 و1985، إلى درجة أن وزير الخارجية، أندريه غروميكو، أصبح يعرف ب "السيد نيت"، أو "السيد لا". فخلال السنوات العشر الأوائل من عمر المنظمة الدولية، استخدم الاتحاد السوفيتي حق الفيتو 79 مرة، في الفترة نفسها، استخدمت الصين الحق نفسه مرة واحدة، وفرنسا مرة واحدة، والدول الأخرى لم تستخدمه حتى الآن. إلا أن الاتحاد السوفيتي بدا يستخدم هذا الحق اقل فأقل في الفترات اللاحقة. ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991، فإن روسيا لم تلجأ إلى حق الفيتو إلا اربع مرات، الأولى لمنع قرار ينتقد قوات صرب البوسنة، لعدم سماحها للمفوض الأعلى للاجئين بزيارة بيهاك في البوسنة، ومرة ثانية لعرقلة صدور قرار حول تمويل نشاطا الأممالمتحدة في قبرص, والثالثة والرابعة من اجل منع تمرير قرار يتعلق بإدانة الجرائم التي يرتكبها النظام السوري الثورة السورية. وفي الفترة بين عام 1946 و1971، استخدمت الصين حق الفيتو لإعاقة عضوية منغوليا في الأممالمتحدة. وقد استخدمت الصين حق الفيتو مرتين عام 1972، الأولى لإعاقة عضوية بنغلادش، ومرة أخرى مع الاتحاد السوفيتي حول الوضع في الشرق الأوسط. كما استخدم حق الفيتو عام 1999 لأعاقة تمديد تفويض قوات الأممالمتحدة الوقائية في مقدونيا وفي عام 1997 لإعاقة إرسال 155 مراقبا من مراقبي الأممالمتحدة إلى غواتيمالا واستخدمته أيضاً لمرتين من اجل إعاقة تمرير قرارين يتعلق بإدانة الجرائم التي يرتكبها النظام السوري إثر الثورة السورية. والجدير بالذكر ان حق النقض استخدم ضد قرارين في سوريا, قد تم استخدامه من قبل روسياوالصين سوية في كل قرار. واستخدم اليوم للمرة الثالثة لصالح دولة عربية - سوريا - ضد مشروع قرار يحيل مسؤولين سوريين لمحكمة الجنايات الدولية وبرأيي أن القرار السعودي الصارم برفض مقعدها غير الدائم بمجلس الأمن كان معبرا عن حقيقة أنها لا يمكن أن تشارك في مجلس بمقعد هامشي بمجلس يصدر عنه قرارات للتكريس الظلم ولا تحقق العدل . فهل حان الوقت ل (51) دولة عربية وإسلامية للتفكير جديا بأن تتخذ قرارا تاريخيا مؤاده بأن تطالب بمنح كل عام دولة أو دولتين من دولها مقعدا دائما بمجلس الأمن أو تمتنع جميعها عن قبول عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن ما دام الفيتو سيفا مسلطا على رؤوس الشعوب المقهورة ، أو أن يخضع ابقاء العضوية الدائمة واسباغ الشرعية على استخدام حق الفيتو المحصور بخمس دول للتصويت علىه بالجمعية العامة للأمم المتحدة ليكتسب شرعية دولية من ثلي أعضاء الجمعية العامة التي تمثل العالم بأجمعه حتى يتحمل العالم كله مسؤولية بقائه أو إلغائه .