عاتبت صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز وزارة الثقافة والاعلام على التقصير الذي رأته في حفل احتفال الوزارة بمناسبة مرور خمسين عاماً على انطلاق البث التلفزيوني الإذاعي وعدم الإشارة إلى جهود المغفور له بإذن الله الملك سعود ودوره الهام في اطلاق بث الاذاعة والتلفزيون وقالت الأميرة فهدة بنت سعود في بيان صحفي : بكل عتب وأسى ، كان يتوجب على وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة ، أن يدرس تاريخ وأرشيف وزارته جيداً قبل أن يخرج أعمال وزارته وكأنها نبعت من مجهودات خاصة فقط ، إن من ضمن القواعد الإعلامية والتي تعد دستوراً في الإعلام السعودي والعربي هو عدم التطرق للشكر بقدر الإمكان لكي لا تخون الذاكرة الإعلامية أربابها في من يستحقون الشكر والثناء ، ونحن ولله الحمد في وطننا الأم نقدر جيداً الدور الذي تقوم به الوزارة والإعلاميون ، ولكن ليس على حساب النكران ، وكان من باب أولى أن يذكر جهود الملك سعود غفر الله له ، والذي كان أول من فكر في إقامة محطة للإذاعة في المملكة العربية السعودية عام 1368ه/1949م حين كان ولي العهد آنذاك إذ عرض الأمر على والده الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه فوافق على الفكرة وفي 23 رمضان 1368ه الموافق 18 يوليو 1949م أصدر الملك عبدالعزيز مرسوماً ملكياً بتأسيس الإذاعة ، وفي 17 جمادى الآخرة عام 1374ه الموافق 10 فبراير 1955م أصدر الملك سعود مرسوماً ملكياً برقم 7/3/16/1007 كان ولا زال بمثابة المرسوم التأسيسي للإذاعة ، وكان اهتمام جلالته رحمه الله بوسائل الإعلام قد بلغ حدا لا نظير له ، خصوصا أنه في مجتمع محافظ جدا لم يألف التلفزيون ، ويعد غالبية ما يظهر على الشاشة من المحرمات حيث أن منهم من كان يرفض وجود السيارات والتلفزيون ، لكن الملك سعود وقف تجاه تلك العقبات وذللها وأمر جلالته بتطوير برامج الإذاعة ، فزاد قوة الإرسال لتتمكن من أداء رسالتها وانطلق صوت المملكة إلى الشرق الأوسط كله ، وكانت مقيدة بمبادئ الفضيلة والأخلاق ودعوتها إلى الحق والعدالة ، وبموافقة جلالته على إنشاء التلفزيون عرض كل ما هو صالح ومفيد من أجل تعليم الشعب وتثقيفه ثقافة جديدة من خلال اطلاعه على العالم الخارجي ، فكانت وسائل الإعلام هذه تبث الأحاديث والقرآن الكريم والمواعظ الدينية والمحاضرات التاريخية عن الإسلام والعرب ، وعزز ذلك من النهوض بالمستوى الفكري والحضاري والوجداني للمواطنين وعالج المشكلات الاجتماعية والثقافية ، ومن خلال هذه الوسيلة تم تحقيق العديد من الأهداف من خلال التثقيف والتوجيه وفوق ذلك كله العمل على ترسيخ الإيمان بالله، ولا يغيب عن الأذهان أن الإذاعة السعودية كانت قد نقلت إلى مكةالمكرمة قبل عامين من وفاة الملك عبدالعزيز، وأنها كانت تشترك مع شؤون الحج في مديرية واحدة تحت مظلة وزارة المالية، ويمكن هنا إيجاز التطورات التي شهدتها الإذاعة في عهد الملك سعود بالنقاط الآتية : صدور النظام التأسيسي للإذاعة السعودية بمرسوم ملكي (17- 6-1374ه الموافق 10-2-1955م)، الذي يقضي بإنشاء مديرية عامة مستقلة للإذاعة تتبع رئيس مجلس الوزراء وصدور مرسوم ملكي يقضي بإنشاء المديرية العامة للصحافة والنشر 26-10-1374ه الموافق 17-6- 1955م وبارتباط المديرية العامة للإذاعة بها صدور مجلة الإذاعة 1375ه الموافق 1955م ، افتتاح مرسلة إذاعية إضافية ب في جدة 1375ه الموافق 1956م وأخرى عام 1377ه - 1957م ، عودة الإذاعة من مكةالمكرمة إلى جدة 1375ه - 1956م ، إنشاء مكتبة الإذاعة بجدة 1377ه - 1957م ، افتتاح مركز تدريب إذاعي في جدة، وإيفاد متدربين فنيين إلى مصر وألمانيا 1377ه - 1957م ، ظهور إذاعة محلية (إذاعة طامي) من الرياض 1381ه - 1961م ، افتتاح إذاعة (صوت الإسلام - نداء الإسلام حالياً) بكلمة من الملك سعود 1381ه -1962م ، افتتاح أول مرسلة إذاعية في الرياض تنقل برامج الإذاعة من جدة (1382ه - 1963م)، ثم مرسلة أخرى على الإف إم في العام الذي يليه ، بدء إذاعة موجهة باللغتين الفارسية والسواحلية من جدة 1383ه - 1963م ، هذا بالإضافة إلى تشغيل إذاعة ملحقة بتلفزيون الجيش الأمريكي بقاعدة الظهران عام 1375ه (1955م) وبدء تشغيل محطة إذاعية ملحقة بتلفزيون أرامكو عام 1377ه 1958م وغير ذلك الكثير. هناك أسماء لشخصيات بارزة من المجتمع يجب أن تذكر كلما ذكر الأعلام السعودي ومنها عبدالله بلخير الأديب المعروف وجميل بن إبراهيم الحجيلان وإبراهيم العنقري ومحمد بن عبده يماني ومن عاصرهم ومن أتى من بعدهم في وزارة الثقافة والإعلام ، والذين لم يتم تكريمهم كما كنا نأمل للأسف وكان يتوجب على وزارة الثقافة والاعلام أن تجتهد أكثر في تكريمهم، هذا الجيل الذي لم يمضى ولازلنا نقطف ثمار مجهوداتهم حتى الآن ونشاهد بصمات أعمالهم في شاشة التلفزيون السعودي ، وغيرها من الأسماء الإعلامية التي واراها الإعلام خلف كواليسه وصار التحدث عنها من أسوأ كوابيسه . فمن الملاحظ أن مسيرة الأعلام في عهد جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز رحمة الله ربما تحتاج إلى مؤلفات لرصدها وتفصيلها وبحث أهم مخرجات ذلك العهد لإيضاح حقيقة كيف وصل الأعلام الحالي بعد أن وضع لبنة انطلاقته وتطويره جلالة الملك سعود رحمه الله منذ إعلان المرسوم الملكي لتأسيس الإذاعة وتطوير الأعلام في عهده ، والذي كان ذو رؤية ثاقبة جعلت الإعلام السعودي يصل إلى ماو صل إليه الآن وهذا هو تاريخ إنجازات الوطن الذي يجب أن يكتب بالخط العريض ، وكما يعلم الجميع ان الاعلام اليوم يعد السلطة الرابعة وكان أملي أن بادرت هيئة الإذاعة والتلفزيون ممثلة بمعالي وزير الاعلام الدكتور / عبدالعزيز محيي الدين خوجة بتكريم جلالته ابان احتفال الهيئة منذ أيام بمرور خمسين عاما على تأسيسها بإبراز دور جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود في بناء الأعلام بعهده في المملكة العربية السعودية فما زال هناك الكثير وحديثي كان بإيجاز لتمرير رسالة للأعلام بأنه جاء دورهم الآن بعد التطور من خلال التكنولوجيا الحديثة المتسارعة لإعطاء جلالته حقه ليس على مستوى الأعلام المرئي والمسموع فقط وإنما على مستوى الصحافة والأدب والكتاب وغيرهم ممن ينتسبون للأعلام . فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز.7