تستضيف الرياض، الاثنين المقبل، المؤتمر الدولي الرابع لوكالات الأنباء في العالم (IV-NAWC) الذي تستضيفه المملكة ممثلة في وكالة الأنباء السعودية، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. مما يؤشر إليه الخبر , والذي سبق الاعلان عنه قبل زهاء شهرين , يضع على عاتق وكالة الأنباء السعودية ثقلا كبيرا , يبدأ في تغطيتها لهذا المؤتمر ذاته , أتمنى أن نلمس ديناميكة جديدة تواكب العصر , الذي تعد فيه "الثانية" علامة فارقة في السبق ببث ورفد العالم بالأخبار . ما نلمسه حين تجري أحداثا معينة كالتي حدثت في منفوحة مؤخرا , يشرع العالم للوصول لمصدر رسمي له مصداقية ليستقي من الخبر , لا أن يتم استقاؤها عبر صور عبر الواتس آب , ومواقع التواصل الاجتماعي , ما تلبث هيئة الاذاعة والتلفيزون أن تنقل نفيا لمصدر مسؤول , فحين شاهدت برنامجا مباشرا عبر القناة الأولى بعد ظهر يوم الجمعة , فوجئت بالبرنامج يعرض صورا للشغب الذي قام به أثيوبيون مخالفين لنظام الاقامة , فيما نفى مصدر مسؤول مسؤول قبيل بث التقرير : " أن ما تم تداوله من صور وفيديوهات عن أعمال شغب منفوحة ليست صحيحية ", فلو كانت وكالة الأنباء السعودية غطت الأحداث بالصور , أو هيئة الإذاعة والتليفزيون لما كان هنالك نفيا أو شائعات . وفي ذات الواقت نؤكد مصداقية وكالة الأنباء السعودية بلا شك وحرصها على تحري نقل المعلومة والخبر الصحيح , وبعدها عن الاثارة أو التسيس في نقل الأخبار العالمية وبتبتعد عن نقل الاخبار التي تثير الحساسيات لدول صديقة أو غير صديقة , لكن هذا لا يعفيها على التركيز على الأحداث الهامة في الداخل وأن تكون المبادرة في نشر الخبر , حتى لا تشنف آذاننا دائما لنفي من مصدر مسؤول . من غير المنطقي أن تقع أحداث وأخبار بالبلد وتستقيها الصحف المحلية والاليكترونية من وكالات أنباء أجنبية , كوكالة الصحافة الفرنسية , ورويترز , وغيرها , وفي الغالب تلك الوكالات لها توجهات خاصة وأجندات مسيسة , توجه بموجبها الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي وفقا للجهات الممولة لها . وكمثال حيٍّ حين انتخبت المملكة لعضوية المجلس الدولي لحقوق الانسان التابع للأمم المتحدة , نقلت الخبر وكالة الصحافة الفرنسية , لكنها وضعت فيه نكهتها الخاصة حيث نقلت تعليقات لشخصيات حقوقية وسياسية لها توجه عكسي ابتداءً من عنوان الخبر وانتهاء بمحتواه , حيث عنونت (روسيا والصين وكوبا والسعودية أعضاء في مجلس حقوق الإنسان ) , وهذا العنوان مسيس بامتياز له نفس نظرة الغرب الذي يلمز من جهة المرأة وينافح من أجل أن تكون صورة طبق الأصل للمرأة الغربية وغير المسلمة وإلا فحقوق الانسان منتهكة , وحملت بمحتوى الخبر ما يشير الى الاستغراب أن تنتخب تلك الدول لمحلس حقوق الانسان , متناسية أن انتخابات جرت وفق تصويت أممي ولا أعتقد أن يشكك فيه أو يطعن فيه , حيث تم وفقا لما قدمته كل حكومة من حكومات تلك الدول عن التقدم في مجال حقوق الانسان , ويعتبر ذلك التوجه من الوكالة متناقضا لاحتكامها للنظام الديمقراطي المتمثل بالانتخابات التي تنفذ عبر آليتها التصويت . في حين لم نجد الخبر بوكالة الأنباء السعودية إلا بعد أن طارت الطيور بأرزاقها , وأفاجأ حين اتصفح الموقع عن خبر تم بثه من وكالات أجنبية أو مواقع إخبارية , لعلي أجد فيها ما يبدد بعض الحذر فيما يصل من وكالات أجنبية أو عبر مواقع التواصل الإجتماعي . المؤمل من خلال هذا التجمع الدولي أن تحاول وكالتنا المبجلة أن تستفيد من نظيراتها من الجانب المهني البحت ويبقى لها نكهتها المعروفة بالاتزان والواقعية . ومن المؤسف أن تتأخر ببث الأخبار الرسمية بعد وكالات أجنبية وفضائيات أجنبية , حالها كحال قنواتنا التلفيزيونية . كنت وغيري الكثير استبشرنا مع قرار استقلاليتها ومعها هيئة الاذاعة والتليفزيون كي تجسد خدمات إعلامية تواكب العصر , وأن تعطي حيزا من الأخبار التي تبثها للصحافة الإليكترونية , ومن المستهجن أن تظل تعتمد فقط على الصجافة ( الورقية ) مع أن الصحف الإليكتروية مهنية ولا تهدف للكسب المادي كما الورقية التي حالها كحال كافة الصحف الورقية بالعالم تشكل نسبة المواد الإعلامية فيها ما يقارب من 55 % و 45% للإعلانات التجارية , مما يجعلها لا تتطرق لقصور في خدمة الجهات المعلنة. كل ما نتمناه أن يؤسس هذا المؤتمر بداية انطلاقة مثابرة من وكالة الأنباء السعودية كي تجاري نظيراتها الوكالات الأخرى في سرعة مواكبة الحدث وبثه , مع أنها بشهادة الكثيرين ليست مصدر للتأجيج , ولكن حقيقة لم نجد بعد تشكيلتها الجديدة بعيد استقلالها عن وزارة الاعلام أي تطور يذكر , فلا أدري هل استقلاليتها يعني الاستمرارية على وضعها السلحفائي أم أن تنهض كي تكون لها بصمتها الخاصة .