اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني أمس الأحد باحات المسجد الأقصى وطوَّقت مبناه؛ حيث يعتكف العشرات من المصلين منذ مساء أمس ويرفضون مغادرته؛ تحسبًا لقيام مجموعات يهودية متطرفة باقتحامه. وقال شهود عيان: إن أكثر من 200 شرطي صهيوني يطوِّقون مبنى المسجد منذ فجر اليوم الأحد ويطالبون المعتكفين بمغادرته، في حين تُسمع تكبيرات من داخل المسجد تدعو المواطنين إلى التوجُّه إلى البلدة القديمة للدفاع عنه. وأضاف الشهود: إن 12 مواطنًا أصيبوا بالاختناق عندما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز على المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى المسجد الأقصى من بينهم سيدة في الأربعين من عمرها نقلت إلى عيادة مجاورة. كما شهدت عدة أحياء في البلدة القديمة مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال، فيما أعلنت قوات الاحتلال أنها اعتقلت أحد المتظاهرين الذين ألقَوا الحجارة على المغتصبين المتطرِّفين الذين تجمَّعوا أمام باب المغاربة، في محاولةٍ لاقتحام ساحات المسجد الأقصى. وكانت شرطة الاحتلال قد سمحت لأربعة من هؤلاء المتطرِّفين بدخول ساحات المسجد والتجوُّل فيها بحماية الشرطة. من جهته, استنكر فوزي برهوم المتحدث باسم حركة "حماس" اقتحام المغتصبين الصهاينة باحات المسجد الأقصى، مؤكدًا أن ذلك يأتي ضمن مخطط صهيوني خطير؛ يهدف إلى تهويد مدينة القدس وتدمير المسجد الأقصى المبارك. وأكد برهوم أن هذا المخطط "جاء ابتداءً من توسيع دائرة "الاستيطان" في داخل مدينة القدس، وتهجير الناس من بيوتهم، وسحب هوياتهم، والاقتحامات المتتالية لباحات المسجد الأقصى المبارك، وتغيير معالم المدينة المقدسة. وحذَّر من خطورة هذا المخطط الصهيوني المستمر "الذي يهدف إلى تهويد المدينة المقدسة وطمس معالم مقدساتنا الإسلامية؛ تمهيدًا لما هو أخطر، وهو فرض السيادة السياسية والأمنية اليهودية على مدينة القدس؛ من أجل الوصول إلى الهدف الذي أعلنه نتنياهو وهو يهودية الدولة، وهو أكبر خطر على حقوقنا وثوابتنا، وعلى رأسها حقنا في القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية". وأضاف: "هناك تجرؤٌ صهيونيٌّ غير مسبوق على الأقصى والقدس في ظل صمت عربي إسلامي على ما يجري الآن في باحات الأقصى المبارك؛ من اقتحام للمغتصبين وجنود الاحتلال، وتدنيسهم للمسجد الأقصى المبارك، وأيضًا ما زال هناك سلطةٌ فلسطينيةٌ تضرب بيد من حديد على يد المقاومة التي يفترض أن تكون هي الحامية لأرضنا ومقدستنا.. كل هذا جرَّأ المحتل على هذا التهويد والتدمير والاقتحامات المتعمَّدة في وضَحِ النار". وطالب بموقف جماهيري شعبي عربي وإسلامي في كل عواصم هذه الدول؛ لإيجاد حالة من الضغط الجماهيري والشعبي على صنَّاع القرار؛ كي يُنهوا هذا العدوان السافر.