هل ترغبون بالهجرة إلى المريخ؟ توجه إليكم منظمة "Mars One" هذا السؤال. وتقول إنها قد تبدأ قريبا في انتقاء متطوعين لهذا الغرض بالذات. وليس مستغربا أن المتطوعين أصبحوا يوجهون طلباتهم إلى المنظمة التي تذكرهم باحتمال عدم العودة إلى الأرض. وهناك شروط أخرى قاسية جدا. ويتعين على المرشحين امتلاك القدرة على التأقلم السريع على الظروف الجديدة، وقوة الإرادة والمعنويات العالية القابلية على الابتكار والتعاون مع الزملاء. وسيعرض مشروع استيطان المريخ تلفزيونيا ابتداء من اختيار المرشحين ومرورا بإعدادهم للرحلة الفضائية والتحليق الفضائي نفسه وانتهاء بالهبوط على سطح المريخ. وأوضح باس لانسدورب أحد مؤسسي مشروع "Mars One" سبب عدم قدرة المتطوعين على العودة إلى الأرض. وقال: "تستغرق الرحلة فترة تتراوح من 7 أشهر إلى 8 أشهر يخسر المسافر خلالها جزءا من كتلته العضلية والعظمية. ثم يهبط على المريخ حيث تعتبر قوة الجاذبية أقل بكثير بالمقارنة مع جاذبية الأرض، الأمر الذي يؤثر على صحته المتطوع ويحول دون تأقلمه على جاذبية الأرض. وسيتعرض المرشحون الفائزون إلى اختبارات رياضية ونفسية. وستستخدم في كافة مراحل المشروع تكنولوجيات مجربة بينما ستستعمل البطاريات الشمسية لتوفير الطاقة للمستوطنة في المريخ. أما الماء فسيجري استخدامه أكثر من مرة عن طريق إعادة معالجته، بالإضافة إلى استخراج الماء من جوف المريخ. وسيعمل المستوطنون على زراعة النباتات الصالحة للأكل. وسيتعين على مستوطني المريخ إنشاء منازل ليحموا أنفسهم من تأثير الإشعاعات علما أن الكوكب الأحمر لا يملك غلافا جويا تقريبا. وأعرب رائد الفضاء الأمريكي ستان لوف عن قناعته بأن الشركات الخاصة فقط بوسعها اختراع تكنولوجيات جديدة ستساعد سكان الأرض في مهمة استيطان المريخ. وقال: "إننا نحلم بذلك على مدى 50 سنة. وكانت الرحلة إلى القمر خطوة أولى نحو الوصول إلى المريخ. لكنها بينت في الوقت نفسه مدى صعوبة تلك المشكلة". ومن جانبها تعيد فيرونيكا براي، الباحثة في مختبر القمر بولاية أريزونا الأمريكية، إلى الأذهان أن الماء ينعدم في المريخ بينما يقترب الضغط الجوي من ضغط الفراغ، ويعتبر مستوى الإشعاع عاليا جدا، هذا بالإضافة إلى تقلبات درجة الحرارة، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان ويقوض نظام المناعة لدى الإنسان. ويقول منتقدو المشروع إن مهمة التمويل عن طريق عرض الواقع التلفزيوني أمر مشكوك فيه لأن من المستبعد أن يتفرج المشاهدون على مدى سنوات على ما يحدث في الفضاء. ولا يشاطرهم هذا الرأي كريس لينتوت البروفيسور من جامعة أوكسفورد الذي يقول إن العائدات من بيع حقوق بث مباريات الألعاب الأولمبية تبرهن واقعية المشروع. وأضاف أن هذا المشروع سيكون إنجازا عظيما للبشرية أجمع، مؤكدا أن سكان الأرض سيشاهدون العرض حتى بعد مرور 15 عاما.