حث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفدا من رجال الأعمال السعوديين والقطريين على عمل الخير في البلاد الإسلامية كافة، والعطف على فقراء المسلمين في تلك البلدان، وقال: «ما أطلبه منكم ليس كسب التجارة، بل كسب العطف على الفقير في أي بلد وفي أي مكان، وأنصحكم أن تزوروا البلاد الإسلامية وفيها مكتسبات وفيها أجر لكم، ولو خسرتم خسارة ضعيفة هذه لكم في الآخرة وفي الدنيا عز لكم». جاء ذلك لدى استقباله أمس في مكتبه بالديوان الملكي بقصر اليمامة رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر الشيخ خليفة بن جاسم بن حمد آل ثاني، وكبار رجال وسيدات الأعمال في دولة قطر، وصالح بن عبد الله كامل رئيس مجلس الغرف السعودية ونائبيه ورؤساء الغرف التجارية والصناعية في المملكة وذلك بمناسبة انعقاد الاجتماع الأول لمجلس الأعمال السعودي - القطري الذي ينظمه مجلس الغرف السعودية والذي يبدأ أعماله اليوم في الرياض، حيث رحب الملك عبد الله بالضيوف القطريين، وقال: «أرحب بكم باسم الشعب السعودي، وأرحب بكم إخوانا أعزّاء باسم الخليج، وأرجو لكم التوفيق والنجاح»، وأضاف: «أما إخوانكم في المملكة العربية السعودية فلله الحمد هم إخوانكم صحيح في السراء والضراء، وأتمنى لكم النجاح في مهمتكم، وأرجو لكم النجاح في أي خطوة تخطونها». من جانبه ألقى رئيس مجلس الغرف السعودية كلمة، أكد فيها اعتزازه بالمثول أمام خام الحرمين الشريفين، وقال: «أكرر الحمد لله أن وهبكم لنا زعيما وقائدا، وجعلكم فينا مليكا ووالدا، يلفنا عطفكم ويلمنا حرصكم، لنحظى المرة تلو الأخرى بلطفكم، ننهل من توجيهاتكم، ونجدد الوعد لكم بأن نظل أصدق الرجال في جندكم، وأوفى الجند لعهدكم، وأنتم بتوفيق من الله ماضون في تسطير ملحمة النهضة والتنمية والبناء من أجل رفعة الوطن والمواطن، عدلا وعطفا وعلما، وخيرا، وإحياء وحلما، أما العدل والعطف ولو كانا وحدهما كل مآثركم لكفيا، فبهما اتصفتم، ولهما أنصفتم، حتى أمسيا رديفَين لكم إن ذكرتم، وشاهدين أينما حضرتم، وكم هو رائع أن يمتزج العدل والعطف معا، تماما كما فعلتم حين أصدرتم قراركم الأبوي الحازم، حين اهتممتم بالجانب الإنساني، في كارثة سيول جدة، وأنتم تمدون يدا تكفكف دمع المتأثر، بكل حنان وتلوّحون بأخرى إنذارا بعقاب لكل مقصّر، كائنا من كان». وأضاف: «وأما العلم يا ملك العلم، فسأكتفي بعناوين مختصرة، لأن السرد والإسهاب سيطولان، والحديث عن ملك آمن بأن العلم تحصيلا وبحثا، هو الجناحان الأقويان والقادران بعون الله على الارتفاع بالأمة كل الأمة إلى قمم العلياء وذروة الارتقاء، فكانت جامعة الملك عبد الله للأبحاث، وسبقها إنشاؤكم مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، ولقد جاء تكريمكم للعالمة السعودية العالمية الدكتورة خولة الكريع ترسيخا حقيقيا لمكانة العلم والعلماء، وتأكيدا على ثقتكم المطلقة في المرأة السعودية في كل مجال. وأما الخير يا وجه الخير فقد جاء تحمله هذا العام، أضخم ميزانية في تاريخ المملكة العربية السعودية، متحديا كل الانهيارات العالمية، وحافزا فوق كل المعوقات المالية». وأوضح كامل أن في الإحياء تزداد العناوين إشراقا، وقال: «هل هناك أعظم من أن يُحيِي إمام المسلمين وخادم الحرمين الشريفين سُنّة الوقف المباركة، ذلك النهر العظيم الذي كان يجري في أرض المؤمنين نماء ورواء، فينبت الدوح ظلالا هائلة سار تحت فيئها، العامل الكادح والعالم الجليل، والدارس والباحث والعليل، وأظلت المسكين والفقير وعابر السبيل، فجزاكم الله خيرا، أن جعلتم للحرمين وقفا وجعلتم لوالديكم أسكنهما الله جنات النعيم وقفا سكنا، ولجامعة الملك عبد الله موارد وقفا، ووقفتم المليارات لصندوق الفقراء، وتشاركتم الأجر والثواب مع أخيكم أمير الكويت في وقف صندوق الأعمال الصغيرة». وأضاف صالح كامل: «وحين نذكر الكويت، نتذكر ما صنع حلمكم على أرضها من سلام ووئام، حين أطلقتم مبادرة الصلح الصادق بين زعماء العرب فكانت الخطوة الحاسمة على درب المحبة من أجل خير الأمة جمعاء». وتابع: «أما ونحن اليوم في الرياض عاصمة المجد وبيت العرب الكبير، ونحن نعيش اللحظة فرحة بهذه اللفتة الكريمة الحانية، التي أهدتنا شرف استقبالكم اليوم، لمجلس إدارة الغرف السعودية التجارية والصناعية، بمصاحبة ضيوفنا الأحبة الأعزاء في مجتمع الأعمال القطري، برئاسة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة دولة قطر الشقيقة، إنما هو شرف نعدّه تأكيدا جديدا يجسد اهتمامكم المعهود وحرصكم المشهود، على رسوخا ومتانة العلاقات السعودية القطرية، محبة لأبناء قطر، وتقديرا للصلات الأخوية المثمرة التي تربطكم بأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وفقكم الله جميعا لما فيه خير وصلاح الأمة». وقال: «مليكنا المحبوب، في دلالة ثانية لاستقبالكم لنا اليوم، يتأكد مدى اهتمامكم بمجتمع الأعمال السعودي الذي تَجلّى في تفضلكم بالتبرع السخي بتكاليف بناء مقر مجلس الغرف السعودية في الرياض، والذي أردتموه شاهقا ليبقى لائقا باعتزازنا به على أقراننا في كل الغرف التجارية عربية وإسلامية، وفي هذا دلالة أخرى على رعايتكم الدائمة للقطاع الخاص وأنشطته في كل المجالات، والتي تجلت بصورة تبعث على الفخر مع كل مرة تمنحوننا فيها فرصة التشرف بمرافقتكم السعيدة، خلال زياراتكم الكثيرة للدول الشقيقة والصديقة، وفي ذلك تكريم للقطاع الخاص الذي بفضل الله ثم فضلكم أخذ دورا في التنمية الشاملة، وأخذت المرأة السعودية فيه دورا حيث صدرت موافقتكم الكريمة لها لتسهم وتشارك في عالم الأعمال مكتسية حلل الاحترام، ومتشحة بأردية الاحتشام، كما جاء في شرع الله وهدْي رسول الله تطبيقا والتزاما، وها هي الأيام تدعم نظرتكم الثاقبة وتمدها مدا وتزيدها عمقا وبعدا، فها هو نصف المجتمع الذي كان معطلا تتشرف بالمثول أمامكم الآن نماذج منهن، عاملات مسهمات مؤمنات بالدور والمهمة، يؤدين بعزيمة وهمة ليكتمل للمجتمع النصاب، بعدما أزلتم العقبات والصعاب فنجحت التجربة في غرفة تجارة وصناعة جدة، وجاءت النتائج بفضل الله طيبة ومطمْئنة، مما حدا بغرفة المنطقة الشرقية بالبدء بفتح باب إسهام المرأة السعودية في مجلس إدارة الغرفة، شريكة للزميل في الخدمة والعطاء لهذا الوطن الجليل، الذي نسأل الله القدير أن يجعل ما تقدمونه له مجلبة للثواب والأجر الجميل». من جانبه ألقى الشيخ خليفة بن جاسم بن حمد آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر رئيس وفد أصحاب الأعمال القطري كلمة عبّر في مستهلها عن الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين لاستقباله لهم وعدّه شرفا عظيما لهم ولمجتمع الأعمال في البلدين، وقال: «يشرّفني أن أنقل إليكم صادق وخالص التحيات القلبية من أخيكم حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدّى وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد، وحكومة دولة قطر والشعب القطري، مع صادق الدعوات للمملكة العربية السعودية وشعبها باستمرار التقدم والازدهار في ظل قيادتكم الرشيدة». وعبّر الشيخ خليفة بن جاسم عن تهانيه القلبية للمملكة العربية السعودية وشعبها بسلامة وصول الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى أرض الوطن بسلامة الله وأمنه داعيا الله سبحانه وتعالى أن يمنّ عليه بموفور الصحة والعافية، وقال: «إن المملكة العربية السعودية أرض الوحي والرسالة المحمدية الخالدة بتراثها ومجدها العريق الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، وبفضل القيادة الحكيمة لأسرة آل سعود، بدءا من المؤسس الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - كانت وستظل حامي حمى الدين الإسلامي الحنيف ومركزا للإشعاع والتنوير للعالم بأسره». وأضاف المسؤول القطري: «ولسوف تظل تجربتها الاقتصادية الفريدة والمتميزة، وما حققته من تقدم وإنجازات على الأصعدة والمستويات كافة برهانا حقيقيا ودليلا راسخا على حكمة القيادة، وإمكانيات وقدرات الشعب، وإذا كنا كمجتمع رجال أعمال قطري نتابع بإعجاب وفخر بالغَين ما حققتموه من إنجازات فإننا نستشعر أن ما تَحقّق فوق هذه الأرض من إنجاز هو مجد لنا ولشعبنا القطري الذي ينتمي بجذوره وأصوله إلى هذه الأرض المباركة، كما نتطلع وبصدق إلى إقامة علاقات اقتصادية قوية ومتنامية مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية، تترجم الروابط والعلاقات التاريخية والجغرافية والأخوية وأيضا الأسرية في صورة أرقام تحقق قيمة مضافة إلى الناتج المحلي في كلا البلدين». وقال: «وإذا كان وفد أصحاب الأعمال القطري قد خرج اليوم من الدوحة مؤيَّدا بدعم ومباركة القيادة السياسية في دولة قطر، وبطموحات وآمال شعب يكنّ لأشقائه في المملكة كل الحب والتقدير فإنني لعلى ثقة أننا جمعيا ودون استثناء لنا هدف واحد وطموح مشترك هو: كيف نسهم كأصحاب أعمال في تحقيق طموحات القيادتين السياسيتين في كل من المملكة العربية السعودية ودول قطر، وكيف نقيم مشروعات استراتيجية مشتركة قوية ومتينة تدفع العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين إلى أرحب الآفاق، لتصبح العلاقات الاقتصادية أحد القواسم والروابط المشتركة بين الشعبين الشقيقين». حضر الاستقبال الأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وعبد الله بن أحمد زينل وزير التجارة والصناعة، والسفير أحمد بن علي القحطاني سفير السعودية لدى دولة قطر. إلى ذلك، استقبل خادم الحرمين الشريفين أمس في قصر اليمامة، الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي يرافقه أعضاء مجلس إدارة الهيئة وعدد من منسوبيها. وأعرب الأمير فيصل بن عبد الله عن شكره وتقديره وجميع العاملين في الهيئة لخادم الحرمين الشريفين على استقباله لهم وعلى ما تجده الهيئة من اهتمام وتوجيهات ودعم من قِبله. واستمع الملك إلى شرح وافٍ عن نشاطات الهيئة الإنسانية التي تقوم بها داخل المملكة وخارجها وخصوصا نشاطاتها الإغاثية في إقليم دارفور بجمهورية السودان، فيما استمع الجميع خلال الاستقبال إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين تجاه نشاطات الهيئة، وأثنى الملك عبد الله على الجهود التي تقوم بها الهيئة متمنيا لها وللعاملين فيها النجاح والتوفيق في جميع الأعمال التي يقومون بها. وقد التُقطت الصور التذكارية مع خادم الحرمين الشريفين بهذه المناسبة، كما تسلم هدية تذكارية من رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي وصورة للطائرات العمودية التي تم تزويد الهلال الأحمر السعودي بها أخيرا. حضر الاستقبال الأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين.