حث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عند استقباله في الرياض أمس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني وكبار رجال وسيدات الأعمال القطريين ورئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل ونائبيه ورؤساء الغرف في المملكة، على عمل الخير. وقال الملك مخاطبا الجميع: «ما أطلبه منكم ليس الكسب، كسب التجارة، بل الكسب كسب العطف على الفقير في أي بلد وفي أي مكان، وأنصحكم أن تزوروا البلاد الإسلامية وفيها مكتسبات وفيها أجر لكم ولو خسرتم الخسارة الضعيفة هذه لكم في الآخرة وفي الدنيا عز لكم وأرجو لكم التوفيق وشكراً لكم دائماً وأبداً وإلى اللقاء». ورحب خادم الحرمين الشريفين بالضيوف قائلا: «أرحب بكم باسم الشعب السعودي، وأرحب بكم كإخوان أعزاء باسم الخليج، وأرجو لكم التوفيق والنجاح، أما إخوانكم في المملكة العربية السعودية فلله الحمد هم إخوانكم صحيح في السراء والضراء، وأتمنى لكم النجاح في مهمتكم، وأرجو لكم النجاح في أي خطوة تخطونها». وألقى رئيس مجلس الغرف السعودية صالح بن عبدالله كامل كلمة قال فيها: «خادم الحرمين الشريفين .. عاهل البلاد .. وحبيب العباد .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد .. يملي علي اعتزازي بشرف المثول بين يديكم وفي بلاط مقامكم السامي الكريم .. أن أكرر الحمد لله أن وهبكم لنا زعيماً وقائداً .. وجعلكم فينا مليكاً ووالداً .. يلفنا عطفكم ويلمنا حرصكم .. لنحظى المرة تلو الأخرى بلطفكم». وجدد كامل الوفاء قائلا: «نجدد الوعد لكم بأن نظل أصدق الرجال في جندكم .. وأوفى الجند لعهدكم .. وأنتم بتوفيق من الله ماضون في تسطير ملحمة النهضة والتنمية والبناء .. من أجل رفعة الوطن والمواطن .. عدلا وعطفاً وعلماً .. وخيراً وإحياء وحلماً أما العدل والعطف .. ولو كانا وحدهما كل مآثركم لكفيا .. فبهما اتصفتم .. ولهما أنصفتم». ووصف رئيس مجلس الغرف الملك بقوله: «كم هو رائع أن يمتزج العدل والعطف معاً .. تماماً كما فعلتم حين أصدرتم قراركم الأبوي الحازم .. حين اهتممتم بالجانب الإنساني في كارثة سيول جدة، وأنتم تمدون يداً تكفكف دمع المتأثر بكل حنان وتلوحون بأخرى إنذاراً بعقاب لكل مقصر كائناً من كان». وتطرق كامل للقطاع التعليمي قائلا: «أما العلم يا ملك العلم فسأكتفي بعناوين مختصرة لأن السرد والإسهاب سيطولان والحديث عن ملك آمن بأن العلم تحصيلا وبحثاً هما الجناحان الأقوى والقادران بعون الله على الارتفاع بالأمة، كل الأمة إلى قمم العلياء وذروة الارتقاء .. فكانت جامعة الملك عبدالله للأبحاث وسبقها إنشاؤكم لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين». واستطرد رئيس مجلس الغرف بقوله: «أما الخير يا وجه الخير فقد جاء تحمله هذا العام أضخم ميزانية في تاريخ المملكة العربية السعودية، متحدياً كل الانهيارات العالمية وحافزاً فوق كل المعوقات المالية». وأوضح كامل أن في الإحياء تزداد العناوين إشراقا، قائلا: «هل هناك أعظم من أن يحيي إمام المسلمين وخادم الحرمين الشريفين .. سنة الوقف المباركة ذلك النهر العظيم الذي كان يجري في أرض المؤمنين .. نماء ورواء . . فينبت الدوح ظلالا هائلة سار تحت فيئها .. العامل الكادح والعالم الجليل .. والدارس والباحث والعليل .. وأظلت المسكين والفقير وعابر السبيل». وبين رئيس مجلس الغرف «وحين نذكر الكويت .. نتذكر ما صنع حلمكم على أرضها من سلام ووئام، حين أطلقتم بادرة الصلح الصادق بين زعماء العرب فكانت الخطوة الحاسمة على درب المحبة من أجل خير الأمة جمعاء». وتابع كامل يقول: «أما ونحن اليوم في الرياض عاصمة المجد وبيت العرب الكبير، ونحن نعيش اللحظة فرحة بهذه اللفتة الكريمة الحانية التي أهدتنا شرف استقبالكم اليوم، بمصاحبة ضيوفنا الأحبة الأعزاء في مجتمع الأعمال القطري إنما هو شرف نعده تأكيداً جديداً يجسد اهتمامكم المعهود وحرصكم المشهود على رساخة ومتانة العلاقات السعودية القطرية .. محبة لأبناء قطر .. وتقديراً للصلات الأخوية المثمرة التي تربطكم بسمو أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وقال رئيس مجلس الغرف: «مليكنا المحبوب في دلالة ثانية لاستقبالكم لنا اليوم .. يتأكد مدى اهتمامكم أطال الله عمركم بمجتمع الأعمال السعودي والذي تجلى في تفضلكم بالتبرع السخي بتكاليف بناء مقر مجلس الغرف السعودية في الرياض، والذي أردتموه شاهقاً ليبقى لائقاً باعتزازنا به على أقراننا.. وأخذت المرأة السعودية فيه دوراً . . حيث صدرت موافقتكم الكريمة لها لتسهم وتشارك في عالم الأعمال .. مكتسية حلل الاحترام .. ومتشحة بأردية الاحتشام .. كما جاء في شرع الله وهدي رسول الله .. تطبيقاً والتزاماً». بدوره، ألقى الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر رئيس وفد أصحاب الأعمال القطري كلمة عبر في مستهلها عن الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين لاستقباله لهم وعده شرفاً عظيماً لهم ولمجتمع الأعمال في البلدين. وقال آل ثاني: «كما يشرفني أن أنقل لكم صادق وخالص التحيات القلبية .. من أخيكم حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد .. وحكومة دولة قطر والشعب القطري، مع صادق الدعوات للمملكة العربية السعودية وشعبها باستمرار التقدم والازدهار في ظل قيادتكم الرشيدة». وعبر رئيس غرفة قطر عن تهانيه القلبية للمملكة وشعبها بسلامة وصول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى أرض الوطن بسلامة الله وأمنه داعياً الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه بموفور الصحة والعافية. ووصف آل ثاني المملكة بقوله: «المملكة العربية السعودية أرض الوحي والرسالة المحمدية الخالدة بتراثها ومجدها العريق الضارب بجذوره في أعماق التاريخ .. وبفضل القيادة الحكيمة لأسرة آل سعود بدءا من المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه كانت وستظل حامي حمى الدين الإسلامي الحنيف ومركزاً للإشعاع والتنوير للعالم بأسره». وأردف آل ثاني قائلا: «إذا كنا كمجتمع رجال أعمال قطري نتابع بإعجاب وفخر بالغين ما حققتموه من إنجازات فإننا نستشعر بأن ما تحقق فوق هذه الأرض من إنجاز هو مجد لنا ولشعبنا القطري الذي ينتمي بجذوره وأصوله إلى هذه الأرض المباركة .. كما نتطلع وبصدق إلى إقامة علاقات اقتصادية قوية ومتنامية مع أشقائنا في المملكة تترجم الروابط والعلاقات التاريخية والجغرافية والأخوية وأيضاً الأسرية». حضر اللقاء، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالاله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين. وتضمن الحضور، صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وزير التجارة والصناعة عبدالله بن أحمد زينل، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى قطر أحمد بن علي القحطاني. وفي شأن منفصل، التقى خادم الحرمين الشريفين في مكتبه بالديوان الملكي في قصر اليمامة أمس، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي يرافقه أعضاء مجلس إدارة الهيئة وعدد من منسوبيها. وأعرب الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز عن شكره وتقديره وجميع العاملين في الهيئة لخادم الحرمين الشريفين على استقبالهم وعلى ما تجده الهيئة من اهتمام وتوجيهات ودعم من قبله. واستمع الملك إلى شرح واف عن نشاطات الهيئة الإنسانية داخل المملكة وخارجها، خصوصاً نشاطاتها الإغاثية في إقليم دارفور السوداني، فيما استمع الجميع إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين السديدة تجاه نشاطات الهيئة. وأثنى خادم الحرمين الشريفين على جهود الهيئة، متمنياً لها وللعاملين فيها النجاح والتوفيق في جميع الأعمال التي يقومون بها. إلى ذلك، التقطت الصور التذكارية مع خادم الحرمين الشريفين بهذه المناسبة، وتسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية من رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي وصورة للطائرات العمودية التي تم تزويد الهيئة بها أخيرا. حضر اللقاء، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالاله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين. من جهة أخرى بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رسالة خطية لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين وسبل تعزيز مسيرة التعاون بينهما في المجالات كافة بما يخدم مصالحهما المشتركة، متناولة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وسلم الرسالة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان عند استقبال أمير الكويت له أمس، بحضور وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح.