الجمعية السعودية لطب الألم تستضيف حملة "تعرف على ألمك وتغلب عليه " للتوعية بالمرض ضمن إطار فعاليات حملة "تعرف على ألمك وتغلب عليه " للتوعية بمضاعفات مرض السكري وعلاجها استضافت الجمعية السعودية لطب الألم ورشة عمل للإعلاميين تم من خلالها إلقاء الضوء على آلام اعتلال الأعصاب كواحدة من أكثر المشاكل الطبية انتشاراً بين مرضى السكري، حيث قام الدكتور عبدالله محمد كعكي، رئيس مجلس ادارة الجمعية السعودية لطب الألم، رئيس قسم التخدير والعناية المركزة بكلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز ومدير غرف العمليات واستشاري التخدير وعلاج الألم، بتقديم محاضرة قيمة حول آلام اعتلال الأعصاب لدى مرضى السكري والذي يعرف بأنه شكل من أشكال اعتلال الأعصاب الناتج عن سوء السيطرة على مستويات السكر في الدم، حيث أكدت دراسة حديثة أن أكثر من 65,3% من الأشخاص المصابين بداء السكري في المملكة العربية السعودية والذي تصل نسبتهم إلى أكثر من 28% يعانون من هذه المشكلة المؤرقة في مرحلة معينة من مراحل حياتهم وعادة لا يتم تشخيص المرض في الوقت المناسب، وتعتبر هذه النسبه مرتفعة نوعاً ما بالمقارنة مع الدول الغربية خصوصاً، كما بينت الدراسة أيضاً أن معدل انتشار آلام الأعصاب لدى الذين يعانون من آلام الظهر المزمنة في الشرق الأوسط تصل إلى 55٪ مقارنة مع الدول الغربية التي تتراوح فيها ما بين 25-37٪. وقدم الدكتور كعكي شرحاً علمياً مبسطاً للسبب وراء حدوث هذه الآلام وهو نتيجة تأثر خلايا الأعصاب عندما يصل السكر في الدم إلى مستويات عالية، حيث ترسل الأعصاب التالفة - التي تصبح مثارة - إشارات متلاحقة إلى المخ والنخاع الشوكي، مسببة الشعور بآلام مبرحة، مؤكدأً أن هذه الحالة لها تأثير سلبي كبير في حياة المريض الذي يصعب عليه ممارسة أبسط الانشطة اليومية مثل التنقل والحركة والعمل وغيرها من الانشطة الاجتماعية. وعن أبرز التحديات الحالية التي تزيد من صعوبة هذه المشكلة قال الدكتور كعكي أن وصف وتحديد نوعية الألم بشكل خاطئ، و الذي غالباً ما يعتقد أنه آلام جسدية عادية، ينتج عنه التشخيص الخاطئ للحالة أو عدم تشخيصها بداية و ذلك نتيجة التوجه لغير المتخصصين طلبا للعلاج. لذلك تستمر معاناة المريض دون أن يتم التعامل مع المشكلة بشكل سليم، وأضاف الدكتور الكعكي أن طبيعة هذه الآلام تختلف اختلافاً كلياً عن أي آلام أخرى نظراً لكونها ناشئة عن اختلال وتلف في وظائف الأعصاب وبالتالي لا تفيد معها مسكنات الآلام العادية ولا مضادات الالتهاب من أدوية الروماتيزم و غيرها، بل يجب وصف الأدوية المتخصصة من قبل الأخصائي المشرف على علاج المريض، ووفقاً لإحصائيات الجمعية الأمريكية للسكري فإن 25% من مرضى آلام اعتلال الأعصاب فقط هم الذين يتم تشخيص حالاتهم، وأن 56% منهم لا يعلمون بإصابتهم باعتلال الأعصاب الناتج عن السكري، وأن المرضى الذين يعانون من هذه المشكلة يعانون أيضا من مجموعة أعراض متزامنة مثل صعوبة النوم، والقلق وغيرها . وحذر الدكتور كعكي من الأعباء المالية التي يمكن أن تنجم عن التأخر في تشخيص وعلاج هذا المرض والذي تتمثل أهم أعراضه في الإحساس بتنمل اليدين والقدمين والشعور بألم كالصعق الكهربائي وأخرى كوخز الإبر والحرقان مع ملاحظة أن هذه الآلام تزداد عند ملامسة الجلد للملابس أو حتى غطاء النوم، مشيراً إلى أن مجموع تكاليف الرعاية الصحية لعلاج مرضى السكري الذين يعانون من آلام اعتلال الأعصاب قد تصل إلى ثلاثة أضعاف تكاليف علاج مرضى السكري الذين لا يعانون من هذه الآلام. وقدم رئيس الجمعية السعودية لطب الألم تصور واضح حول كيفية التعامل مع هذه المشكلة الصحية موضحاً أن المحافل الطبية العالمية وعلى رأسها الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، وجمعية الألم الكندية، والاتحاد الأوروبي لجمعيات الأعصاب، والرابطة الدولية لدراسة الألم، وغيرها، أوصت كافة الأطباء باستخدام عقار "بريجبالين" كخط أول فعال في علاج آلام اعتلال الأعصاب و أمثاله من العقاقير المؤثرة على الأعصاب. وفي الختام خرجت ورشة العمل بعدد من التوصيات من أبرزها أهمية العمل على رفع معدلات التشخيص الصحيح باستخدام الطرق التشخيصية الصحيحة المعتمدة طبياً، ولعل أهمها استبيان المسح التشخيصي المعروف باسم "DN4“ والتي سهلت على الأطباء عملية التشخيص وساعدتهم في التشخيص الدقيق، كما ركزت على دور الإعلام في رفع مستويات الوعي لدى المرضى والعامة حول طبيعة وأسباب آلام اعتلال الأعصاب. 1