حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس الغرب من اتخاذ اجراء منفرد بشأن سوريا بعد ان قال الرئيس الاميركي باراك أوباما ان القوات الاميركية قد تتحرك اذا استخدم الرئيس السوري بشار الاسد اسلحة كيماوية ضد مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الاطاحة به. واجتمع لافروف مع داي بينغ قو مستشار الدولة الصيني ووفد حكومي سوري في دفعة فيما يبدو لاستمرار الجهود الدبلوماسية في وقت لا يعتقد فيه عدد يذكر من الحكومات الغربية والعربية ان خطة السلام التي تدعمها الاممالمتحدة يمكن ان تنهي العنف. وأدلى لافروف بهذه التصريحات خلال اجتماعه مع داي بينغ قو بعد ان هدد أوباما الاثنين بعمل عسكري أمريكي ضد الرئيس السوري محذرا بأشد لهجة حتى الان من أن القوات الامريكية يمكن ان تتحرك ضد الرئيس السوري بشار الاسد اذا لجأ الى استخدام أسلحة كيماوية ضد مقاتلي المعارضة. ونقلت انترفاكس عن لافروف قوله ان التعاون الدبلوماسي الروسي والصيني يستند الى «الحاجة الى الالتزام بصرامة بمعايير القانون الدولي والمبادئ الواردة في ميثاق الاممالمتحدة وعدم السماح بانتهاكها». وقال لافروف للمسؤول الصيني «أعتقد ان هذا هو المسار الصحيح الوحيد في الظروف الراهنة». وقال أوباما أمس انه أحجم «في هذه المرحلة» عن الامر بتدخل عسكري أمريكي في الصراع الدائر في سوريا لكن حين سئل عما اذا كان قد يأمر بنشر القوات لتأمين الاسلحة السورية الكيماوية والبيولوجية على سبيل المثال رد بأنه قد يغير رأيه في الاحجام عن التدخل. وعبرت روسيا بدورها عن قلقها بشأن الاسلحة الكيماوية السورية وقالت انها أبلغت دمشق ان مجرد التهديد باستخدامها أمر غير مقبول. وقال لافروف ان مجلس الامن وحده هو الذي يحق له التفويض باستخدام قوات أجنبية في سوريا محذرا من فرض «الديمقراطية بالقنابل». وبعد الاجتماع مع داي التقى لافروف وفدا حكوميا سوريا برئاسة قدري جميل نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية الذي يزور موسكو للمرة الثانية هذا الشهر. وقال لافروف انه مهتم بسماع «خطط تتعلق باتخاذ مزيد من الاجراءات لتحويل الموقف الى قناة حوار سياسي لكي يقرر السوريون انفسهم مصيرهم دون تدخل خارجي». وقال لافروف ان الطريق الى حل في سوريا يكمن في وقف القتال من جانب الحكومة ومقاتلي المعارضة وتنفيذ اتفاق توصلت اليه القوى العالمية في يونيو حزيران بشأن الحاجة الى تشكيل حكومة انتقالية. وقال «بحسب ما نشهده في سوريا يبدو في الوقت الراهن ان التدابير المتخذة غير كافية لكننا مقتنعون بانه ما من سبيل اخر سوى الاستمرار في هذا النهج». وقال لافروف لدى بداية اللقاء انه «مهتم جدا للاستماع الى تقييمه لما يحصل (في سوريا) وخطط العمل مستقبلا». وحذر جميل من التدخل العسكري المباشر في سوريا وقال انه «مستحيل لان من يفكر فيه ايا كان.. انما يدخل في مواجهة اوسع نطاقا من حدود سوريا». وقال ان تهديد أوباما موجه للاستهلاك الاعلامي. وفي تطور لافت، أعلن جميل ان سوريا مستعدة لمناقشة استقالة محتملة للرئيس السوري بشار الاسد في اطار مفاوضات مع المعارضة. وقال المسؤول السوري في مؤتمر صحافي عقده في ختام لقاء مع لافروف «خلال عملية المفاوضات يمكن دراسة كل المسائل، ونحن مستعدون حتى لدراسة هذه المسألة». لكنه اعتبر ان فكرة «الاستقالة كشرط لاجراء حوار تعني ان من المستحيل البدء بهذا الحوار». 5